غزة 18 يناير 2022 (شينخوا) يصارع الشاب مهدي أبو هربيد المصاب بمرض "الثلاسيميا" الموت وحيدا وعشرات آخرين من أقرنائه في قطاع غزة بسبب نقص العلاج الخاص بعلاجهم داخل المستشفيات الحكومية بالقطاع.
وبشق الأنفس حصل العشريني أبو هربيد أخيرا على إبرة "الديسفيرال" لتكون سلاما لجسده الذي عاني على مدار 6 أشهر ماضية الآم أنهكت حالته الصحية بسبب عدم توفرها بشكل مستمر للمرضى.
وإبرة "الديسفيرال" الخاصة بعلاج بمرض الثلاسيميا" الذي يعاني منه أبو هوبيد منذ الولادة تجعل منه شخصا طبيعيا لكن انقطاعها سبب تضخما في الكبد وضعفا في عضلة القلب وهشاشة في العظام وتغيير في لون الجلد جراء زيادة نسبة الحديد في جسده.
وبحسب أطباء ومختصون فإن الإنسان يصاب بالمرض نتيجة طفرة جينية في الحمض النووي للخلايا المكونة للهيموغلويين وتنتقل هذه الطفرة وراثيا من الآباء إلى الأبناء ما يسبب حدوث الطفرات الجينية وتعطيل إنتاج الهيموغلوبين الطبيعي ما يؤدي لانخفاض نسبته وارتفاع معدل تلف خلايا الدم الحمراء.
ويحتاج المصاب بمرض "الثلاسيميا" إبرة واحدة من "الديسفيرال" يوميا لكن عدم توفرها بأعداد كافية في مستودعات وزارة الصحة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع دفعها لإعطاء المريض مرة أو مرتين أسبوعيا إن وجدت، في وقت لا يمكن شرائها من الخارج لعدم توفرها.
ويشكو أبو هربيد بينما يتحدث بصوت متقطع لوكالة أنباء ((شينخوا)) من عدم تمكنه من الحصول على إبرة "الديسفيرال" رغم توجهه مرارا وتكرارا إلى مستشفيات وزارة الصحة على مدار 6 أشهر.
ويقول أبو هربيد بينما يستلقي على أريكة داخل منزله ويديه موصولة بمحلول "توجهت إلى المستشفيات للحصول على الإبر الخاصة بعلاج مرض الثلاسيميا ولكن لم أجد منذ 6 أشهر".
ويضيف الشاب بحزن شديد أن انقطاع الإبر يسبب "سواد في وجهه من زيادة الحديد ونزيف من الأنف يصاحبها تساقط بالأسنان، معربا عن خشيته من فقدان حياته بسبب نقص العلاج الخاص بالمرض الذي يعاني منه.
ولم يختلف الحال كثيرا عن المصابة سوسن المصري (30 عاما) من بلدة بيت حانون شمال القطاع التي أصيبت بمرض "الثلاسيميا" و3 من أشقائها منذ ولادتهم ومنذ ذلك الحين يتلقون العلاج المضاد عبر إبر "الديسفيرال".
وتقول المصري بينما بدا وجهها شاحبا بالسواد لـ ((شينخوا))، إن الإبر انقطعت بشكل كامل منذ نحو 3 أشهر، مطالبة وزارة الصحة بتوفيرها بشكل سريع ومستمر خشية على حياتها وأشقائها.
وتحذر المصري من أن عدم توفر العلاج يجعل حياتهم على "المحك وقد يكون أحدهم الحالة القادمة التي تخسر حياتها بسبب نقص إبر الديسفيرال ما يزيد من أوجاعهم".
ويدفع ذلك إلى تغيير الحياة اليومية بشكل كامل للمرضى فلم يعد لديهم القدرة على الخروج من البيت غالبا لحين توفير الوزارة العلاج التي ترجع السبب لعدم وصول الكميات اللازمة من الشركة الموردة،وبالتالي يبقى الخطر محيطا.
وتعقيبا على ذلك يقول علاء حلس مدير دائرة الصيدلة في مستشفيات الوزارة، إن 317 مريضا بينهم أطفال ونساء ورجال يعانون من نقص العلاج والمستلزمات الطبية الخاصة بمرض "الثلاسيميا" ما يجعلهم عرضة لمشكلة حقيقية.
ويضيف حلس لـ ((شينخوا))، أن الوزارة تصنف مرضى "الثلاسيميا" من فئة "الشرائح الهشة" التي تتطلب توفير العلاج بشكل مستمر ودائم حرصا من تعرضهم حياتهم للخطر.
ويوضح أن الوزارة تعتمد على ثلاثة مصادر في توفير الأدوية إذ توفر السلطة الفلسطينية ما نسبته 20 % وتقدم المؤسسات الأهلية والداعمة ما نسبته 40%، فيما توفر الوزارة في غزة 20 % "عبر الشراء المباشر، وتواجه عجزاً دائماً بنسبة 20% في الأدوية والمستلزمات الطبية.
ويشير حلس إلى أن نفاذ كمية العلاج الخاص بمرضى "الثلاسيميا" من مستودعات الوزارة رغم وضع الخطط لمعدلات الصرف، لافتا إلى أن الأزمة ستستمر حتى نهاية الشهر المقبل نتيجة عدم وصول الكمية اللازمة من الشركة الموردة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس عليه بالقوة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية.
واشتكى مسئولو حماس دائماً من أن عواقب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة كانت كارثية، بحيث زادت من معدلات الفقر والبطالة، متهمين إسرائيل بحظر شحن المعدات والأجهزة الطبية إلى القطاع.