بكين 18 فبراير 2022 (شينخوا) اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على تعميق التعاون الثنائي في مكالمة هاتفية جرت بينهما يوم الأربعاء. وسيقود هذا التوافق الذي توصل إليه الزعيمان مؤخرا العلاقات بين الصين وفرنسا والصين والاتحاد الأوروبي باتجاه تنمية جديدة وأكبر.
لقد تكاتفت الصين وفرنسا وبذلتا جهودا رائدة في التعاون بينهما في العام الماضي. وتجاوز حجم التجارة الثنائية 80 مليار دولار أمريكي في عام 2021، مسجلا ارتفاعا جديدا، حيث زادت واردات الصين من المنتجات الزراعية الفرنسية بنسبة 40 بالمائة على أساس سنوي.
بالإضافة إلى ذلك، عقدت أول ندوتين بين البلدين حول الذكاء الاصطناعي والتعاون التكنولوجي الزراعي على التوالي، وتم إصدار المبادئ التوجيهية الأولية لجمع المشاريع المختبرية المشتركة كما هو مقرر.
ويقود رئيسا البلدين العلاقات الصينية-الفرنسية للمضي قدما في الاتجاه الصحيح. وخلال محادثاتهما، قال شي إنه في العام الجديد، يتعين على الصين وفرنسا مواصلة المسار الإيجابي والصحي والصاعد، والالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة، وتعزيز الحوار والتبادلات على المستويات كافة، ودعم التفاهم والثقة المتبادلين، والدفع من أجل تحقيق إنجازات جديدة في التعاون الثنائي.
ومن جانبه، قال ماكرون إن الوضع الدولي الحالي مشحون بالتوتر والاضطراب، وقد عززت هذه الخلفية أمل فرنسا بتعميق شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع الصين، مضيفا أن فرنسا راضية عن الإنجازات الكبيرة التي حققها البلدان في السنوات الأخيرة في التعاون الثنائي في مجالات مثل التكنولوجيا والزراعة والطيران والطاقة النووية.
وأوضح أن بلاده مستعدة للعمل مع الصين لاستكشاف سبل التغلب على تأثير كوفيد-19 وتعزيز تبادلات الأفراد ودعم الصداقة والثقة المتبادلة وتعميق التعاون متبادل المنفعة.
كما توصل الزعيمان إلى سلسلة من التوافقات بشأن التعاون الثنائي للمرحلة التالية تغطي مختلف المجالات بما في ذلك التكنولوجيا الزراعية والتصنيع الأخضر والبنوك والتمويل وصناعة الطيران والتعاون في أسواق الأطراف الثالثة وغيرها.
ومن وجهة نظر ليازيد بنهامي، نائب رئيس جمعية باريس للصداقة الفرنسية-الصينية، يمكن للمحادثات الصريحة التي جرت بين الزعيمين أن تساعد في تحقيق "دبلوماسية بناءة تقوم على علاقة صريحة وصادقة"، مشيرا إلى أن هذا التفاعل سيؤدي إلى المزيد والمزيد من علاقات المنفعة المتبادلة واستدامة الحوار في المستقبل.
وقالت كريستين بيير، الخبيرة في معهد شيلر فرانس، وهو مركز أبحاث فرنسي، لوكالة ((شينخوا))، إن محادثات الزعيمين تميزت بالصراحة والتطلع إلى المستقبل، مشيرة إلى أن التعاون المربح للجانبين بين البلدين قد سمح بإحراز تقدم في قطاعات هامة في فرنسا.
وستساعد محادثتهما، وهي الأولى من نوعها منذ تولي فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، في دفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي إلى الأمام. ويتعين على الصين والاتحاد الأوروبي-- كما أكد شي مجددا-- التمسك بالفهم الصحيح لبعضهما البعض والالتزام بالاحترام المتبادل والحوار والتعاون والمنفعة المتبادلة.
وفي حديثه مع ماكرون، دعا شي إلى ضرورة عمل الجانبين معا لبناء أكبر أرضية مشتركة وتوجيه العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي نحو تحقيق تنمية جديدة.
وردا على ذلك، قال ماكرون إن بلاده ستبذل قصارى جهدها لدفع جدول الأعمال الإيجابي بين الاتحاد الأوروبي والصين، وستعمل مع الصين لضمان نجاح اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي والصين ودفع تنمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين إلى الأمام.
وقال برتراند بادي، أستاذ العلاقات الدولية في معهد باريس للدراسات السياسية، إن تعزيز الحوار لن يسهل التعاون بين البلدين فحسب، بل سيعزز أيضا جدول الأعمال الإيجابي للكتلة مع الصين ويوسع التوافق بين الجانبين.
وفي ضوء تمتع الشعبين الصيني والفرنسي بالبصيرة وتقديرهما للاستقلال والحكم الذاتي، جاء تدشين العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا نابعا من التطلع الأصلي للاستقلال والتفاهم المتبادل والاستبصار والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة.
وطالما ظل البلدان أوفياء لتطلعاتهما الأصلية وتمسكا بالتوافق والتركيز على التعاون متبادل المنفعة، فإن العلاقات الثنائية ستنمو بشكل طبيعي بوتيرة مطردة وتضخ الثقة والحيوية في تنمية العالم.