اختتم عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي زيارته لسريلانكا في اليوم التاسع من الشهر الجاري، منهيا زيارته إلى خمس دول في إفريقيا وآسيا. وبناء على دعوته سيزور كل من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير الخارجية الكويتي ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، ووزير الخارجية العماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي، ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، زيارة الصين في الفترة من 10 إلى 14.
تعتقد وسائل الإعلام العربية أن الزيارة "المكثفة" لوزراء خارجية دول الخليج ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للصين تسلط الضوء على الأهمية الكبيرة التي توليها دول مجلس التعاون الخليجي للصين وأهمية ومتانة العلاقة بين الطرفين.
وأشار العديد من الباحثين المحليين الصينيين حول قضايا الشرق الأوسط إلى أنه من النادر جدًا أن يقوم مسئولو دول مجلس التعاون الخليجي من العديد من الدول بزيارة الصين بشكل مكثف، ويعتقدون أن هذه الزيارة قد تكون مرتبطة بمفاوضات التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.
أصدرت قناة إخبارية إماراتية بياناً في التاسع من الشهر الجاري مفاده أن الزيارة "المكثفة" لوزراء خارجية دول الخليج الأربعة للصين تكتسي أهمية خاصة في سياق ارتفاع الاصابات بكوفيد -19 في الصين. بمعنى ما، يمكن اعتبار هذه الزيارة بمثابة رد لزيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى منطقة الخليج العام الماضي. حيث قام وانغ يي بزيارة مكثفة للمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين في أواخر مارس 2021، ضبط خلالها عقرب ساعة دبلوماسية الصين في "توقيت الشرق الأوسط"، الذي أدى إلى الارتقاء بعلاقات الصين مع الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج إلى مستوى جديد.
وذكرت شبكة "ميدل إيست أون لاين" الإخبارية أنه منذ أن أقامت الصين علاقاتها مع مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه عام 1981، والعلاقات بين الجانبين تشهد تعززا وتطورا باطراد، ولا سيما في السنوات الأخيرة، حيث دخل تطور العلاقة بين الجانبين في "الخط السريع"، بالإضافة إلى تعزيز وتوسيع التعاون في مجالات النفط والاقتصاد، تستمر التبادلات والمناقشات والتعاون في المجال السياسي في توسع وتعمق.
أشار وانغ يي خلال المقابلة الصحفية التي أجراها مع وسائل الإعلام في 30 ديسمبر 2021، لتقديم محور العمل الدبلوماسي الصيني في عام 2022، إلى"تحقيق اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في أسرع وقت ممكن". قال يين جانغ، باحث في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ونائب الأمين العام الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط، إن الزيارات المكثفة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين نادرة بالفعل. وأن المفاوضات بين الصين ومنطقة التجارة الحرة لدول مجلس التعاون الخليجي قد استمرت فترة طويلة وينبغي إحراز بعض التقدم. وإذا كان من الممكن توقيع مفاوضات التجارة الحرة، فهي ذات أهمية عملية كبيرة.