بيروت 31 أكتوبر 2021 (شينخوا) أعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، مساء اليوم (الأحد) فشل خلية الأزمة الوزارية اللبنانية في معالجة الأزمة المستجدة مع السعودية وعدد من دول الخليج، معتبرا أن الأزمة باتت "أكبر من الوزارات ومن لبنان".
وقال بوحبيب في حديث تلفزيوني مساء اليوم إنه "لم يعد هناك وجود لخلية الأزمة الوزارية اللبنانية لمعالجة الأزمة المستجدة مع السعودية ودول الخليج، حيث "انتهى أمرها نتيجة فشلها".
وتشكلت خلية الأزمة اللبنانية بموجب تنسيق وتشاور بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي لإدارة الصدع في العلاقات مع السعودية ودول الخليج برئاسة وزير الخارجية وعضوية وزراء الداخلية والتربية والاقتصاد والمالية ومدير عام رئاسة الجمهورية.
وكانت السعودية قد أعلنت الجمعة سحب سفيرها من لبنان ومغادرة السفير اللبناني إلى بلاده خلال 48 ساعة، احتجاجا على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تجاه دور المملكة والإمارات في اليمن.
وفي خطوة مماثلة أعلنت البحرين الجمعة أنها طلبت من السفير اللبناني لدى المنامة مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، قبل أن تحذو الكويت حذو السعودية وتعلن الإمارات السبت سحب دبلوماسييها من لبنان ومنع مواطنيها من السفر إليه.
وكان قرداحي قد قال في لقاء متلفز إن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي منذ سنوات.
وتقود السعودية منذ مارس من العام 2015 تحالفا عسكريا عربيا تشارك فيه الإمارات لدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني.
وقال بوحبيب في حديثه "نحن على اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يشارك في قمة المناخ في غلاسكو، والخلية فشلت لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضا، وهي لن تجتمع مرة أخرى".
ونقل الوزير اللبناني عن رئيسي الجمهورية والحكومة قولهما إن "الحكومة باقية وإن هناك تطمينات دولية لدعمها، والتعويل في بقاء الحكومة يبقى على الداخل".
ورأى أن "الحكومة تواجه المشاكل منذ تأليفها لذلك هي غير قادرة على الاجتماع لاتخاذ قرار موحد بما يخص وزير الإعلام جورج قرداحي"، معربا عن خشيته على قرداحي "أن يذهب كبش محرقة".
وأشار إلى أنه "قبل اجتماع خلية الأزمة تواصلنا مع مسؤولين أمريكيين، وأن اللقاء الذي عقدته الخلية مع القائم بالأعمال الأمريكي في بيروت كان تتمة لهذه الاتصالات التي كانت مع دول مؤثرة في المنطقة ليتم حل الأزمة بشكل مستدام".
وأكد "أننا لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان، ونحن مع أي حوار إن كان ثنائيا أو عبر الجامعة العربية."
وأوضح الوزير اللبناني أنه "لا يوجد خلاف مع كل دول الخليج، وسلطنة عمان وقطر لم تقطعا العلاقات معنا، كما أن سفير لبنان لا زال في الإمارات".
وقال بوحبيب إن "حزب الله مكون أساسي في لبنان لكنه ليس المكون الوحيد في لبنان ولا يمثل كل لبنان".
وأوضح أن "حزب الله لا يهيمن على لبنان ولكنه مكون أساسي، وكل فريق في لبنان لديه خصوصيات ولا يتنازل عنها".
ورأى الوزير اللبناني أن "هناك قساوة سعودية لا نتفهمها في التعاطي مع لبنان، فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار قبل قطع العلاقات وهذا ما لم يحصل".
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد رأى في تصريح تلفزيوني اليوم أن "الإشكالية في لبنان أكبر من تصريح وزير وإنما تكمن في سيطرة وكلاء إيران".
وقال إن "هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى للسعودية ودول الخليج"، معتبرا أن "لبنان يحتاج إلى إصلاح بسبب سيطرة حزب الله على مفاصل القرار".
وأكد الوزير السعودي على أنه "على قادة لبنان إيجاد مخرج لإعادة البلد إلى مكانته في العالم العربي".
وكان الرئيس اللبناني قد قال الخميس إن تصريحات قرداحي بشأن الأزمة اليمنية لا تعكس وجهة نظر الدولة اللبنانية وأنها جرت قبل تعيينه وزيرا.
كما أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأربعاء أن بلاده "حريصة على أطيب العلاقات" مع الدول العربية والخليجية.