بكين 16 يناير 2022 (شينخوا) ظهرت حماقة أخرى متعلقة بكوفيد-19 في واشنطن مؤخرا؛ حيث شوهد جميع أعضاء مجلس النواب الأمريكي تقريبا وهم يدخلون المجلس مرتدين أقنعة (كي إن 95) الصينية الممنوحة لهم والتي توفر حماية متزايدة، وهم نفس الأشخاص الذين دأبوا على توسيع نطاق الحملة المناهضة للصين.
وجاء ذلك المشهد بعد صدور أمر أكثر صرامة مؤخرا يطلب من أعضاء مجلس النواب الأمريكي ارتداء أقنعة (إن 95) أو (كي إن 95) داخل أروقة مجلس النواب وسط حالة تفشي أكثر شدة للمرض في البلاد.
لكن هؤلاء السياسيين لم يكونوا سعداء بهذا. فقد قفز البعض إلى نظرية المؤامرة القديمة "تسرب مختبر ووهان" من أجل الشعور بالراحة، بينما اعتمد آخرون على ما يسمى بنظرية "التهديد الصيني" احتجاجا على الأمر الصادر بشأن ارتداء الأقنعة الصينية. وبالنسبة لمعظمهم، يظل تأمين "أي شيء عدا الصين" أولوية قصوى.
في الحقيقة، لقد تمخضت عقلية "أي شي عدا الصين" من الطاعون السياسي المتجذر في أمريكا، حيث يقوم الديمقراطيون والجمهوريون بسحب كل الخيوط التي لديهم للفوز بالصراع الحزبي - فبالنسبة لكلا الجانبين، يبدو أن التشهير ببكين يعد تكتيكا مثاليا لتحقيق مكاسب سياسية.
نصح كتاب ((كورونا بيج بوك))، المكون من 57 صفحة والذي تم الكشف عنه عام 2020، المرشحين الجمهوريين بمعالجة المرض من خلال مهاجمة الصين بقوة، بينما يقدم الكتاب إرشادات مفصلة إزاء كيفية ربط المرشحين الديمقراطيين ببكين.
لقد أولت الإدارة الأمريكية السابقة الكثير من الاهتمام لهذا الدليل الاستراتيجي الذي تغاضى عن الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير فعالة في الوقت المناسب لمكافحة المرض. من أجل إيجاد طرق جديدة لنشر الشائعات ووضع الصين ككبش فداء، تُركت البلاد وهي تعاني من أكبر عدد من الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 على مستوى العالم رغم وجود تكنولوجيا ومرافق طبية من الدرجة الأولى بالإضافة إلى وجود خبراء صحة من الدرجة الأولى.
بينما كان هؤلاء الساسة في واشنطن الذين يخدمون مصالحهم الذاتية، منشغلين بالاهتمام بمصالحهم السياسية الخاصة، بدا أنهم يشعرون بالرضا بشأن التضحية بالمصالح المشتركة لأولئك الذين يكافحون من أجل البقاء داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وخلال الفترة الصعبة التي مرت بها البلاد فيما يتعلق بكوفيد-19، تلقت الولايات المتحدة من الصين أكثر من 40 مليار قناع وحوالي 1.2 مليار قفاز جراحي وما يقرب من مليار معطف واقي، إلى جانب إمدادات طبية أخرى، في الفترة ما بين الأول من مارس 2020 وحتى 28 فبراير 2021.
ومع ذلك، فإن بعض السياسيين الأمريكيين قد عضوا الأيدي التي كانت تساعدهم، متعمدين تشويه العروض الصينية الكريمة وتحويلها إلى سِحْر سياسي.
والآن، تم الرد على أحدث النصائح العلمية التي قدمها أطباء مجلس النواب بشأن ارتداء أقنعة داخل أروقة المجلس بهدف حماية أعضاء المجلس من متحور أوميكرون شديد العدوى، بمزيد من الهجمات العنصرية ضد الصين وإثارة جولة جديدة من الاستهزاء بين الحزبين السياسيين الرئيسيين داخل الولايات المتحدة. ومع هذا المنطق العبثي، لن يكون مفاجئا أن الطلاب والمستهلكين في الولايات المتحدة الذين يرتدون أقنعة صينية الصنع سيمنعون يوما ما من دخول المدارس ومحلات البقالة.
وجاء في مقال نشره موقع ((بيزنس إنسايدر)) في أواخر عام 2021 أن "لكل شهادة وفاة ناجمة عن كوفيد-19 بشكل رئيسي، ينبغي إدراج الحزبية كسبب مساهم في هذه الوفاة. لقد تم تسييس هذا المرض منذ اليوم الأول".
في الواقع، لقد استيقظ المزيد والمزيد من الناس حول العالم وأدركوا أنه بالنسبة لصانعي القرار في الولايات المتحدة، فإن حياة الناس العاديين والصحة الوطنية والعلوم هي آخر الأمور في أجنداتهم. إن مقتل ما يقرب من 850 ألف شخص بسبب الفيروس في البلاد، دليل حي على أنه عندما يفشل القادة ويكون النظام السياسي في طريق مسدود، فإن الشعب يعاني.
إن ممارسة السياسة من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى الصين لن ينقذ أمريكا من المرض، ولكنها ستحول هؤلاء السياسيين الأمريكيين أنفسهم إلى مهرجين على المسرح العالمي. هذا ما يحتاج السياسيون أن ينتبهوا إليه قبل أن يحصد المرض المزيد من الأرواح في وطنهم.