الدوحة 11 مارس 2021 (شينخوا) أعلنت تركيا وروسيا وقطر اليوم (الخميس) عن عملية تشاورية جديدة بشأن الأزمة في سوريا، مجددة التأكيد على أنه لا حل عسكريا في هذا البلد العربي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والروسي سيرغي لافروف، بالدوحة "بدأنا عملية تشاورية جديدة في الشأن السوري مع وزيري خارجية قطر وروسيا".
وأضاف أوغلو أن الدول الثلاث قررت مواصلة الاجتماعات المشتركة بشكل منتظم فيما بينها لبحث الملف السوري، مشيرا إلى أن الاجتماع المقبل سيعقد في تركيا والتالي في روسيا.
وأوضح أن هذا الثلاثي يستهدف البحث في جهود الوصول إلى حل سياسي دائم في سوريا، مؤكدا أنه لا يمكن إنهاء الصراع في سوريا إلا من خلال إيجاد حل سياسي.
وشدد الوزير التركي على ضرورة الضغط على النظام السوري لكسر الجمود في الوضع الراهن في الأزمة ومعالجة الأوضاع الإنسانية في سوريا، مشيرا إلى أنه ونظيريه الروسي والقطري أكدوا خلال اجتماعهم اليوم أهمية زيادة الجهود لمضاعفة المساعدات الإنسانية لهذا البلد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي إن هذا هو أول لقاء على المستوى الوزاري بين الدول الثلاث بشأن سوريا، لافتا إلى اجتماعات سابقة لممثلين خاصين للدول الثلاث وضعوا أرضية للحوار بينها بشأن الملف السوري.
وتابع لافروف أن هذا المسار عمره أكثر من عدة أشهر، حيث عقدت نحو ثلاثة لقاءات على مستوى كبار المسؤولين ناقشوا فيها كيفية تسيير العملية بناء على القرار 2254، والذي تبناه مجلس الأمن الدولي في ديسمبر 2015 والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
وأكد أن هذا المسار لا ينافس مسار أستانا المكرس لكل أبعاد القضية السورية السياسية والإنسانية منها، والذي يشكل قاعدة ومنصة لكل المخرجات الدولية.
وأضاف لافروف "أكدنا تطابق وجهات النظر حول القضية السورية، وشددنا على حتمية التسوية السياسية (..) ولدينا رؤية مشتركة بأن كل تحركاتنا وتحركات اللاعبين الدوليين لابد أن تحترم وحدة أراضي سوريا وسيادتها واستقلالها".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه ونظيريه القطري والتركي ركزوا على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية طارئة للسوريين، لاسيما في مواجهة تداعيات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ودعم السوريين في إعادة إعمار البنية التحتية المدنية المدمرة خلال الحرب.
بدوره، قال وزير خارجية قطر إنه ستكون هناك اجتماعات متابعة من قبل مبعوثين خاصين للدول الثلاث لوضع آليات يمكن من خلالها التعاون لإيصال المساعدات بشكل عاجل، كما ستكون هناك اجتماعات على المستوى الوزاري في فترة لاحقة سيحددها الوزراء الثلاثة لتصب أطر التعاون هذه في النهاية في مصلحة الشعب السوري.
وبشأن عودة سوريا للجامعة العربية وعودة العلاقات بينها وبين قطر، قال وزير الخارجية القطري إن موقف بلاده واضح في هذا الشأن لأن هناك أسبابا استدعت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، وهذه الأسباب مازالت قائمة.
وتمنى الشيخ محمد أن يكون هناك تقدم في الحل السياسي، معتبرا أنه السبيل الأمثل والأسلم لعودة سوريا للجامعة العربية.
وأكد الوزير القطري أن بلاده مستمرة في دعم الشعب السوري والتوصل لتسوية سياسية ترضيه، بحيث تعود العلاقات طبيعية ما بين قطر ودمشق.