تعليق: "جواز سفر اللقاح"، هل يجلب أمل تسريع تعافي الاقتصاد العالمي؟

حصل "جواز سفر اللقاح" على اهتمام واسع داخل المجتمع الدولي مؤخرا. وهو عبارة على وثيقة تثبت أن حاملها قد تم تطعيمه ضد فيروس كورونا المستجد، ويتم الاستظهار بها على الهاتف المحمول في شكل "شهادة إلكترونية". ويمكن للمسافرين الدوليين استخدام "جواز سفر اللقاح" للإعفاء من الحجر الصحي أو اختبار كوفيد -19 في بعض البلدان. كما يمكنهم استخدام هذه الوثيقة للذهاب إلى المطاعم والمشاركة في التجمعات الكبيرة. في 21 يناير الماضي، أصبحت أيسلندا أول دولة أوروبية تقدم شهادة للقاح. وفي الأسبوع الماضي، أصدرت الصين أيضًا شهادة صحية دولية للسفر. وقد نظرت العديد من الدول الأخرى، على غرار إسرائيل وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند مؤخرًا في إطلاق جواز سفر اللقاح. وقال رئيس المفوضية الأوروبية فون دير لين إنه يؤيد إنشاء شهادة لقاح عالمية للاتحاد الأوروبي لتسهيل تنقل مواطني الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي.

وعبرت العديد من الدول عن نيتها في إطلاق "جواز سفر اللقاح"، مما فتح باب الأمل لانتعاش التبادلات العالمية للأفراد والتبادلات الاقتصادية والتجارية. لكن الجدل الذي أعقب ذلك جذب إهتماما دوليا أيضا. حيث صرح وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، كليمان بونا، أن فرنسا ليست قادرة بعد على توفير اللقاحات لجميع الناس. وأنه من غير العدل تطبيق "جواز اللقاح" الآن. حيث يواجه الاتحاد الأوروبي معضلة نقص اللقاحات، بينما تبدو خطط التطعيم في بعض البلدان النامية أكثر صعوبة.

وصرّحت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أنها لا تدعم حاليا "جواز سفر اللقاح". وأوضحت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية بأنه لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة فيما يتعلق بفاعلية اللقاح في الحد من انتشار الفيروس. وحتى بعد التطعيم، لا يزال يتعين اتخاذ تدابير الحماية الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر اللقاحات المُنتجة في بلدان مختلفة وضعًا تنافسيًا، مما يؤثر على شهادة سلامة اللقاحات المختلفة في مختلف البلدان. لذلك، وفيما يتعلق بالاعتراف المتبادل بسلامة اللقاح، يمكن للتعاون متعدد الأطراف توفير التكاليف وتحسين مصداقية وسلطة معايير الاعتماد. وقد يمثل ذلك طريقة فعالة وممكنة نسبيًا لاعتماد "جواز سفر اللقاح".

ماذا يعني "جواز سفر اللقاح" للانتعاش العالمي؟

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه في صورة اعتماد "جواز سفر اللقاح"، يمكن للاستهلاك والتنقل الحر للأفراد أن يعزز التنمية الاقتصادية بسرعة. وفي ذات الوقت، يمكن لـ "جواز سفر اللقاح" أيضًا تشجيع المواطنين على تلقي التطعيم. ويمكن للمواطنين الذين يحملون "جواز سفر لقاح" التمتع بدرجة أعلى من حرية الحركة. وبدافع من هذه الحرية، سيقبل المزيد من الناس على تلقي اللقاح. وقال زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن "جواز سفر اللقاح" قد يكون حاسمًا لإعادة الإنعاش للسياحة العالمية.

على المدى الطويل، ستصبح استعادة الحركة المنتظمة للمسافرين جزءًا لا غنى عنه من تعافي الاقتصاد العالمي. كما سيسهم جواز سفر اللقاح في تجنب التحول والتحويل القسريين لحلقات السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية بسبب تأثيرات الوباء. واستعادة التدفق المنتظم في أقرب وقت ممكن، وتقليل التكاليف الاقتصادية، بما يحمي أسس العولمة الاقتصادية.