غزة 21 مارس 2022 (شينخوا) أعلنت سلطة المياه وجودة البيئة الفلسطينية في غزة اليوم (الاثنين) أن الخزان الجوفي الساحلي الذي يلبي أكثر من 90 % من الاحتياجات المائية لسكان القطاع تم استنزافه بشكل كبير وخطير بسبب الضخ الجائر، محملة إسرائيل المسئولية الكاملة عن أزمة المياه التي يعيشها القطاع.
وقال مدير عام وحدة التخطيط والتوعية بالسلطة مازن البنا خلال مؤتمر صحفي في غزة بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف يوم غد الثلاثاء، إن نتائج الاستنزاف الانخفاض المستمر لمناسيب المياه الجوفية في معظم المناطق الجغرافية للقطاع وبمعدلات عالية نسيبا.
ويحتفل العالم في 22 مارس من كل عام باليوم العالمي للمياه بوصفها وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة.
وأشار البنا إلى وجود تداخل لمياه البحر على طول الشريط الساحلي أوصل الملوحة في مياه الآبار إلى مستويات تشكل تهديداً خطيراً لحياة السكان خاصة وأنها تفوق المعايير الدولية الخاصة بمياه الشرب بأضعاف مضاعفة.
وتابع أن التلوث الناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي في مناطق متعددة من القطاع بسبب نقص البنى التحتية في هذا المجال قد جعل من الصعب بمكان استخدام المياه الجوفية لهذا الخزان لأغراض الشرب حيث أصبح أكثر من 98 بالمائة من آبار مياه الشرب لا تصلح لهذا الغرض بسبب جودة مياهها.
وحمل البنا إسرائيل المسئولية لما آلت إليه أزمة المياه في غزة جراء فرض الحصار منذ أكثر من 15 عاما ومنع إدخال المواد اللازمة لتنفيذ مشاريع المياه والصرف الصحي وتشغيل مرافق تحلية مياه الشرب.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل من أجل انتزاع الحقوق الفلسطينية في مصادر المياه الجوفية والسطحية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتعويض الشعب الفلسطيني عن خسائره الناجمة عن مصادرة هذه الحقوق طيلة عشرات الأعوام الماضية.
كما دعا البنا إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ العام 2007 وفتح المعابر التجارية بشكل كامل وإدخال المواد والمعدات اللازمة لمشاريع المياه والصرف الصحي ومشاريع إعادة الإعمار.
وحث الدول المانحة على ضرورة الإسراع بتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروع إنشاء محطة تحلية مياه البحر المركزية بهدف توفير وتحسين خدمات مياه الشرب وتخفيض الاعتماد على الخزان الجوفي بما يساهم وقف الاستنزاف له وإعادة إصلاحه.
يشار إلى أن مصادر المياه في فلسطين وإسرائيل، هي نهر الأردن وبحيرة الحولة التي جففتها إسرائيل، وبحيرة طبريا ونهر الأردن السفلي ثم البحر الميت فوادي غزة الذي يمتد من جنوب الضفة الغربية وجبال الخليل مرورا بإسرائيل وصولا إلى قطاع غزة.
أما المياه الجوفية المشتركة فهي الحوض الجبلي، الذي قسم وفقا لاتفاقية أوسلو إلى ثلاثة أحواض الشرقي والشمالي الشرقي في طوباس وجنين بالضفة الغربية، والغربي وهو أحد أهم الأحواض الرئيسية ويمتد من طولكرم وقلقيلية حتى الخليل، فيما يقع الحوض الساحلي على البحر المتوسط إلى أسفل قطاع غزة.
وهناك أحواض إسرائيلية غير مشتركة مع الضفة الغربية وقطاع غزة مثل النقب والكرمل وطبريا، وهي إضافة إلى الأحواض المشتركة جميعها تحت السيطرة الإسرائيلية.