مقالة : الصينيون في قطر لا يخشون "كوفيد-19" في ظل رعاية "الوطن الأم"

الدوحة 27 أبريل 2020 (شينخوا) لا يشعر الصيني يان هونغ جون، مدرب المنتخب القطري لكرة الطاولة، مع غيره من أبناء الجالية الصينية في قطر، بالخوف من مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لثقته المطلقة في رعاية وطنه الأم له ولأقرانه الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم.

وقال يان، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الإثنين) "لقد تجاوز العدد الإجمالي للحالات الجديدة المؤكدة في قطر 11 ألفا ودخل المرض مرحلة ذروة الانتشار، لكننا لسنا خائفين لأننا نشعر برعاية الوطن الأم لنا، والوطن الأم هو عائلتنا التي تحمينا من الحوادث المحتملة".

وبدا يان، متأثرا بعد تسلمه "حقيبة الصحة" للوقاية من مرض (كوفيد-19)، التي وزعتها السفارة الصينية اليوم على المواطنين الصينيين في قطر، وقال إن المنتخب القطري لكرة الطاولة والأندية المختلفة وظفت مدربين أجانب من أكثر من عشر دول، لكن أيا من هذه الدول لم توزع على مواطنيها مواد للوقاية من المرض.

وتابع "فقط بالمقارنة، يمكننا أن نقدر عناية وطننا الصين وقلق الحكومة الصينية علينا".

وأشار إلى أن "حقيبة الصحة" المجهزة بأقنعة الوجه وزجاجات التعقيم والمطهرات وتعليمات الوقاية من المرض، رغم أنها تبدو عادية، لكنها تعكس حب الوطن الأم للصينيين المغتربين في الخارج واهتمام الحكومة بهم في هذه الظروف الصعبة.

ووزعت السفارة الصينية لدى قطر على أبناء الجالية اليوم "حقيبة الصحة"، التي جهزتها بالتعاون مع فرع بنك الصين وفرع البنك الصناعي والتجاري الصيني بالدوحة.

وقال السفير الصيني تشو جيان، ل((شينخوا)) إن السفارة ستواصل التنسيق مع المؤسسات والشركات الصينية في قطر لتجميع مواد مكافحة المرض من خلال قنوات مختلفة، وتوزيعها على جميع المواطنين الصينيين على دفعات.

وأجرت السفارة استبيانا بشأن احتياجات الصينيين في قطر للوقاية من المرض ومكافحته، وقادت السفارة جهود تجميع مواد الوقاية بناء على الإجابات المستلمة وصممت "حقيبة الصحة" المناسبة للتوزيع.

بالإضافة إلى ذلك، كثفت السفارة أعمال الحماية القنصلية لتقديم الخدمات للمواطنين الصينيين على مدار الساعة.

ومنذ نهاية يناير هذا العام، تلقت السفارة الصينية 8 آلاف مكالمة للاستشارة القنصلية والمساعدة، وخدمت حوالي 500 مواطن صيني في البلاد، وأصدرت 41 منشورا لمعلومات تتعلق بالمرض وتذكيرا قنصليا.

كما اجتمع السفير تشو جيان عدة مرات بمسؤولين من وزارة الخارجية والداخلية القطرية لتسوية مسائل تمديد التأشيرات قصيرة الأجل للمواطنين الصينيين في رخص الإقامة.

وقال تشو جيان إنه مع وضع ارتفاع عدد الإصابات بمرض (كوفيد-19) في قطر يعتني الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية بصحة وسلامة كل مواطن صيني في الخارج، وقد أصدر الرئيس شي جين بينغ، تعليمات مهمة عدة مرات دعا خلالها إلى تعزيز توجيه ودعم الوقاية من المرض لدى مواطنينا في الخارج.

وأكد تشو، أن "السفارة هي العائلة الدائمة للمواطنين الصينيين، وهي بجانبهم والوطن الأم وراءهم".

وفي بداية انتشار المرض في قطر، وزعت السفارة الصينية مواد الوقاية من المرض على الطلاب والإعلاميين الصينيين.

وفي هذا السياق، قال السفير "إن الطلاب الصينيين الوافدين شبان صغار في العمر ولديهم خبرة اجتماعية قليلة واستعداد غير كاف للوقاية من الأمراض".

وأضاف أنه بالنسبة للعاملين في وسائل الإعلام فلديهم مهام ثقيلة تحتم عليهم الخروج لإجراء مقابلات واستهلاك كميات كبيرة من مواد الوقاية، لافتا إلى أن القيام بعمل جيد في الوقاية مرتبط بصحة وسلامة المواطنين الصينيين في البلاد، ويجب على المواطنين هنا التضامن لمجابهة المرض.

وقال رئيس فرع بنك الصين لدى قطر لين شينغ تشيانغ لـ((شينخوا)) إن البنك هو مؤسسة حكومية كبيرة تضطلع بواجبات اجتماعية مثل تقديم الخدمات للمواطنين الصينيين في ظل الأوضاع الصعبة.

وأكد لين، أن البنك يبذل قصارى جهده بالتعاون مع السفارة في ظل ظروف المرض في قطر لمساعدة المواطنين الصينيين، مشددا على أن هذا واجب المؤسسات المملوكة للدولة.

وأعلنت وزارة الصحة العامة القطرية اليوم تسجيل 957 إصابة جديدة مؤكدة بمرض (كوفيد-19) ليصل الإجمالي إلى 11244 شخصا، مع دخول قطر مرحلة ذروة انتشار المرض.

وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات على تراجع حدة انتشار المرض في قطر إلى الآن، إلا أن الصينيين هنا على ثقة بالقدرة على التغلب على المرض.

وقال تشن جون، وهو مهندس الكتروني في شركة ((هواوي)) عملاق التكنولوجيا الصيني، لـ ((شينخوا)) إن "المرض رهيب بالفعل، لكن الشركات الصينية والصينيين المغتربين شكلوا تحت قيادة وتنسيق السفارة كتلة واحدة لمكافحة هذا المرض".

وأضاف "نحن على ثقة تامة بالقدرة على التغلب على المرض".

وذكر تشن أن السفارة أصدرت معلومات في الوقت المناسب للصينيين هنا بشأن وضع المرض وسياسات واستجابة الحكومة القطرية له، ما جعل الصينيين المغتربين على علم بجميع المستجدات والإجراءات، كما تلمست السفارة احتياجات كل صيني يقيم هنا ليشعر الجميع بحضور الوطن الأم معهم في أحلك الظروف.

وختم تشن حديثه بالتأكيد على أنه "في ظل البيت الدافئ للوطن الأم، لا نخاف من أي شيء".