27 يوليو 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أعلنت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية وثلاث إدارات أخرى بشكل مشترك مؤخرا عن 18 مهنة جديدة بما في ذلك الفنيون في هندسة الدوائر المتكاملة والمتخصصون في الإشراف على امتثال الشركات للقوانين واللوائح والمتطلبات التنظيمية وعمال إعداد المشروبات. ومنذ عام 2019 كشفت الصين عن 56 مهنة جديدة.
في السنوات الأخيرة مع الإختراق السريع للتكنولوجيا الرقمية في مختلف الصناعات في الصين صارت الحاجة إلى التحول الرقمي للمؤسسات ملحة. وقد ظهرت مهن جديدة مثل المسؤول عن الإدارة الرقمية ومنسق خدمات التعلم عبر الإنترنت، ومدير قسم تشغيل جميع الوسائط الإعلامية إلى غير ذلك من المهن الأخرى. من ناحية أخرى أدى تطوير التكنولوجيا الرقمية إلى ازدهار اقتصاد المنصات الرقمية أيضا، كما أدى إلى ظهور سلسلة من المهن الجديدة ، مثل عمّال التوصيل عبر الإنترنت وسائقي سيارات الأجرة عبر الإنترنت.
مع تسريع التحول والارتقاء بالصناعات التحويلية والتحديث المستمر للتصنيع المتقدم والتصنيع الذكي، ظهر عدد من المهن الجديدة ذات المحتوى التقني العالي والمهارات الفائقة. على سبيل المثال مع تطبيق التقنيات المتطورة أصبحت "أدوار الخيال العلمي" مثل مشغلي أنظمة الروبوتات الصناعية ومهندسي الخوارزميات الكمومية حقيقة واقعية، مما عجّل بعملية تحول "صنع في الصين" إلى "الصناعة الصينية الذكية ".
مع التحسين المستمر لمستويات معيشة الشعب الصيني أصبح اتجاه تصاعد الطلب الاجتماعي جليا للعيان. هذا ويعكس ظهور عدد من المهن الجديدة مثل مقدمي الرعاية الصحية ومعالجي الجهاز التنفسي ومستشاري تقنية إعادة التأهيل ومقيّمي قدرات كبار المسنين، تحسن الاحتياجات الاجتماعية المتزايدة للناس فيما يتعلق بالصحة والرعاية ورعاية المسنين وسلامة الغذاء.
كما أدت سلسلة من المطالب الجديدة المحيطة بـ "اقتصاد الرغبة" أيضًا إلى ظهور مهن جديدة في قطاع المستهلكين. على سبيل المثال احتضنت لعبة الغرف السرية التي يحبها الشباب عددًا من المنشورات، مثل سيناريو الغرفة السرية وتأثير الصوت فيها وعملية التحكم المركزي بها وما إلى ذلك.
وضعية العمل الحر والتكامل بين الاهتمام والوظيفة والمسرح الكافي لتحقيق القيمة الشخصية، كل هذه الأشياء تجعل من المهن الجديدة لها عوامل مختلفة يحبها الشباب، حيث أنه وفقا لمسح الدليل الوظيفي الجديد للشباب تبين بأن أكثر من 50٪ منهم يرغبون في تجربة مهنة جديدة، كما أن قرابة 20٪ منهم انخرطوا بالفعل في وظائف ذات صلة.
هوانغ تسو شنغ هو واحد من الدفعة الأولى التي تخرّج منها مدراء رقميون ضمن قائمة المهنة الجديدة. منذ عام 2014 ارتفع راتبه السنوي من عشرات الآلاف من اليوانات إلى 350 ألف يوان حاليًا، وغالبًا ما تقوم الشركات بتوظيفه من دون تردد، حيث أنه لا يقلق أبدا بشأن العثور على وظيفة.
وقال هوانغ تسو شنغ إن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لا تزال تدار من قبل ورش العمل، وكلها تعتمد على رئيسها لقيادتها، تحتاج الشركات بشكل عام إلى الإدارة الرقمية. لذلك فإن وظيفتي هي مساعدة الشركات على بناء الهياكل التنظيمية وهياكل الموظفين وأنظمة الإدارة ومساعدتهم على تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة من خلال الإدارية الرقمية.
إن تجربة هوانغ تسو شنغ تسمح لنا برؤية سحر المهن الجديدة. يُظهر "تقرير تحليل المهنة الجديد حول حالة توظيف المديرين الرقميين" الصادر عن وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي أن 87٪ من رواتب المديرين الرقميين تعادل من 1 إلى ثلاثة أضعاف متوسط الراتب المحلي، كما أن الشركات المجهزة بمدراء رقميين بنسبة 10:1 بين مواهبها تكون كفاءتها أكثر بنسبة تتراوح ما بين 35 و50 بالمائة من تلك التي لا تمتلك مدراء رقميين. ومنذ إدراجها ضمن المهن الجديدة في عام 2019، تجاوز عدد المدراء الرقميين في الصين 2 مليون مدير.
إن تجربة هوانغ تسو شنغ ليست فريدة بأي حال من الأحوال. اعتبر مدون تقني لموقع إلكتروني خاص بالفيديوهات بأنها كانت هواية في البداية، لكن الآن مع فريق إنتاج يتألف من حوالي 50 شخصًا، وحقق إيرادات مالية تزيد عن 20 مليون يوان في العام الماضي. وإلى غاية السنة الماضية بلغ متوسط المدونين النشطين شهريًا على موقعه هذا 1.9 مليون شخص.
من منظور حجم الطلب فإن الوظائف الجديدة لها آفاق واسعة. يُظهر "تقرير تطوير منصة التعلم عبر الإنترنت للمهن الجديدة" الصادر عن مركز التوجيه الفني للتدريب على التوظيف الصيني التابع لوزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي أنه سيكون هناك طلب كبير على المهن الجديدة في السنوات الخمس المقبلة مع وجود نقص قرابة عشرة ملايين من المواهب إذ تشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب فقط من 1.5 مليون مهندس وفني في الحوسبة السحابية و5 ملايين موظف تركيب وتشغيل إنترنت الأشياء، وما يقرب من مليون متحكم في الطائرات بدون طيار وقرابة 1.5 مليون مدير زراعي وما يقرب من 5 ملايين من مواهب الذكاء الاصطناعي وحوالي 1.3 مليون فنيو نموذج معلومات البناء و1.25 مليون من مشغلي نظام الروبوتات الصناعية وموظفي التشغيل والصيانة.