الدوحة 26 أغسطس 2021 (شينخوا) أعلنت وزارة الخارجية القطرية اليوم (الخميس) أن بلادها سهلت عملية إجلاء ونقل أكثر من 40 ألف شخص من العاصمة الأفغانية كابول بأمان إلى الأراضي القطرية بالتنسيق مع الدول المعنية والأطراف الموجودة في أفغانستان.
وقالت الوزارة في بيان اليوم إنه بناء على طلب عدد من المجموعات الدولية، بما فيها المنظمات غير الحكومية والمنظمات الإعلامية والمؤسسات التعليمية، قامت دولة قطر بإجلاء الآلاف من الموظفين الأفغان مع عائلاتهم، بالإضافة إلى عدد كبير من الطالبات من جميع أنحاء أفغانستان.
وذكر البيان أن الدوحة سهلت أيضا إجلاء عدد من مواطني الدول الصديقة كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، موضحا أن الفئات التي تم إجلاؤها تتضمن العائلات والنساء والأطفال، بالإضافة إلى الأقليات.
وأشار إلى أن من أجلوا حل معظمهم كضيوف في دولة قطر لبضعة أيام قبل أن يكملوا طريقهم إلى وجهاتهم النهائية، مؤكدا أن جهود الإجلاء ستتواصل في الأيام المقبلة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
وأفاد بأن قطر تستضيف حاليا وبشكل مؤقت عددا كبيرا ممن تم إجلاؤهم ومعظمهم من الطلبة والصحفيين وعدد من العائلات.
وأكد أن قطر تعمل بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية على تسهيل عمليات الإغاثة والإجلاء بصفتها وسيطا وشريكا دوليا، وتتابع التطورات في أفغانستان عن كثب.
وشدد البيان على أن الدوحة لن تدخر جهدا في دعم الشعب الأفغاني من خلال الدبلوماسية والحوار والمشاريع التنموية لتحقيق الاستقرار والازدهار في أفغانستان.
وتأتي عمليات الإجلاء من أفغانستان في أعقاب دخول حركة طالبان الأفغانية العاصمة كابول في 15 أغسطس الجاري، بعد أن بسطت سيطرتها على معظم أجزاء البلاد، على إثر الانسحاب السريع لقوات الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان والذي بدأ في مايو الماضي.
وبعد سيطرة طالبان، قامت العديد من الدول بإجلاء موظفي سفاراتها ومواطنيها عبر مطار كابول، الذي شهد احتشاد آلاف الأفغان في محاولة للفرار من البلاد.
وتلعب قطر دورا كبيرا في المسألة الأفغانية، إذ احتضنت لسنوات مفاوضات بين حركة طالبان والولايات المتحدة، توجت بتوقيع اتفاق تاريخي بين الجانبين في فبراير العام الماضي تم بموجبه سحب القوات الأجنبية من أفغانستان.
كما استضافت الدوحة منذ سبتمبر الماضي جولات مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية لم تحرز أي تقدم يذكر، بسبب الخلافات بين الطرفين وفشل جهود تقريب وجهات النظر بينهما.
ولدى طالبان مكتب سياسي في الدوحة، حيث تستضيف قطر مجموعة من قادة الحركة كان على رأسهم نائب زعيمها ورئيس مكتبها السياسي الملا عبدالغني برادار، الذي غادر مؤخرا إلى أفغانستان.