القاهرة 29 مارس 2022 (شينخوا) أكد خبراء مصريون أن اجتماع النقب السداسي يعد اجتماعا غير مسبوق، ويستهدف ملء الفراغ الاستراتيجي بالمنطقة.
وعقد وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والمغرب والإمارات والبحرين، اجتماعا بصحراء النقب جنوب إسرائيل، على مدى اليومين الماضيين.
ويعد الاجتماع الأول من نوعه الذي تستضيف فيه إسرائيل قمة تضم وزراء خارجية عرب، ويعقد في الذكرى الـ 43 لمعاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، التي وقعها البلدان في 26 مارس العام 1979.
وبحسب الإذاعة العبرية العامة فإن الوزراء الستة ناقشوا خلال الاجتماع تشكيل تحالف دفاعي إقليمي للتعامل مع هجمات الطائرات بدون طيار والتهديدات الأخرى.
وأضافت أن إيران ومحاولة إعادة إحياء الاتفاق النووي كانت على رأس جدول أعمال القمة، حيث أعربت إسرائيل ودول الخليج عن مخاوفهم بشأن تجديد الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ويرى الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية، عضو مجلس إدارة مركز التحرير للدراسات والبحوث، أن الاجتماع يأتي كمحاولة لملء الفراغ الاستراتيجي القائم بالمنطقة نتيجة خفض القوى الكبرى ثقلها بالمنطقة، ما يفرض على دول المنطقة ضرورة ملء هذا الفراغ الاستراتيجي.
وقال عودة، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الفترة الماضية شهدت العديد من المحاولات لتشكيل قوى إقليمية لملء هذا الفراغ الاستراتيجي، من بينها اجتماعات عقدت بالعراق والأردن، غير أنها لم يكتب لها النجاح، نظرا لوجود تنافسات جيوبوليتيكية بين دول المنطقة، ما أدى إلى فشلهم في تحقيق الهيمنة المشتركة.
وأضاف أن اجتماع النقب هو مجرد بداية، وسيعقبه سلسلة من الاجتماعات للتواصل إلى تفاهمات مشتركة، في ظل استمرار الخلافات وتباينات الرؤى وتعدد الأهداف وتعارضها.
وأعرب عن اعتقاده حال قدرة الدول الست على إيجاد مقاربات فيما بينها، فإنها قد تتسع دائرة المشاركين لتضم عدة دول أخرى، خاصة تركيا، التي سيكون لها دور حقيقي بالمنطقة لسعيها الدائم للربط الهيكلي مع العديد من دول المنطقة.
ولفت إلى أن كل دول المنطقة تعاني من أزمات عميقة سواء أزمات عدم استقرار أو أزمات مالية، وهو ما ينعكس على حسابات دول المنطقة، ويوجه قراراتها بشكل كبير.
وجاء الاجتماع الوزاري السداسي بصحراء النقب، جنوب إسرائيل، في أعقاب القمة الثلاثية التي استضافها منتجع شرم الشيخ المصري الأسبوع الماضي، والتي ضمت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان.
من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الاجتماع السداسي، يعد عملا غير مسبوق، ويأتي في الذكرى الـ 43 لاتفاق السلام المصري - الإسرائيلي.
وأوضح فهمي لـ(شينخوا) أنه "لن يكون هناك أي نظام إقليمي، بأي شكل، بدون دور رئيسي ومركزي لمصر، ولن تكون هناك أية مقاربات استراتيجية بدون مراعاة المصالح العربية العليا".
وشدد على أنه بأي حال من الأحوال لن يكون هناك نظام أمني شرق أوسطي على حساب العمل العربي الموحد، مشيرا إلى أن الاجتماع قد يؤدي إلى تأسيس تشاورات إقليمية تضم إسرائيل ودول أخرى.
وقال إن القضية الفلسطينية لم ترد خلال الاجتماعات والمؤتمر الصحفي الذي أعقبها إلا على لسان وزير خارجية مصر سامح شكري الذي تحدث عن الحق الفلسطيني والاقرار بخيار حل الدولتين وحدود 4 يونيو العام 1967.
وأضاف أن هناك تخوفات من الولايات المتحدة الأمريكية من تفكيك التحالفات الاستراتيجية الأمريكية - العربية، ودخول الدول العربية في شراكة مع روسيا، بالإضافة لتأمين امدادات الغاز والبترول من الدول العربية.
وأشار فهمي إلى أن إيران كانت حاضرة خلال الاجتماع بقوة لاحتمالية توقيع الولايات المتحدة الأمريكية معاهدة معها خلال الشهر المقبل.
وتعارض إسرائيل الاتفاق، متهمة إيران بأنها تحاول الحصول على سلاح نووي، في حين تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي.
بدوره، قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة حلوان، إن هذه القمة تعد الأولى على المستوى العربي - الإسرائيلي متعدد الأطراف على الأرض الإسرائيلية، بكل ما تحمله من رمزية جيوسياسية قوية.
وقال الشيمي لـ(شينخوا) إن القمة تم الترتيب لها في إطار مفهوم الدبلوماسية العاجلة، مدفوعة بالحرب في أوكرانيا والاتفاق النووي المعلق مع إيران، مضيفا أن القمة لم تسفر عن نتائج علنية ملموسة.
وأشار إلى أن الاجتماع سمح أيضا لإسرائيل والدول العربية الأربع بتعميق تنسيقها بشأن التهديدات الأمنية المشتركة وجمع المعلومات الاستخبارية والمخاوف المتعلقة بالطاقة والإمدادات الغذائية.
ولفت الشيمي إلى أن الاجتماع سمح لدول الشرق الأوسط الخمس، البحرين ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، بتشجيع الولايات المتحدة بشكل جماعي على الاستمرار في المشاركة في المنطقة، على الرغم من تركيزها على روسيا.
يشار إلى أنه بالتزامن مع اجتماع النقب السداسي، عقدت قمة أردنية - فلسطينية، بالضفة الغربية، بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال الملك عبدالله الثاني، خلال الاجتماع، إنه "لا يمكن للمنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على ضرورة "وقف كل الإجراءات الأحادية، خاصة في القدس والحرم الشريف، والتي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة، والذي هو هدفنا جميعا لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل".