الحماية الرقمية تسمح لسحر كهوف دونهوانغ بالسفر عبر الزمان والمكان

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:08:26.11:16

فُتح باب خشبي مرقّش، المكان ممتلئ باللوحات الجدارية؛ وبتغيير زاوية الرؤية، يظهر المنظر داخل الكهف بشكل جلي.

هذا المشهد ليس في كهف دونهوانغ، ولكنه داخل مكتب مركز أبحاث التراث الثقافي الرقمي بجامعة ووهان. قام هوانغ شيانفنغ، عضو مركز الأبحاث، بالنقر على الفأرة، وظهر النموذج ثلاثي الأبعاد للكهف على شاشة الكمبيوتر. النموذج ثلاثي الأبعاد "المستنسخ" بواسطة هذه التكنولوجيا الرقمية مشابه للواقع تقريبًا، بحيث يمكن للجمهور رؤية تفاصيل الكهوف بدون الذهاب إلى كهوف موقاو.

تبرز الإنجازات المحققة في مجال "النظر إلى الآثار الثقافية داخل الكهوف من خارج الكهوف" المثابرة المستمرة لجيلين من العاملين في مجال البحث العلمي في أكاديمية دونهوانغ وجامعة ووهان لأكثر من 10 سنوات.

في تسعينيات القرن الماضي، بدأت أكاديمية دونهوانغ في دفع عمل دونهوانغ الرقمي. في ذلك الوقت، اضطر فريق البحث للتوقف بعد عدة محاولات، وذلك بسبب الدقة المنخفضة لكاميرات الأفلام، ونقص التجهيزات الدقيقة، وعدم وجود تقنيات حديثة.

في عام 2007، وبدعوة من عميدة أكاديمية دونهوانغ فان جينشي، ذهبت تشو ييشوان، الأستاذة في المختبر الوطني للمسح ورسم الخرائط وهندسة معلومات الاستشعار عن بعد بجامعة ووهان، وزوجها لي ديرين، وهو أيضًا خبير مسح مشهور، إلى دونهوانغ للقيام بأبحاث.

بعد البحث والتوضيح المتكرر، قام الزوجان بابتكار خطة تتمثل في استخدام المسح التصويري الحديث وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد لإعادة تصميم البناء الرقمي ثلاثي الأبعاد لكهوف موقاو في دونهوانغ، وتصميم كهوف دونهوانغ ثلاثية الأبعاد على جهاز الكمبيوتر.

في عام 2008، قادت تشو ييشوان، وهي في السبعينيات من عمرها، فريقًا مكونًا من أكثر من 10 باحثين من جامعة ووهان، بما في ذلك هوانغ شيانفنغ، إلى دونهوانغ، وتمثلت مهمتهم الرئيسية في استخدام معدات الليزر لمسح كهوف موقاو دونهوانغ بأبعاد ثلاثية، ثم استخدام كاميرا رقمية لالتقاط صور للكهوف، ومن ثمة معالجة البيانات. قال هوانغ شيانفنغ: "في العادة، يتم أولا فحص الهيكل الخارجي والشكل ثلاثي الأبعاد، ثم يتم إرفاق الألوان والأنسجة ومعالجتها في نموذج ثلاثي الأبعاد ملون عالي الدقة."

بعد سنوات من انجراف التربة وحالة عدم الاستقرار، أصبحت الجداريات وتماثيل بوذا في الكهوف هشة للغاية. قال هوانغ شيانفنغ بأن موظفي البحث العلمي يكونون أكثر حرصا في كل مرة يتم فيها وضع معدات المسح ورسم الخرائط في الكهف.

على الرغم من البيانات الأولية القيمة، إلا أن فريق البحث وجد أنه من أجل تحقيق النسخ الرقمي 1: 1، فقد ازداد تعقيد النمذجة والمعايرة بشكل كبير، وهو أمر لا يمكن تحقيقه عن طريق التقنية التقليدية للمسح ورسم الخرائط.

لهذا السبب، أخذ هوانغ شيانفنغ طلاب الدكتوراه تشانغ فان وتشانغ تشيتشاو إلى دونهوانغ مرة أخرى. ومن أجل تطوير برنامج نمذجة مستقل وقابل للتحكم، انشغل الباحثون الثلاثة كثيرا، وغالبًا ما كانوا يقومون بالبرمجة لأكثر من 20 ساعة بشكل مستمر. بعد أكثر من شهرين، تم إصدار أداة برمجية قادرة على حل خرائط نسيج عالية الجودة لنماذج تحف ثقافية معقدة، وتم أخيرا فتح الرابط الرئيسي.

بعد إزالة العقبات التقنية، اقترح لي ديرين خطة جمع البيانات الخاصة بـ "التكامل الجوي - الأرضي، والتكامل الداخلي والخارجي" ، "ليس فقط كهوف موقاو، ولكن يجب أيضًا تجميع وتسجيل بيانات دونهوانغ، وذلك لتوفير مرجع أكثر شمولاً لحماية الآثار الثقافية ".

بعد مرور عام، جاء هوانغ شيانفنغ والعديد من المدرسين والطلاب إلى دونهوانغ للمرة الثالثة، ومكثوا هناك لأكثر من شهرين. قاموا باستعارة طائرة نقل وحملوا ماسحًا ليزريًا لإجراء مسح جوي واسع النطاق، وفي الوقت نفسه، استخدموا أشعة الليزر الأرضية وأدوات المسح التصويري عن قرب لإجراء مسوحات شاملة على منحدرات الكهوف والمباني القديمة.

قال تشانغ فان: "في الماضي، لم تكن هناك بيانات ثلاثية الأبعاد كاملة العرض. لم نكن نعرف المسافة بين الكهوف. والآن يمكن معرفة سمك الجدران، مما يوفر دعمًا للبيانات حول كيفية حماية الكهوف . " وأضاف أنه في عام 2016، قاموا مرة أخرى بجمع البيانات الخاصة بالعرض الكامل ثلاثي الأبعاد لـدونهوانغ. وبالمقارنة بالبيانات المسجلة قبل 10 سنوات، فقد تم تحسين مستوى حماية كهوف موقاو بشكل أكبر.

يبرز التراث الثقافي ويتألق من خلال الحماية الرقمية والميراث. قال تشانغ فان: "يدرس طلابنا الآن الاستعادة الافتراضية للجداريات وأنظمة وضع العلامات على الداء الذي يصيب الآثار الثقافية والتعرف عليها، وما إلى ذلك، وذلك لحماية كهوف دونهوانغ، والتي سننقلها من جيل إلى جيل."