عقد لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي في القدس هو الأول من نوعه بين الجانبين منذ أعوام

رام الله / القدس 28 يوليو 2021 (شينخوا) عقد لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي اليوم (الأربعاء) في مدينة القدس، هو الأول من نوعه منذ أعوام بسبب القطيعة بين الجانبين، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن اللقاء ضم وزراء الصحة وحماية البيئة من كلا الجانبين بمبادرة من وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية عيساوي فريج، الذي يعمل على تجديد العلاقات مع الجانب الفلسطيني في القضايا الاقتصادية والمدنية.

وأفادت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، بأن اجتماعا وزاريا فنيا ضم طواقم من وزارتي الصحة الفلسطينية والإسرائيلية بحضورها وحضور نظيرها الإسرائيلي نيتسان هوروفيتش، تناول عددا من الملفات الصحية المهمة.

وذكرت الكيلة أن وزارة الصحة الإسرائيلية اعترفت بكافة أنواع المطاعيم المضادة لفيروس كورونا التي تستوردها فلسطين من الشركات المصنعة حول العالم، إضافة لاعترافها بشهادة التطعيم الفلسطينية، وشهادة الخلو من فيروس كورونا "PCR" المختومة من الوزارة الفلسطينية.

وأضافت الكيلة أنه تم الاتفاق على نقل المرضى من غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية من خلال "إسعاف إلى إسعاف" عبر حاجز بيت حانون / إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية شمال القطاع دون نزول المرضى، معتبرة أن الاتفاق "سيسهل كثيراً على مرضى غزة، وسيحفظ كرامتهم ووضعهم الصحي".

وأشارت إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية قدمت عددا من الملاحظات والاعتراضات لنظيرتها الإسرائيلية، والتي أبدت استعدادها لدراستها مع جميع الملفات المقدمة لها، لافتة إلى أن بين الملفات إدخال الإسعاف الفلسطيني إلى مستشفيات القدس وداخل إسرائيل دون الوقوف على الحواجز.

وتابعت الكيلة أن الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي ناقش أهمية إزالة العقبات الإسرائيلية أمام عمل الطواقم الطبية لتوفير خدمات الصحة المدرسية بما فيها المطاعيم لطلبة المدارس في القدس.

كما ناقش الاجتماع، بحسب بيان وزارة الصحة، الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي خاصة فيما يسمى بالمناطق (C) من الضفة الغربية، والاعتداء على الكوادر الطبية والاقتطاعات الإسرائيلية "الجائرة" من أموال المقاصة (الضرائب الفلسطينية)، لاسيما ما يتعلق منها بفاتورة التحويلات الطبية.

وقالت الكيلة إن الفاتورة المقتطعة تفوق بكثير حجم الخدمات التي تشتريها وزارة الصحة الفلسطينية من مستشفيات إسرائيل، داعية إلى ضرورة وجود شفافية بإجراءات التدقيق المالي والطبي.

من جهته أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية، أن اللقاءات مع وزراء الحكومة الفلسطينية جرت بعلم رئيس الحكومة نفتالي بينيت وبالتنسيق معه.

ونقلت الإذاعة عن الوزير فريج قوله إن "هناك اجتماعات أخرى ستكون مع وزراء النقل والاقتصاد في كلا الجانبين، مؤكدا وجود إرادة والتزام من الجانبين".

وتأتي اللقاءات وسط تزايد الاتصالات رفيعة المستوى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد أداء اليمين للحكومة الإسرائيلية الجديدة في يونيو الماضي، حيث جرت أربع مكالمات هاتفية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسؤولين الإسرائيليين الشهر الجاري.

وكانت المكالمات كلا على حدا مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ووزير الدفاع بني غانتس ووزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، علما أن آخر محادثة جرت بين عباس ومسئول إسرائيلي في الحكومة الإسرائيلية السابقة كانت مع بنيامين نتنياهو في يوليو 2017 بشأن الأزمة في المسجد الأقصى في حينه.

يأتي ذلك فيما أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان أن الحكومة الإسرائيلية ستوافق الأسبوع المقبل على منح 15 ألف تصريح لعمال فلسطينيين في قطاع البناء، وألف أخرى للعمل في الفنادق.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن عليان أبلغ المسئولين في السلطة الفلسطينية بالقرار الذي تم طرحه خلال الاتصال الهاتفي بين عباس وغانتس قبل أسبوعين.

ويعتقد مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن الحكومة الحالية التي يترأسها بينيت تريد انفتاح العلاقة مع السلطة الفلسطينية، بخلاف حكومة نتنياهو التي اتسمت فيها الاتصالات مع الجانب الفلسطيني بشبه المقطوعة عدا التنسيق الأمني.

وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.