الدوحة 6 يناير 2021 (شينخوا) أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم (الأربعاء) أن ما حدث في القمة الخليجية الـ 41 هو مصالحة وعودة العلاقات إلى طبيعتها لما قبل الأزمة الخليجية من قبل جميع الدول الأطراف.
وقال الشيخ محمد في تصريحات لقناة ((الجزيرة)) الفضائية القطرية بثت مقاطع منها اليوم "اتفقنا (في القمة) على مبادئ أساسية لتجاوز الخلاف الحالي وقواعد لحوكمة علاقات الدول مستقبلا".
وأوضح أن أساسيات الاتفاق هي عدم المساس بأي دولة أو التدخل في شؤونها أو تهديد أمن الإقليم، والخطوات هي عودة العلاقات إلى طبيعتها ما قبل الأزمة من قبل كافة الأطراف.
واعتبر أن ما حدث هو مصالحة، والسعودية مثلت كل الأطراف والجميع شارك والجميع وقع على "بيان العلا"، مستطردا "وجدنا إرادة من الأطراف لحل الأزمة وكانت عبر تفويض السعودية لتمثيل باقي الدول".
وأشار إلى أن الأزمة كانت وضعا استثنائيا لسنوات مضت، معتبرا أن الحل انتصار لمجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أنه لا يمكن القول إن هذا نجاح لقطر أو السعودية أو أي دولة أخرى، بل نجاح للجميع.
غير أنه أفاد بأن المشاكل بين قطر والدول الأطراف في الأزمة مختلفة في طبيعتها وبالتالي فالتعامل معها مختلف، والعملية ستأخذ وقتها، لكنها بين الشعوب أسهل من الجوانب السياسية.
ولفت إلى أنه لم يتم طرح موضوع قناة ((الجزيرة))، مشددا على أن بلاده تكفل حرية التعبير وأنه يجب التعامل مع موضوع القناة بإيجابية وبشكل بناء.
ومضى قائلا "نحن لسنا في صدد أن يكون هناك شروط من دولة على دولة أخرى".
وبخصوص إيران، قال الوزير القطري إن لدول مجلس التعاون الخليجي رؤى مختلفة مع إيران وأن الدوحة تريد حلولا لخفض التصعيد، مضيفا "نراقب التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ورسالتنا للطرفين نحن لا نريد تصعيدا أو عملا عسكريا".
وفيما يتعلق بنشر "بيان العلا"، أشار إلى أنه لم يتم الاتفاق على نشر البيان، لكن فيه مبادئ أساسية تم توضيحها.
وأوضح أن القواعد المحددة للبيان قواعد عامة ومبادئ رئيسية ونشرها من عدمه لم يتم بحثه، قبل أن يستدرك "لا أعرف مدى اهتمام باقي الدول بنشر البيان النهائي للقمة ولا إحراج فيه لأي دولة".
واعتبر وزير الخارجية القطري أن ظروف أزمة عام 2017 تختلف عن أزمة عام 2014، والشرخ مختلف وبالتالي فالتفاهمات مختلفة، على حد تعبيره.
وكانت القمة الخليجية الـ 41 قد عقدت أمس الثلاثاء في محافظة العلا السعودية، بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ووقع قادة الدول الخليجية ورؤساء الوفود المشاركة في القمة على "بيان العلا" الخاص بالمصالحة بين قطر والدول الأربع المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وأعلن وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي في ختام أعمال القمة أنه تم طي كامل لنقاط الخلاف مع قطر وعودة كاملة للعلاقات بين الدول الأعضاء ومصر.
وكانت الأزمة الخليجية قد اندلعت في 5 يونيو العام 2017 بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأربع، وهي تهم نفتها الدوحة مرارا.
وفرضت الدول الأربع على قطر مقاطعة اقتصادية وأغلقت جميع منافذها أمامها ضمن إجراءات عقابية أخرى، ثم تقدمت بـ 13 مطلبا لعودة العلاقات، بينها إغلاق قناة ((الجزيرة)) وخفض مستوى العلاقات مع إيران وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، لكن الدوحة رفضت جميع تلك المطالب لأنها تتصل بالسيادة، على حد قولها.