الرياض 24 مارس 2021 (شينخوا) أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي محادثات يوم الأربعاء مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود حول تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي.
وفي إشارته إلى أن الصين والمملكة العربية السعودية تتقاسمان شراكة استراتيجية شاملة، قال وانغ إن العلاقات الثنائية حافظت على زخم جيد من التطور تحت إشراف زعيمي البلدين.
وقال وانغ إنه الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الصينية-السعودية أصبحت أكثر بروزا وسط التطورات الكبرى التي تتكشف في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الجانبين بحاجة إلى إجراء اتصالات استراتيجية في الوقت المناسب، وصون المصالح المشتركة، والمساهمة في السلام العالمي والاستقرار والتنمية.
وأعرب عن دعم الصين للمملكة العربية السعودية في حماية سيادتها وأمنها واستقرارها، واختيار مسار التنمية الذي يتناسب مع وضعها الوطني، والاضطلاع بدور أكبر في الشؤون الإقليمية والعالمية، مبديا معارضة الصين للتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية بذريعة العقيدة والقيم.
وقال وانغ إن الصين تقدر تفهم المملكة العربية السعودية ودعمها المستمر للصين في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، بما في ذلك قضايا شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان، وغيرها من القضايا الرئيسية التي تهم الصين.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن العقوبات التي فرضتها بعض الدول الغربية على الصين بشأن القضايا المتعلقة بشينجيانغ والتي تستند إلى أكاذيب ملفقة بشكل متقن تعتبر تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للصين بهدف قمع واحتواء الصين، مؤكدا على ضرورة رفض مثل هذه الأعمال بشكل مشترك من جانب كل الدول الأخرى.
وأضاف أن الصين والسعودية ستعززان ثقتهما الاستراتيجية وتمهدان الطريق لتعاون أوسع في جميع المجالات من خلال حماية السيادة والكرامة الوطنية والحقوق في التنمية.
وأبدى وانغ استعداد الصين لتعميق التآزر بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية 2030 للمملكة العربية السعودية، والاستفادة بشكل جيد من آلية اللجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى لتعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل التجارة والاستثمار، والبنية التحتية، وكذلك في المجالات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس، والبيانات الضخمة.
وقال وانغ إن الصين مستعدة أيضا لمساعدة المملكة العربية السعودية في جهودها لتنويع اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة.
كما حث وزير الخارجية الصيني البلدين على العمل سويا للترتيب بشكل جيد للقمة الصينية-العربية القادمة وصياغة خارطة طريق وخطط محددة لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.
وأكد وانغ أن الصين سعيدة برؤية المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية كبرى تضطلع بدور مهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتدعم مبادرة المملكة العربية السعودية لحل الأزمة اليمنية.
وقال وانغ إنه في ظل التغيرات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، اقترحت الصين مبادرة من خمس نقاط لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة في استجابة فعالة لمطالب دول المنطقة وبناء على على احترام إرادتها.
وقال وانغ إن الصين مستعدة للعمل مع المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى للمضي قدما في مبادرة أمن البيانات لجعل الاقتصاد الرقمي أكثر أمنا وتوحيدا وانفتاحا ومفيدا للجانبين.
وفي إشارته إلى تفاوض الصين ومجلس التعاون الخليجي بشأن اتفاقية تجارة حرة منذ سنوات، قال وانغ إنه يأمل أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق في وقت مبكر.
من جانبه، قال فيصل إن العلاقات السعودية-الصينية تتمتع بتاريخ طويل وتزداد قوة مع مرور الوقت.
وقال إن المملكة العربية السعودية فخورة بعلاقاتها الودية مع الصين وستبذل قصارى جهدها لدفع العلاقات قدما لصالح الشعبين.
وأكد أن الجانب السعودي يؤمن بأن لكل الدول الحق في اختيار مسار التنمية الخاص بها وعليها أن تكرس نفسها لخدمة شعوبها بدلا من اتباع تعليمات الآخرين، مؤكدا أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واضح في القانون الدولي.
وقال الدبلوماسي السعودي إن المملكة العربية السعودية ترفض أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للصين وترغب في تعزيز التعاون مع الصين لحماية النظام والاستقرار الدوليين بشكل مشترك.
كما أعرب عن استعداد المملكة لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى، وتوسيع الاتصالات الاستراتيجية، وعقد اجتماع اللجنة الصينية-السعودية المشتركة رفيعة المستوى في أقرب وقت لتوسيع التعاون الثنائي في جميع المجالات.
واتفق على أن البلدين سيعملان معا للترتيب جيدا للقمة الصينية-العربية لضمان تحقيق نتائج مهمة.
وقال فيصل إن المملكة العربية السعودية ترحب بقيام الصين بدور نشط في حماية الأمن في الشرق الأوسط، وتقدر مبادرة السلام الصينية المكونة من خمس نقاط.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الصين لدفع المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول الخليج.
وتبادل الجانبان أيضا بشكل معمق وجهات النظر بشأن الملف النووي الإيراني واليمن وغيرهما من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.