بكين 18 مارس 2021 (شينخوا) يبدأ مسؤولون صينيون وأمريكيون كبار، اليوم (الخميس)، حوارا استراتيجيا رفيع المستوى في مدينة أنكوريدج، أكبر مدن ولاية ألاسكا، ويستمر هذا الحوار لمدة يومين.
لقد أظهر التاريخ الحديث أن العلاقات الثنائية تستطيع التقدم بسلاسة ويمكن للتعاون أن يكون مثمرا، عندما تتشارك الدولتان في تواصل فعال .
يمثل الاجتماع القادم أول محادثات مباشرة بين مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين، بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة شؤون البلاد. ويأتي الاجتماع أيضا بعد أول محادثة هاتفية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن، عقب تولي الزعيم الأمريكي مهام منصبه في يناير.
ويتعين على الجانبين استغلال لحظة لقائهما في أنكوريدج وجعل الحوار تواصلا فعالا، من أجل صحة واستقرار على المدى الطويل للعلاقات التي يعتبرها الكثيرون أهم علاقات ثنائية في العالم.
أولا، يتعين على الجانبين إظهار حسن النية. وسيكون التقدم ممكنا فقط عندما تتشارك الصين والولايات المتحدة رغبة المشاركة في حوار بناء.
ثانيا، ينبغي أن يعامل الجانبان بعضهما البعض على قدم المساواة. ولا يحق لأي دولة الهيمنة على القضايا العالمية والسيطرة على مصير الآخرين أو الاحتفاظ بجميع مزايا التنمية لنفسها فقط.
كما يتعين على الجانبين احترام الاختلافات المتأصلة في نظاميهما السياسيين ومسار التنمية الذي اختاره كل منهما، والتعامل مع تلك الاختلافات بطريقة مناسبة.
ثالثا، يجب أن يتعلم الجانبان استيعاب مصالح الجوهرية لكل منهما. ولقد أوضحت الصين أنه ليس هناك مجال للمساومة في القضايا المتعلقة بسيادة الصين وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.
تقع أنكوريدج في منتصف الطريق بين بكين وواشنطن تقريبا. وبالفعل، الالتقاء في منتصف الطريق هو ما يحتاجه البلدان بعد تدهور العلاقات الثنائية على مدى أربعة أعوام.
ويجب أن يكون حوار أنكوريدج نقطة بداية جديدة لإعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى مسارها الصحيح. ويحتاج الجانبان للتمتع بحكمة وشجاعة سياسية لضمان تحريك الحوار للمشاركة المستقبلية المثمرة والفعالة بين الصين والولايات المتحدة.