مقالة خاصة: ورشة عمل لوبان قصة نجاح بين الجامعات الصينية والمصرية ونقلة نوعية في التعليم الفني بمصر

القاهرة 2 سبتمبر 2021 (شينخوا) اعتبر مسؤولو وطلاب جامعة عين شمس المصرية أن ورشة عمل لوبان "قصة نجاح" بين الجامعات المصرية والصينية و"نقلة نوعية" في التعليم الفني المصري.

وقال الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس إن الموافقة على تأسيس ورشة عمل لوبان بكلية الهندسة في الجامعة كان له أسباب عدة، أولها "التاريخ العريق لهذه الورشة في بلد المنشأ الصين، والمنتج أو المتدرب الذي يخرج لسوق العمل والذي ساهم في النهضة العريقة التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة".

وأضاف المتيني في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "حين تلقينا هذا العرض (بإقامة ورشة عمل لوبان)، رحبنا به في الجامعة ترحيبا كبيرا. فتبادل الخبرة وأماكن التدريب وتبادل الطلبة والمعلمين والمهارات هو شيء مطلوب في عصر العولمة".

وأكد أن "مشروع ورشة عمل لوبان سيساعد الخريج على أن يكون عنده إلمام بسوق العمل واحتياجاته"، معربا عن شكره للصين التي ساهمت في هذه المنح وهذه الورشة".

واستؤنفت الدراسة في ورشة عمل لوبان منذ شهر واحد فقط بعد أن سمحت إدارة كلية الهندسة بفتح الورشة بعد غلقها في إطار الاجراءات الاحترازية لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بحسب الدكتور محمد عوض المدير التنفيذي لورشة عمل لوبان بالكلية.

وأوضح عوض لـ((شينخوا)) أن "هذه ثالث دورة للورشة منذ افتتاحها، وكانت أول دورة تضم حوالي 17 طالبا، والثانية حوالي تسعة طلاب، والحالية ستة طلاب".

وأردف أنه "من المخطط انضمام 20 طالبا جديدا بداية الأسبوع القادم على أن يلي ذلك ثلاث دورات أخرى في مجالات نظم التحكم الرقمي (سي إن سي) والطاقة المتجددة".

وشدد على أن "ورشة لوبان تزيد خبرة الطالب العملية وتتيح له فرصة تطبيق ما يتلقاه من معلومات نظرية في الكلية من خلال تدريب عملي ومهني وهذه خطوة هائلة لتطوير التعليم خاصة لطلبة كلية هندسة".

وختم أنه "من المخطط في المستقبل أن الطالب الذي يشارك في الورشة قد يحصل على درجة علمية مزدوجة كالتي يحصل عليها الطالب في جامعة تيانجين. لكن هذه الدرجة تحتاج لإجراءات رسمية وموافقات عدة، وبعدها يمكن إدراج هذا البرنامج ككلية مستقلة".

من جانبه، قال الدكتور عمر الحسيني عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس إن "مشروع ورشة لوبان بمثابة قصة نجاح بين الجامعات المصرية والصينية وشهدت تجانسا وتنظيما بين رؤى الجانبين".

ورأى أن "الورشة باكورة تعاون بدأت بالفعل تؤتي ثمارها من خلال الدورات التدريبية التي شهدت تزايدا في أعداد الطلبة".

وأوضح الحسيني أن التدريب العملي في الورشة يثقل مهارة الطلاب وتعاملهم مع سوق العمل، مضيفا "أننا نبحث عن ربط التعليم بالصناعة، وورشة لوبان تدعم هذه الرؤية، ما يعود بالنفع على الطالب والمجتمع، لأن الخريج الذي يحظى بتدريب عملي يعد قيمة مضافة للمكان الذي سيعمل به وسيكون على دراية ومعرفة بعيوب الصناعة وكيفية تطوير المنتج".

أما الدكتورة إسراء عبدالسيد أستاذة اللغة الصينية ومديرة معهد كونفوشيوس بجامعة عين شمس، فقالت إن "ورشة لوبان لقيت دعما كبيرا من القيادة السياسية في مصر ووزارة التعليم العالي بحيث تكون نواة ونقلة نوعية في التعليم الفني والمهني في مصر والوطن العربي".

وأضافت عبدالسيد "لنا الشرف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي من أكبر الداعمين لورشة لوبان وقدما دعما معنويا كبيرا في مرحلة تأسيس الورشة".

وأشارت إلى "إطلاع رئيس الوزراء على المخطط بالكامل والهدف من تأسيس الورشة. ولولا ظروف كورونا، كان سيحضر التوقيع الرسمي لتدشينها".

وأوضحت أن "المجتمع المصري لطالما كان يتقاعس عن فكرة التعليم الفني، لكن ورشة لوبان ستأخذ التعليم الفني لمنحى جديد".

ومن بين الذين يشاركون في ورشة عمل لوبان إبراهيم عبد الغفار (22 سنة) وهو طالب بكلية الهندسة في جامعة عين شمس.

وقال عبد الغفار إنه قرر الانضمام للورشة، نظرا لما تقدمه من برامج تدريبية متخصصة ومعامل مجهزة وتدريبا عمليا.

وأوضح عبد الغفار الذي يدرس بقسم الميكاترونيكس أنه يطبق ما يدرسه في الكلية في البرنامج التدريبي بالورشة، حيث قام مع زملائه بتطبيق مشروع خاص بنفس مجال دراستهم.

وأشار إلى أن الورشة مجهزة على أعلى مستوى وتضم أدوات حديثة تواكب التطور العالمي فضلا عن العديد من الأساتذة الجامعيين الذين لا يتوانوا عن مساعدة المتدربين.

وتوجه الطالب المصري بالشكر للصين على توفير مثل هذه الفرص للطلبة لمساعدتهم على مواكبة التطور والبحث العلمي في مجال دراستهم.

وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، بدأت مؤسستا كلية تيانجين المهنية التقنية للصناعة الخفيفة وكلية تيانجين التقنية للنقل وغيرهما من المؤسسات ذات الصلة في الصين ومصر في بناء ورشتي عمل لوبان في مصر إحداهما في كلية الهندسة بجامعة عين شمس.

وتضم ورشة عمل لوبان بجامعة عين شمس ثلاث غرف تدريب مهني وهي غرفة التدريب على تطبيقات معدات التحكم الرقمي والصيانة وثانية للتدريب على تكنولوجيا تطبيقات الطاقة الجديدة وثالثة للتدريب على تطبيقات السيارات وتكنولوجيا الصيانة.

وبدأت ورشة عمل لوبان رسميا بمصر في 30 نوفمبر العام 2020.