وجد موضوع الإنفاق العسكري في الصين اهتماما واسعا من وسائل الإعلام الغربية مؤخرا. حيث أشارت عدة وسائل إعلام أمريكية وغربية إلى أن الانفاق العسكري في الصين قد بلغ مستوى عاليا، ويجب خفضه. في هذا الصدد، أشار لوه يوان، نائب الرئيس التنفيذي والأمين العام للجمعية الصينية لتعزيز الثقافة الاستراتيجية، إلى أن الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 2021 بلغت 740.5 مليار دولار. بينما تبلغ الميزانية العسكرية الصينية 209 مليارات دولار فقط. وهو ما يمثل 28.2٪ فقط من الإنفاق العسكري الأمريكي.
وعلى مستوى نصيب الفرد، سيتعين على كل أمريكي أن يتحمل 2257 دولارًا أمريكيًا من الإنفاق العسكري في عام 2021. في حين يقدّر نصيب الفرد من الإنفاق العسكري في الصين بمايزيد عن 130 دولارًا فقط.
فلماذا تتجاهل وسائل الإعلام الغربية الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري الأمريكي، في الوقت الذي تندد فيه بإرتفاع الانفاق العسكري الصيني؟
ويعتقد لوه يوان أن الانتقادات الغربية لاتستهدف حجم الانفاق تحديدا، وإنما القدرات العسكرية التي يمكن أن تمتلكها الصين من خلال مستوى الانفاق العسكري الحالي. مضيفا بأن سياسة "إحتواء الصين"، لاتسعى لتقييد القدرات التكنولوجية والابتكارية الصينية فحسب، وإنما احتواء القدرات العسكرية الصينية على وجه الخصوص.
ومع ذلك، فإن التاريخ الصيني قد أثبت، بأن تخلّف القدرات الصينية، يعني الوقوع تحت وطأة الهيمنة الغربية. وأنه من المستحيل أن تتقدّم الصين أو حتى أن تقف على قدم الندية مع الدول الغربية، بقدرات عسكرية ضعيفة، ناهيك عن النهوض.
وإذا كانت الصين عازمة على تحقيق النهوض، فلا مناص من تعزيز قدراتها العسكرية. ويعتقد لوه يوان أن الجيش يعد جزءا أساسيا من جهاز الدولة. ويجب على كل دولة أن تحافظ على سير العمل الطبيعي لقواتها العسكرية. وهذا يتطلّب دفع رواتب العسكريين وحلّ هموم الجنود وعائلاتهم. مشيرا إلى أن هذه القضايا لايختلف عليها إثنان سواء في الصين أو الخارج.
هناك وظيفة مهمة أخرى للجيش، هي ردع العدو. وهذا هو سبب رغبة الصين في تعزيز قدراتها العسكرية. فالصين لا تطمع في شبر واحد من أرض الآخرين، ولاتتعمد تهديد أي دولة. لكن في ذات الوقت، لاتتنازل عن أي شبر من أرضها ، ولاتسمح لأي دولة بتهديدها.
بصفته رجل عسكري، يعتقد لوه يوان أن الشرط الأساسي لخفض الصين إنفاقها العسكري هو أن تتخلّى الولايات المتحدة عن تحالفاتها العسكرية ضد الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتوقف دعمها للقوى الانفصالية التايوانية وبيعها الأسلحة لتايوان، وإيقاف سياساتها الإستفزازية في بحر الصين الجنوبي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين...وإلا فإن خفض الانفاق العسكري الصيني سيكون مطلبا مستحيلا.