بكين 18 يناير 2022 (شينخوا) ركزت كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الجلسة الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي 2022 على مواجهة تحديات العصر، وعززت الثقة في التعاون العالمي لمكافحة الجائحة، وحشدت القوة في بناء عالم أفضل بعد الجائحة.
وقال شي يوم الاثنين "أثبتت الحقائق من جديد أنه في وجه الأمواج المتلاطمة من الأزمات العالمية، إن دول العالم لم تكن على متن أكثر من 190 قارب صغير، بل تكون على متن سفينة كبيرة تشترك في مصير واحد".
وأضاف "القارب الصغير لا يتحمل الرياح والأمواج بينما السفينة العملاقة تستطيع الصمود أمام الأمواج الهائجة".
وقال كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن تصريحات شي شكلت "علامة فارقة مهمة" في تعزيز التعاون العالمي في أعقاب جائحة كوفيد-19.
وشدد على أن الحوار والتعاون اللذين يفضيان إلى حلول مشتركة هما "الأساس الوحيد" لكي تنعم البشرية بالسلام والرخاء، متفقا مع تصريحات شي في عام 2017 بشأن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
كما تمنى شواب في كلمته للصين "نجاحا كبيرا في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة".
وأشار ستيفن بيري، رئيس نادي مجموعة 48 في بريطانيا، إلى أن شي في خطابه أوضح موقف الصين بالوقوف ضد جميع أشكال الأحادية أو الحمائية أو الهيمنة أو سياسات القوة، وهو جانب من جوانب التعددية التي يمكن للجميع الانضمام إليها.
ودعا الدول إلى العمل بشكل جماعي في أمور مثل الصحة والسيطرة على تغير المناخ وغيرها من الكثير من الأمور.
وقالت رئيسة الوزراء الكرواتية السابقة يادرانكا كوسور إن خطاب شي يوضح طريق التعاون المربح للجميع لصالح الشعوب في جميع أنحاء العالم، وإن الصين أجرت تعاونًا جيدًا مع الدول الأخرى.
وأوضحت أنه في سياق الجائحة غير المسبوقة، على جميع الأطراف أن تدرك أهمية التعاون الدولي، مضيفة أن التعددية مهمة في مجالات مثل التعاون الاقتصادي والتجاري، وبدون هذا التعاون، سيواجه الاقتصاد العالمي عواقب وخيمة.
وقال سيرجي لوكونين، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والسياسية الصينية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إنه عقب الجائحة، يجب على الإنسانية رفض أفكار الحمائية والهيمنة، والتحرك نحو التعددية الحقيقية.
وأوضح أن تعاون الصين مع شركائها "فعال وإيجابي"، ويعكس مصالح جميع الأطراف وسيستمر في التحسن.
وأشار هيرمان تيو لوريل، مؤسس منظمة الدراسات الاستراتيجية الفلبين-بريكس، إلى أن الصين جعلت من لقاحات كوفيد-19 منفعة عامة عالمية، وبناءً على ذلك تبرعت - وسلمت - بمليارات الجرعات إلى البلدان المحتاجة.
في أزمة جائحة كوفيد-19، قدمت الصين مثالا على كيف يمكن لدولة كبرى أن تقود الركب في بناء عالم أفضل للبشرية جمعاء.
وخلال الجلسة، دعا شي المجتمع الدولي إلى التعاون وحشد القوة لهزيمة الجائحة، والحد من مختلف المخاطر لتدعيم التعافي المطرد للاقتصاد العالمي، وتجسير الهوة التنموية لإعادة النهوض بقضية التنمية العالمية، ونبذ عقلية الحرب الباردة وتحقيق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
وقال إيفيم أوبي، الباحث في المعهد النيجيري للشؤون الدولية، إن دعوة شي تتماشى مع رؤية الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
فمع الركود العالمي الذي يلوح في الأفق، ينذر مستقبل إفريقيا بالكآبة إذا فشلت في الاستجابة للأزمة، وبالتالي من المتوقع بشدة أن تلعب الدول المتقدمة والدول الكبرى في العالم دور المحرك الاقتصادي وتبذل المزيد من الجهود المتضافرة والتعاون لإخراج العالم من مستنقع المرض.