تعد الدورتان الوطنيتان السنويتان في الصين نافذة مهمة للمجتمع الدولي لمراقبة السياسات الديمقراطية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وقد أظهر التقارب بين الرأي العام والحكمة الشعبية والسلطة الشعبية، أو تكامل مقترحات الحزب الشيوعي الصيني وإرادة الشعب وإرادة الدولة، الحيوية القوية للسياسات الديمقراطية الاشتراكية.
لقد تخطت مناقشة ماركس وإنجلز حول مفهوم الديمقراطية، ومشكلة تحديد المعنى الحقيقي للديمقراطية الزمان والمكان، وذات أهمية مضيئة. فالديمقراطية هي مثال إنساني نبيل وإحدى القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وجعلها ذات مغزى هي قضية مهمة تواجه جميع البلدان.
الشعب سيد البلاد ونواة الديمقراطية الاشتراكية. وتعتبر الصين الديمقراطية الشعبية حياة الاشتراكية.وقد صرحت الصين بوضوح أنه بدون الديمقراطية لن تكون هناك اشتراكية، ولا تحديث اشتراكي، ولا نهوض عظيم للأمة. وسواء كانت الديمقراطية الانتخابية المتمثلة في نظام مجلس نواب الشعب أو الديمقراطية التداولية المتمثلة في نظام المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، فإن النظام السياسي الصيني صمم لتحقيق أفضل حكم الشعب للبلاد.
وفي ظل النظام الاشتراكي الصيني، هناك نقاط للمناقشة، وتتم مناقشة أسئلة الجميع من قبل الجميع، وإيجاد القاسم المشترك الأكبر لإرادة ومطالب المجتمع كله هو نواة الديمقراطية الشعبية. ومن مسح رمز الاستجابة السريعة للمشاركة في مناقشات حية على منصة المشاركة السياسية "الإنترنت+ ” للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إلى الابتكار المستمر لأساليب الإدارة الديمقراطية الشعبية مثل “القرويون يتحدثون عن انشغالاتهم" و " الاستعلام عن الشؤون السياسية في الأفنية “، يدير الشعب الصيني البلاد من خلال قنوات وأشكال مختلفة: الشؤون الاجتماعية، وإدارة المؤسسات الاقتصادية والثقافية، والبناء المشترك والتقاسم المشترك والتنمية المشتركة، ليصبح سيد الدولة والمجتمع ومصيرهم. وقد أظهرت الحقائق أن الديمقراطية على الطريقة الصينية مجدية وفعالة في الصين، وهي مفعمة بالحيوية، ومليئة بالفعالية. وركزت التقارير الأخيرة على موقع صحيفة " الرؤية " الإماراتية على الدورتين الوطنيتين للصين، وعلقت بشكل إيجابي على الاقتراحات المقدمة من نواب الشعب والمستشارون السياسيون من مختلف المجالات والخلفيات والمهنيين. وقال كلايتون هازواي ، باحث في معهد الصين وأفريقيا في جنوب إفريقيا في محض تعليقه على الديمقراطية في الصين:" لقد عزز النظام الجيد التنمية والتقدم في الصين ، وألهم الحيوية الإبداعية للشعب وساهم في ازدهار الصين".
تجمع الديمقراطية على الطريقة الصينية بشكل كامل بين ضمان قيادة الحزب الشيوعي الصيني وذاتية الشعب كحاكم للبلاد، والطبيعة الإجرائية لحكم البلاد بموجب القانون، ويمكنها أن تصمد أمام اختبار الممارسة. وتوضح الإنجازات الاستراتيجية الرئيسية للصين في مواجهة وباء كوفيد-19، والنصر الشامل في مكافحة الفقر. والديمقراطية لا تستخدم للزينة، وإنما لحل مشاكل الناس. وتربط الأشكال المختلفة للقنوات الديمقراطية في الصين بشكل وثيق "ما يريده الشعب" و "ما تفعله الحكومة". وإنجازات السياسة الاشتراكية الديمقراطية واضحة وملموسة. قال الدكتور روبرت لورانس كون، الباحث الأمريكي الذي تمت دعوته لحضور المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني: " تلبي الحكومة الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بالفعل احتياجات الشعب، وتتيح لهم الاستفادة من ثمار هذه الجهود ". من جانبه، شدد هيروشي أونيشي، أستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة كيو باليابان، على أن الديمقراطية الاشتراكية الصينية هي أكثر الديمقراطية شمولاً وصدقًا وفعالية والتي تحمي المبادئ الأساسية ومصالح الشعب، كما يتغلب على عيوب الديمقراطية الغربية، ويقدم للعالم نموذجًا لحل مشاكل مماثلة.
أشاد المجتمع الدولي باستكشاف الصين الدؤوب لتحقيق أفضل حكم الشعب للبلاد باعتباره مسعى ثمينًا لتحقيق "ديمقراطية جوهرية"، وهو ذو أهمية عالمية كبرى. ويعتقد بعض المراقبين الأجانب الثاقبين عمومًا أنه مع استمرار تحول المزايا المهمة للنظام السياسي الاشتراكي ذي الخصائص الصينية إلى حكم أكثر فاعلية، يمكن للصين الاستمرار في تقديم مساهمات جديدة وهامة لتقدم الحضارة السياسية في المجتمع البشري.