باريس 21 إبريل 2021 (شينخوا) قال رئيس وكالة الطاقة الدولية إن الطلب على مصادر الطاقة المتجددة من المقرر أن يزداد في جميع القطاعات الرئيسية في عام 2021، وإن الصين التي "تمثل وحدها حوالي نصف الزيادة في توليد الكهرباء المتجددة العالمية" تلعب دورا حاسما.
وذكر فاتح بيرول في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "نتوقع هذا العام أن تصل حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء عالميا إلى 30 في المائة، وهي أعلى نسبة في التاريخ. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الإنجازات التي تحققت في عدد قليل من البلدان، لكن الصين تلعب دورا حاسما".
وفي تقريره حول استعراض آفاق الطاقة العالمية لعام 2021 الذي صدر يوم الثلاثاء، أشار مستشار سياسات الطاقة العالمية ومقره باريس إلى أن توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة من المقرر أن يقفز بواقع أكثر من 8 في المائة في عام 2021، وهو ما يمثل أكثر من نصف الزيادة في إجمالي إمدادات الكهرباء في جميع أنحاء العالم.
تأتي أكبر مساهمة في هذا النمو من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 18 و17 في المائة على التوالي مقارنة بالعام الماضي، وكلاهما يمضى على المسار نحو تحقيق أكبر ارتفاع سنوي لهما في التاريخ.
وذكر المدير التنفيذي "إنها لأخبار رائعة أن مصادر الطاقة المتجددة تنمو بقوة كبيرة، مدفوعة بالصين، ولكن تليها أيضا الولايات المتحدة وأوروبا والهند".
ومع الانتعاش الاقتصادي العالمي الذي أدى إلى انتعاش الطلب على الطاقة، أشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الطلب العالمي على الطاقة من المتوقع أن يزداد بنسبة 4.6 في المائة في عام 2021، بقيادة الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
وقال بيرول "إننا نشهد نموا كبيرا في الاقتصادات"، مضيفا أن "الصين هي أول دولة نشهد فيها رفع إجراءات الإغلاق، وأول اقتصاد يبدأ في العمل. ثم نشهد نموا اقتصاديا قويا من الصين، ما يسلط الضوء على مرونة الاقتصاد الصيني".
وأضاف "نتوقع أن يرتفع الاقتصاد الصيني هذا العام بنحو 9 في المائة، وهو أمر جيد للصين، ولكنه جيد أيضا لبقية العالم".
ومع توقعه تسجيل زيادة مطردة في الطلب العالمي على الطاقة في السنوات المقبلة، شدد رئيس وكالة الطاقة الدولية على ضرورة استخدام تقنيات الطاقة النظيفة قدر الإمكان "من أجل رؤية النمو الاقتصادي، والازدهار" وعدم الإضرار بـ"البيئة".
ونظرا لكون أكبر دولة نامية لا تزال في مرحلة التصنيع والحضرنة، فإن الصين تمتلك الحق في التنمية وتتحمل أيضا مسؤولية تحسين معيشة الشعب.
ومن ناحية أخرى، فإن الصين، باعتبارها مساهما مهما في تبني اتفاقية باريس ومشاركا نشطا في تنفيذها، لديها العزم والطموح لمواجهة تغير المناخ. وقد تعهدت البلاد ببلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
ومن المؤكد أن هذا التحول الواسع النطاق سيشكل تحديا لنموذج التنمية الاقتصادية التقليدي للبلاد. وقد قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة إن "قصة نجاح الصين في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، هي جزء بالغ الأهمية ومهم للغاية من تحقيق أهداف المناخ الصينية".
وقال بيرول إن الصين تعتبر تغير المناخ تحديا خطيرا وتولي اهتماما كبيرا للتعاون الدولي.
ورحب بالقمة التي عقدت عبر رابط فيديو بين الصين وفرنسا وألمانيا يوم الجمعة، والتي سلط خلالها قادة الدول الثلاث الضوء على أهمية العمل معا.
وذكر أن المحادثات التي استمرت من الخميس إلى الجمعة بين شيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص لشؤون تغير المناخ والمبعوث الرئاسي الخاص الأمريكي للمناخ جون كيري، تمثل "خطوة جيدة للغاية في الاتجاه الصحيح".
وقد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن 40 من قادة العالم لحضور قمة افتراضية حول تغير المناخ يوم 22 و23 إبريل، وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية إنه سيلقي كلمة في القمة.
وذكر بيرول "ستكون إحدى رسائلي (في القمة) هي الأهمية الحاسمة للتعاون الدولي بين البلدان، حتى تتمكن جميع الاقتصادات الكبرى من العمل بشكل فعال وأوثق معا، من أجل الابتكار في قطاع الطاقة النظيفة".