بكين 30 نوفمبر 2021 (شينخوا) أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس اليوم (الثلاثاء) بتطور العلاقات الصينية-القبرصية على مدار الـ50 عاما الماضية، كما قررا الارتقاء بالعلاقات الصينية-القبرصية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
واتخذ زعيما الدولتين هذا القرار خلال مكالمة هاتفية قبل الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية.
وأشار شي إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 50 عاما، نجح البلدان في وضع نموذج للعلاقات الودية بين الدول الكبيرة والصغيرة.
ومن الناحية السياسية، يدعم البلدان بقوة المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض، ويتمتعان بعلاقات صداقة قائمة على الثقة المتبادلة، حسبما قال شي، مضيفا أنه من الناحية الاقتصادية، حقق البلدان تعاونا مثمرا في مجالات مثل الطاقة والاتصالات، وهما شريكان في البناء المشترك للحزام والطريق.
وقال شي إن التعليم والسياحة وكذلك التبادلات الثقافية والشعبية والتعاون بين البلدين، أصبحت وثيقة بشكل متزايد.
وأوضح أنه منذ تفشي كوفيد-19، دعم الجانبان بعضهما البعض وظلا سويا من خلال السراء والضراء، وتزايدت أهمية الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الصينية-القبرصية.
وأشار شي إلى أن الصين وقبرص تعلنان رسميا إقامة شراكة استراتيجية بينهما بمناسبة الذكرى الـ50 لعلاقاتهما الدبلوماسية، مضيفا أنه قرار سياسي اتخذه البلدان بما يتماشى مع اتجاه العصر، وسيضخ زخما قويا للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.
وفي المحادثة الهاتفية، طرح شي اقتراحا من أربع نقاط بشأن تنمية العلاقات بين الصين وقبرص في نقطة انطلاق جديدة.
أولا، ينبغي أن يلتزم الجانبان بمعاملة بعضهما البعض على قدم المساواة، واحترام النظام الاجتماعي للطرف الآخر ومسار التنمية المختار بشكل مستقل من جانب شعبيهما، واحترام المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض.
ثانيا، ينبغي على الجانبين الدفع من أجل تعاون أعمق وأكثر واقعية متبادل المنفعة، وتعميق التعاون في البناء المشترك للحزام والطريق.
وقال شي إن الجانب الصيني سعيد برؤية المزيد من المنتجات الزراعية والغذائية القبرصية عالية الجودة في السوق الصينية، ويشجع الشركات الصينية على القيام بدور نشط في الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي في قبرص فضلا عن تعافيها بعد المرض وتنميتها، ويرحب بمشاركة قبرص النشطة في مبادرة التنمية العالمية.
ثالثا، ينبغي الحفاظ على الاتجاه الصحيح لتنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأشار شي إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي شريكان استراتيجيان شاملان وينبغي أن يظلا ملتزمين بالاتجاه العام للتعاون.
وأعرب عن استعداد الجانب الصيني لإجراء حوار صريح مع الجانب الأوروبي ومعالجة خلافاتهما بشكل صحيح، معربا عن أمله في أن تدعو قبرص الاتحاد الأوروبي للعمل مع الصين لضمان تنمية صحية ومستقرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي على طول المسار الصحيح.
والنقطة الرابعة هي الدعوة إلى نظام دولي نزيه ومناسب.
وقال شي إن الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية جمعاء، مضيفا أن الديمقراطية لا توجد في شكل واحد فقط أو لها معيار واحد فقط، وأنه لا ينبغي السماح لأي دولة باحتكار تفسير الديمقراطية ثم فرضها على الآخرين.
وأعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك قبرص، لحماية النزاهة والعدالة، وتعزيز إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، بحيث يمكن لشعوب جميع الدول التمتع حقا بحقوق وحريات أوسع وأكثر جوهرية.
من جانبه، قال أناستاسيادس إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 50 عاما، ظل الجانبان دائما يتفهمان ويدعمان بعضهما بعضا، كما أن تعاونهما في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية استمر في التعمق وحقق نتائج إيجابية.
ولفت إلى أن الصين شريك وصديق شديدا الأهمية لقبرص، مضيفا أنه سعيد لأنه بعد المحادثة الهاتفية، سيصدر الجانبان بيانا مشتركا للإعلان رسميا عن إقامة شراكة استراتيجية بين قبرص والصين، والتي تعتبر معلما بارزا في العلاقات الثنائية.
وأكد أناستاسيادس أن قبرص تلتزم بشدة بمبدأ صين واحدة، وتدعم بقوة مواقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية.
كما أعرب عن استعداد بلاده للعمل مع الصين لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى، وتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والثقافة والسياحة وغيرها من المجالات في إطار مبادرة الحزام والطريق، من أجل الدفع نحو تعزيز تطور العلاقات القبرصية-الصينية.
وقال إن قبرص تقدر حياد الصين في الشؤون الدولية، وترغب في تعزيز التواصل والتنسيق متعدد الأطراف مع الصين، معربا عن استعداد قبرص لتعزيز الحوار والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين على نحو نشط.
وعقب المحادثة الهاتفية، أصدر الجانبان بيانا مشتركا بشأن إقامة شراكة استراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية قبرص.