لندن 9 أغسطس 2021 (شينخوا) روى عدد من الأشخاص، معظمهم من الولايات المتحدة، تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد في أواخر عام 2019، وقال العديد من الخبراء إن حالات الإصابة المبكرة المشتبه بها يجب أن تكون محور المرحلة التالية من تتبع أصل كوفيد-19.
تشير أبحاث أُجريت مؤخرا إلى أن أكثر من ألف من مستخدمي تويتر أفادوا بأنهم أو أفراد من أسرهم وأصدقائهم أصيبوا بمرض فيروس كورونا الجديد في ديسمبر 2019 أو قبل ذلك.
وقد روى ما لا يقل عن 100 من هؤلاء المستخدمين، الذين تم توثيقهم بأسمائهم الحقيقية، بكل جدية تجاربهم حول الإصابة بالفيروس والعلاج في المستشفيات. وكانت الأعراض التي وصفوها مشابهة إلى حد كبير لأعراض مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد-19.
قال جيمي كيتنهوفن، المقيم في واشنطن، في تغريدة بتاريخ 22 ديسمبر 2020 "زوجتي والأطباء مقتنعون بأنني أصبت بكوفيد-19 في الأول من أكتوبر من عام 2019. كان الأمر مروعا، فلم يكونوا على علم بماهيته حينها. لقد تم عزلي في وحدة العناية المركزة لمدة 10 أيام، حيث انخفض مستوى الأكسجين في الجسم وكانت صور الأشعة السينية على الرئة أشبه بزجاج مكسور وكان هناك التهاب رئوي فيروسي وبكتيري لم يتمكنوا من تحديده من خلال اختبارات متعددة".
وغرد مستخدم أمريكي آخر على تويتر يدعى جيمس كروتوكس في 8 ديسمبر 2020 قائلا "اعتقد أنني أصيبت بكوفيد-19 في نوفمبر/ديسمبر من عام 2019. ومع الحمى المتكررة الشديدة، ومشاكل الجهاز التنفسي (اضطررت للتوجه إلى قسم الحوادث والطوارئ مرتين حيث يتم وضعي على جهاز استنشاق في كل مرة)، وتناولت أدوية الستيرويدات، وكشف فحص بالأشعة السينية عن مشكلة في الرئة- لقد كانت هذه أسوأ مرة مرضت فيها على الإطلاق. شعرت أنني لو لم أذهب إلى قسم الحوادث والطوارئ، لما استيقظت من نومي".
وكتبت المستخدمة كيلسي من مدينة ديترويت على تويتر في 11 ديسمبر 2020 تقول "أصيب ابني بمرض مجرى الهواء التفاعلي الفيروسي في ديسمبر وصاحبه التهاب رئوي في كلتا الرئتين"، مضيفة "كان بالكاد يبدو مريضا، لكنه كان في الواقع مريضا للغاية. انتهى به المطاف في هذا المستشفى. ويظهر الدم المتبرع به من عام 2019 أجساما مضادة لكوفيد-19، والآن أنا مقتنعة بنسبة 100 في المائة أنه كان مصابا بالفيروس. إنه بخير تماما الآن، كان هذا في ديسمبر الماضي".
ووفقا للإحصاءات، فإنه من بين مستخدمي تويتر هؤلاء في جميع أنحاء العالم، يأتي أكثر من 75 في المائة من الولايات المتحدة، فيما يأتي الباقي من مناطق أخرى بما فيها أوروبا وأمريكا الجنوبية.
وحتى الآن، هناك أدلة متزايدة على أن مرض فيروس كورونا الجديد ربما ظهر في أنحاء كثيرة من العالم قبل نهاية عام 2019.
وأفاد مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلة ((نيتشر)) البريطانية في الأسبوع الماضي بأن باحثين من وزارة الزراعة الأمريكية قاموا بتحليل عدد من عينات أمصال جُمعت من الغزلان ذات الذيل الأبيض في شمال شرق الولايات المتحدة، ووجدوا أن ثلث تلك الحيوانات لديها أجسام مضادة ضد سارس-كوف-2.
ومن بين هذه العينات التي جُمعت في 2019، تم اكتشاف أن إحداها تحمل أجساما مضادة مرتبطة بالفيروس، ما يشير إلى إصابتها بسارس-كوف-2. ومع ذلك، تم الإبلاغ رسميا عن أول حالة إصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة في 21 يناير 2020.
في 30 نوفمبر 2020، نشر باحثون في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقريرا في مجلة ((الأمراض المعدية السريرية)) نصف الشهرية، قالوا فيه إنهم عثروا على 106 عينات دم تحتوي على أجسام مضادة لمرض فيروس كورونا الجديد من أصل 7389 عينة دم جمعها الصليب الأحمر الأمريكي في الفترة ما بين 13 ديسمبر 2019 و17 يناير 2020. مثل هذه النتيجة تعني أن الفيروس ربما ظهر في الولايات المتحدة حينها، أي قبل أسابيع من أول إصابة مؤكدة رسميا بكوفيد-19 في البلاد.
وفي نوفمبر 2020 أيضا، أظهرت دراسة أجراها المعهد الوطني الإيطالي للسرطان في ميلانو ونشرت في مجلة ((توموري جورنال)) بالبلاد، أن 111 من المتطوعين الإيطاليين الأصحاء البالغ عددهم 959 الذين شاركوا في اختبارات فحص سرطان الرئة في الفترة ما بين سبتمبر 2019 ومارس 2020 كانت لديهم أجسام مضادة لكوفيد-19. ومن ناحية أخرى، تم جمع أربع عينات دم منها في الأسبوع الأول من أكتوبر 2019، ما يعني أن هؤلاء الأشخاص أصيبوا بالفيروس في سبتمبر 2019.
وأظهرت دراسة نُشرت في 2 يوليو 2020 بقيادة جامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية أن عينات مياه الصرف الصحي البشرية التي تم جمعها في 27 نوفمبر 2019 في فلوريانوبوليس، عاصمة ولاية سانتا كاتارينا البرازيلية وثاني أكبر مدنها، تحتوي على آثار كوفيد-19.
يأتي هذا قبل شهرين تقريبا من الوقت الذي تم فيه الإبلاغ عن أول حالة إصابة بكوفيد-19 في أمريكا، وقبل ثلاثة أشهر من الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالمرض في البرازيل. ويعتقد الباحثون أن العدوى البشرية ربما تكون قد بدأت قبل من 15 إلى 20 يوما من جمع هذه العينات.
ويرى الخبراء أن حالات الإصابة المبكرة المشتبه بها والقرائن المبكرة في الحيوانات والبيئة يجب أن تكون محور المرحلة التالية من عمل تتبع أصل الفيروس.
وقد قال ليانغ وان نيان، رئيس فريق الجانب الصيني في الفريق المشترك بين منظمة الصحة العالمية والصين الذى يدرس أصول كوفيد-19، في مقابلة أُجريت معه مؤخرا إنه أوصى منظمة الصحة العالمية بتقييم وتحليل حالات الإصابة المبكرة المشتبه بها والأدلة الأولية التى عُثر عليها في الدراسات الحيوانية والبيئية لتحديد الصلاحية العلمية وموثوقية الأدلة الموجودة.