الخرطوم 23 نوفمبر 2021 (شينخوا) رغم استمرار تباين المواقف تجاه الاتفاق السياسى الذى تم توقيعه بالسودان مؤخرا ، إلا أن الثابت أنه شكل بداية جديدة لمرحلة أخرى من مراحل التحول الديمقراطى فى السودان.
وشكل الاتفاق الذى وقعه رئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك فى 21 نوفمبر الجارى ما يشبه الانفراج السياسى بعد مخاض بدا صعباً خلال الأسابيع الماضية.
وقال رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر " هذا الاتفاق خطوة متقدمة إلى الامام، لاستكمال المرحلة الانتقالية وإخراج السودان من وهدته".
وأضاف ، فى تصريح صحفى اليوم " أن الاتفاق السياسي الموقع بين البرهان وحمدوك حقق مطالب الشارع السوداني والمجتمع الدولي ، ونأمل أن يتم دعم الاتفاق".
ومن جانبها رأت الجبهة الثورية ، وهى تحالف بمجموعات مسلحة وقعت اتفاق جوبا للسلام ، أهمية استكمال الاتفاق الثنائى وتلبية شواغل الشارع السوداني.
وقال القيادي بالجبهة الثورية محمد أسماعيل زيرو ، فى تصريح صحفى بالخرطوم اليوم " من المؤكد أن الاتفاق شكل خطوة مهمة لإنهاء الأزمة التى كادت تعصف ببلادنا".
وأضاف " لقد جاء الاتفاق عقب جدل وعراك سياسي طرأ على المشهد السياسي مؤخرا كاد أن يدخل البلاد في نفق مظلم ، ومن هنا يشكل اختراقا إيجابيا".
وشدد على ضرورة استكمال الاتفاق باتخاذ تدابير إضافية تدعم التحول الديمقراطى ومنها تكوين مؤسسات الحكم الأخرى ولاسيما المجلس التشريعى وإقامة مفوضيات الانتخابات والدستور.
ومن جانبه وصف عضو مجلس السيادة الانتقالى بالسودان الفريق ياسر العطا الاتفاق السياسي بأنه يمهد لحوار وطني واسع يشمل كافة القوى السياسية بالبلاد للوصول إلى توافق سوداني لإنجاح الفترة الإنتقالية.
وتعهد العطا ، خلال شرح قدمه اليوم لقيادات جهاز المخابرات العامة بالخرطوم بدعم المنظومة الأمنية لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك حتى عبور البلاد إلى بر الأمان وتحقيق أهداف الثورة.
وأشار الفريق العطا إلى أن الفترة القادمة ستشهد إشراك شباب ثورة ديسمبر في المجلس التشريعي وتمثيل رمزي لكل القوى السياسية.
ورأى المحلل السياسى السوداني عبد الرازق زيادة أهمية الدور الدولى فى التوصل إلى الاتفاق السياسى.
وقال زيادة فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم " مما لا شك فيه إن المجتمع الدولى كان له دور كبير فى التوصل للاتفاق السياسى".
وأضاف " فى منطقة مضطربة ، وعطفا على ما يحدث فى إثيوبيا ، لم يكن مقبولا للمجتمع الدولى أن يقف متفرجا على ما يحدث فى السودان واحتمالات دخوله أتون حرب أهلية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أبلغ رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء السودانيين، في محادثات معهما، أمس (الاثنين)، أن البلاد بحاجة إلى إحراز مزيد من التقدم قبل أن تستأنف واشنطن صرف 700 مليون دولار من المساعدات المعلقة.
ووقع رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، فى 21 نوفمبر الجارى على اتفاق سياسي قضى بعودة حمدوك لرئاسة الحكومة.
ونص الإعلان السياسى على التأكيد على أن الوثيقة الدستورية هى المرجعية الأساسية القائمة لاستكمال الفترة الانتقالية ، وضمان مشاركة سياسية واسعة عدا حزب "المؤتمر الوطني" المنحل (حزب الرئيس السابق عمر البشير).
وعانى السودان من أزمة سياسية بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان فى 25 أكتوبر الماضى حالة الطوارئ وحل مجلسى السيادة والوزراء.