الدوحة 5 فبراير 2021 (شينخوا) أكد السفير الصيني لدى الدوحة تشو جيان، اليوم (الجمعة) أنه رغم تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم، إلا أن التعاون بين الصين وقطر أظهر زخما قويا في العديد من المجالات، لاسيما مجال التكنولوجيا الفائقة والحديثة، ما ساعد على تعزيز التنمية المطردة للتجارة بين البلدين.
وقال تشو جيان في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "بفضل الجهود المشتركة للحكومتين الصينية والقطرية، يتزايد توسع التعاون بين البلدين في كثير من المجالات، وقد توسع التعاون بين الجانبين من المجالات التقليدية مثل الطاقة والبناء إلى مجالات التكنولوجيا الفائقة والحديثة".
وأضاف أنه في عام 2020، بلغ إجمالي التجارة الثنائية في السلع 11.7 مليار دولار، وهو ما يمثل 15.2 بالمائة من إجمالي تجارة السلع القطرية، من بينها 3.9 مليار دولار من الواردات القطرية من الصين، بزيادة سنوية قدرها 10 بالمائة، لتصبح الصين حاليا أكبر شريك تجاري لقطر.
ويعتقد السفير أن أهم ما ميز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين في عام 2020 هو التعاون في مجال التكنولوجيا الفائقة.
وذكر أن هذا النوع من التعاون المثمر أدى إلى تحسين مستوى وجودة التجارة بين البلدين، ولعب دورا إيجابيا في توسع التعاون الثنائي في كافة المجالات حاليا وفي المستقبل، وتعزيز التنمية الاقتصادية لكلا البلدين وخاصة في دفع التنوع الاقتصادي في دولة قطر.
ولفت تشو جيان إلى أن الصين دخلت المرحلة التنموية الجديدة التي تطبق فيها المفهوم الجديد للتنمية، حيث ستطلق خطتها الخمسية الـ 14 وأهداف رؤية 2035، وتسريع بناء نمط تنمية جديد، وبناء الاقتصادات المفتوحة على مستوى أعلى، ما سيوفر فرصة مهمة للتعاون العملي بين الصين وقطر.
وأوضح أن الصين ستشجع وتدعم المزيد من الشركات الصينية القادرة على الاستثمار وبدء الأعمال التجارية في قطر، مما يضخ زخما قويا للبلدين لتحقيق أهداف التنمية الخاصة بهما.
وبحسب البيانات التي قدمتها السفارة الصينية في قطر، فقد وقع الجانبان في عام 2020 اتفاقية لبناء ناقلة غاز طبيعي مسال قيمتها الإجمالية حوالي ثلاثة مليارات دولار.
كما وقعت شركتان من البلدين عقدا لتصدير 3 آلاف حافلة كهربائية وحافلة ديزل إلى قطر، بجانب بناء مصنع مشترك لتجميع الحافلات الكهربائية في المنطقة الحرة بالدولة.
علاوة على ذلك، تعاونت شركة ((هواوي)) عملاق التكنولوجيا الصيني، أيضا مع الشركات المحلية في قطر للترويج المشترك لاستخدام المنتجات الذكية التي تدمج الكتابة الذكية، وعروض الشاشات فائقة الوضوح، ومؤتمرات الفيديو، وتطبيقات المكاتب المفتوحة.
ويمكن لهذا المنتج عالي التقنية، الذي طورته شركة ((هواوي)) مؤخرا تلبية احتياجات المكاتب الذكية في سيناريوهات متعددة، مثل غرف اجتماعات الشركات ومناطق المكاتب المفتوحة وغرف المديرين والغرف العائلية.
ويعد هذا المنتج الخيار المثالي للتواصل والتفاعل بين الأشخاص في ظل الظروف الراهنة لتفشي مرض (كوفيد-19).
وقال المدير العام لشركة ((سمارت ويل)) القطرية عادل اليافعي لـ((شينخوا)) إن نسبة مساهمة الاقتصاد الصيني في التنمية الاقتصادية العالمية قد وصلت إلى 30 بالمائة، وهي أهم قوة داعمة للتنمية الاقتصادية عالميا، كما يستمتع سكان العالم بمزايا وفوائد الاقتصاد الصيني.
وأضاف اليافعي أنه نتيجة لذلك، أدت قدرات الصين عالية التقنية المتنامية في السنوات الأخيرة إلى تحسين نوعية حياة الشعوب في مختلف البلدان بشكل مباشر.
وتعد شركة ((سمارت ويل)) أول شركة متكاملة في قطر تدمج الأثاث الذكي والمنتجات الإلكترونية والمنشآت الهندسية، وتأتي معظم منتجاتها من الصين، كما تمتلك نقاط شراء في مدن صينية عدة مثل قوانغتشو وبكين وشنغهاي ونانجينغ.
وأكد اليافعي أن "شركة سمارت ويل تستفيد من التنمية الاقتصادية للصين"، مشيرا إلى أن الشركة استهدفت في الأصل الدول الأوروبية وأمريكا واستوردت منتجات من أوروبا والولايات المتحدة، لكنها تكبدت خسائر عاما بعد عام.
وأفاد بأنه بينما كان الاقتصاد الأوروبي والأمريكي يعاني الانكماش الاقتصادي، شهد الاقتصاد الصيني على النقيض تطورا ملحوظا، وبصفة خاصة فالمنتجات الذكية المصنعة في الصين لها مزايا كبيرة من حيث السعر والجودة، وبعد أن حولت الشركة معظم أعمالها إلى الصين، تمكنت من تحويل الخسائر إلى أرباح، على حد قوله.
وختم اليافعي بالقول إن "توسيع التعاون في مجال التكنولوجيا الفائقة بين قطر والصين، هو الأمل في تنمية المشاريع".