تحليل إخباري: بحث يظهر أن فيروس كوفيد-19 ربما انتشر في إيطاليا قبل أشهر مما يُعتقد

روما 22 يوليو 2021 (شينخوا) تشير ورقة بحثية نُشرت حديثا إلى أن فيروس كورونا الجديد قد يكون انتشر في إيطاليا في أواخر عام 2019، أي قبل أسابيع من تحديده رسميا في الصين.

وأعاد باحثون في شمال إيطاليا اختبار عينات دم مأخوذة لفحص السرطان، ووجدوا أجساما مضادة لفيروس كورونا الجديد في عينات تم أخذها في أكتوبر 2019. وجرى نشر الورقة الجديدة، التي لم تخضع لمراجعة الأقران بعد، هذا الأسبوع بواسطة ((ميد ركسيف)) وهي كيان لنشر المطبوعات القبلية الطبية (السابقة لمراجعة الأقران) على الإنترنت.

وتستند الدراسة إلى بحث سابق أجراه المعهد الوطني للسرطان ومقره ميلانو، والذي ذكر لأول مرة في نوفمبر 2020 أنه وجد أجساما مضادة لفيروس كورونا الجديد في إجمالي 111 اختبارا من أصل 959 فحصا. ومن بين هؤلاء، تبين أن أربعة إيطاليين ممن خضعوا لاختبار السرطان لديهم أجسام مضادة للفيروس في أكتوبر 2019، وهو أبكر بكثير من أول رصد رسمي للفيروس في إيطاليا في 31 يناير 2020.

وفي مقابلة عبر الهاتف مع وكالة أنباء ((شينخوا))، صرح جيوفاني أبولون، أحد الباحثين وراء التقرير ومدير معهد السرطان، أن النتائج تعني أنه "من المحتمل جدا" أن الفيروس كان منتشرا في إيطاليا "بدرجة محدودة" في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد بشكل عام.

وأفاد أبولون أن ذلك قد يساعد في تفسير لماذا ضرب الوباء إيطاليا بشدة في أوائل عام 2020، مضيفا أن "هذا يعني أن الفيروس كان يكتسب موطئ قدم دون أن يكون أحد على دراية به".

وبعد وقت قصير من الإعلان عن النتائج الأولية للمعهد لأول مرة، طلبت منظمة الصحة العالمية إرسال 30 عينة بيولوجية من الدراسة إلى جامعة إيراسموس في روتردام، حيث لا تزال قيد الدراسة.

وقالت ماريون كوبمانز، أستاذة علم الفيروسات في جامعة إيراسموس، لصحيفة ((فاينانشيال تايمز)) إنه بناء على الأبحاث الجارية، "ليس من المستحيل" أن يكون المرضى المعنيون قد أصيبوا بالفيروس في أواخر عام 2019، بيد أن هناك حاجة لمزيد من الأدلة.

وأوضح جيوفاني ماغا، رئيس معهد علم الوراثة الجزيئية في المجلس الوطني الإيطالي للبحوث، أنه "متشكك بحذر" بشأن هذا الموضوع، مضيفا أن الأدلة على انتشار الفيروس في إيطاليا في أواخر عام 2019 "مثيرة للاهتمام"، لكنها لا تزال غير حاسمة.

وقال ماغا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذا مجال يحتاج إلى مزيد من الدراسة"، لافتا إلى أن البحث في أول ظهور للفيروس في إيطاليا سيكون مفيدا في حساب كيفية انتشاره، وهي معلومات ستكون أكثر فائدة في مواجهة تفشي فيروسي في المستقبل من إبطاء انتشار الوباء الحالي.

ولا يعد بحث المعهد الوطني للسرطان كما ورد في ((ميد ركسيف)) هو الأول الذي يشير إلى أن الفيروس ربما وصل إلى إيطاليا قبل وقت طويل من رصد الحالة الرسمية الأولى في يناير 2020.

في ديسمبر الماضي، عثر فريق من الباحثين في مركز الصحة العالمي بجامعة ميلانو بقيادة مدير المركز ماريو رافيجليوني، على دليل على وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا الجديد عند طفل يبلغ من العمر 4 سنوات كان مريضا في أواخر نوفمبر 2019 وتم تشخيص إصابته بالحصبة -- عدوى فيروسية يمكن علاجها بسهولة شائعة بين الأطفال -- بعد اختبار في 5 ديسمبر من ذلك العام.

وقال عالم الفيروسات الألماني ألكسندر كيكولي في ديسمبر إن الدليل يظهر أنه كان هناك "تفش غير مكتشف للفيروس الأصلي في شمال إيطاليا خلال الأسابيع الأولى من عام 2020".

وأفاد الخبير أن الفترة بين وصول الفيروس واكتشافه الرسمي "سمحت للفيروس بأن يتحول إلى متغير أكثر فتكا"، مما يساعد في تفسير سبب تضرر إيطاليا بشدة من التفشي.