بيروت 4 نوفمبر 2021 (شينخوا) طرح رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم (الخميس) "خارطة طريق" لحل الأزمة مع السعودية ودول الخليج، مؤكدا أن بلاده ستعالج هذا الملف وفق القواعد السليمة.
وقال ميقاتي في كلمة خلال رعايته إطلاق "الرزمة السياحية الشتوية 2021 - 2022 " في مقر رئاسة مجلس الوزراء اليوم "عازمون على معالجة ملف العلاقة مع السعودية ودول الخليج الشقيقة وفق القواعد السليمة، ولن نترك هذا الملف أبدا عرضة للتساجل وللكباش السياسي".
وتابع "سنسعى بالتعاون مع جميع المخلصين للعودة عن القرارات المتخذة بما يعيد صفو العلاقات اللبنانية مع امتداده العربي الطبيعي"، داعيا الجميع إلى "اختصار الطريق والقيام بالخطوات المطلوبة للمساهمة في الحل (..) بقلب منفتح صوب أشقائنا".
وتأزمت العلاقات بين لبنان والسعودية ودول خليجية على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تجاه دور المملكة والإمارات في اليمن.
وأعلنت السعودية يوم الجمعة الماضي سحب سفيرها من لبنان ومغادرة السفير اللبناني إلى بلاده، وحظر دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة، احتجاجا على تصريحات قرداحي.
وفي خطوة مماثلة أعلنت البحرين الجمعة أنها طلبت من السفير اللبناني لديها مغادرة البلاد، قبل أن تحذو الكويت حذو السعودية وتعلن الإمارات السبت سحب دبلوماسييها من لبنان.
كما أعلنت الخارجية اليمنية أول أمس الثلاثاء استدعاء سفيرها في بيروت للتشاور احتجاجا على تصريحات قرداحي.
وكان وزير الإعلام اللبناني قد قال في لقاء متلفز إن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي منذ سنوات.
وقال ميقاتي إنه "بينما كنا في صدد استكمال البحث في سبل عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، تعرضت الحكومة لامتحان جديد هو الأصعب بفعل مواقف شخصية أطلقها وزير الإعلام قبل توليه الوزارة".
ورأى أن مواقف الوزير قرداحي "أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قبل المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي".
ودعا رئيس الوزراء اللبناني، قرداحي إلى "تحكيم ضميره وتقدير الظروف واتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه، وتغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية".
ولم تجتمع الحكومة في الأسابيع الماضية، وتأجل آخر اجتماع لها كان مقررا في 13 أكتوبر الماضي إلى أجل غير مسمى بسبب إصرار الوزراء المقربين من حزب الله وحركة (أمل) الشيعيين على أن تبحث الحكومة في التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وتنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.
وقال ميقاتي إن البلاد "لا تدار بلغة التحدي والمكابرة (..) ومخطئ جدا من يعتقد أنه قادر على فرض رأيه بقوة التعطيل والتصعيد الكلامي على المنابر وأخذ اللبنانيين إلى خيارات بعيدة عن تاريخهم العربي".
وأردف قائلا "مخطئ من يعتقد أنه يمكنه أخذ اللبنانيين إلى خيارات بعيدة عن عمقهم العربي وعلاقاتهم الوطيدة على كل الصعد مع الدول العربية ودول الخليج خصوصا والسعودية تحديدا".
واعتبر أنه "مخطئ من يعتقد أنه في لحظة تحولات معينة لم تتضح معالمها النهائية بعد يمكنه الانقلاب على الدستور وإعادة الوطن إلى دوامة الاقتتال الداخلي والانقسامات التي لا نزال ندفع ثمنها غاليا حتى اليوم".
وأضاف أنه "على الجميع أن يقتنعوا أنه لا يمكن لأي فريق أن يختصر البلد والشعب لوحده بقرار يتعلق بثوابت وطنية لا تتبدل".
وشدد على أن "مجلس الوزراء هو المكان الطبيعي لمناقشة الملفات التي تعني الحكومة بعيدا عن الإملاءات والتحديات والصوت المرتفع واستخدام لغة الوعيد والتهديد".
وأكد ميقاتي أن "مجلس الوزراء لن يكون أبدا مكانا للتدخل في أي شأن لا يخص الحكومة، وتحديدا في عمل القضاء".
وقال إنه "على جميع الوزراء التزام التضامن الوزاري والتقيد بمضمون البيان الوزاري، الذي حدد القواعد الأساسية لعمل الحكومة وسياستها" لافتا إلى أن "كل ما يقال خارج هذه الثوابت مرفوض ولا يلزم الحكومة بشيء".
وأوضح ميقاتي أن "هذه أولويات الحل وخارطة الطريق الطبيعية للخروج من الأزمة"، معتبرا أنه "مخطئ من يعتقد أن التعطيل ورفع السقوف السياسية هو الحل".