بدأت أو ستقوم حوالي 40 دولة حول العالم بالتلقيح ضد (كوفيد - 19) إلى حد اليوم الأخير من عام 2020 . وبلا شك، فإن هذه الأخبار جيدة لعام 2021 القادمة، ومع ذلك ، في ظل الوضع الخطير المتمثل في زيادة عدد الحالات وتحور الفيروس ، لا يزال تطوير اللقاحات وإنتاجها معركة مع الزمن والمجهول. وفي الوقت نفسه ، أصبحت "قومية اللقاح" فجوة بين البلدان المتقدمة والنامية في مجالات مثل التوزيع. وبالنظر إلى ما إذا كان اللقاح سيعطي جدولًا زمنيًا لإنهاء هذا الوباء العام المقبل ، فإن التفاؤل والتشاؤم موجودان في مجال الرأي العام الدولي.
اللقاح .. الضوء في نهاية النفق
شهدت بعض البلدان حول العالم إطلاق برامج التلقيح بسرعة في الآونة الأخيرة.وتظهر في تقارير وسائل الإعلام كلمات إيجابية مثل،"الأمل" و "العلامات البارزة " و "البداية الجديدة" بشكل متزايد ، ويُنظر إلى اللقاحات على أنها قوة حاسمة لإعادة العالم إلى المسار الصحيح.
قامت منظمة الصحة العالمية في 22 ديسمبر، بتحديث البيانات التي تظهر أن هناك 233 لقاحًا ضد (كوفيد - 19) قيد التطوير حاليًا في جميع أنحاء العالم ، ودخل 61 منها في مرحلة التجارب السريرية ، ودخل أكثر من عشرة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وتركيا، والبرازيل والإمارات، ودول أخرى عن الفعالية العالية للقاحات التى استخدمتها.
وفي الوقت الذي تنفس العالم الصعداء بإكتشاف اللقاح ضد (كوفيد - 19)، ظهرت الأخبار السيئة مفادها ظهور حالات جديدة من الإلتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورنا الجديد المتحور في المملكة المتحدة، وإسبانيا، ولبنان والدنمارك، وكوريا الجنوبية، ودول أخرى. وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس مؤخرًا أن تطويراللقاح ضد (كوفيد - 19) جعل الناس يبدأون في رؤية "الضوء في نهاية النفق" ، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لإنهاء الوباء.
توزيع اللقاحات .. حل مشكلة عدم المساواة صعب للغاية
توقعت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية مؤخرًا، أن " معركة اللقاحات" من بين "الاتجاهات العالمية الكبرى لعام 2021" الأكثر جدارة بالملاحظة.
" لقد أدت فجوة اللقاحات العالمية الكبيرة جدًا ، ومعدل الإنتاج البعيد جدًا عن معدل نمو الطلب حاليا ، إلى منافسة شرسة على اللقاحات"، وفقا لما قال البروفيسور وانغ يي وي من جامعة الشعب الصينية. ويعتقد وانغ أن المشكلة الخطيرة هي: التوزيع غير المتكافئ للقاحات في العديد من البلدان المتقدمة ، وأن العديد من البلدان النامية لا تستطيع تحمل تكاليف اللقاحات.
كما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الدول المتقدمة حجزت ما يقرب من 9 مليارات جرعة من بين حوالي 12 مليار جرعة من المتوقع أن تنتجها صناعة الأدوية العام المقبل.
واستجابة لاختلال توزيع اللقاحات ومسائل أخرى ، قادت منظمة الصحة العالمية ومؤسسات أخرى وضع (كوفاكس)، وهي مبادرة دولية تهدف إلى ضمان وصول عالمي عادل للقاحات المضادة لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) (COVAX)، من أجل إيجاد لقاحات فعالة لجميع البلدان. وفي الوقت الحالي ، انضم ما يقرب من 190 دولة واقتصاد إلى هذه الآلية. وفي 18 ديسمبر ، كشفت منظمة الصحة العالمية أن COVAX قد حصل على ما يقرب من ملياري جرعة من اتفاقية توريد اللقاحات.
وفي ظل المعركة الشرسة على نحو متزايد من أجل اللقاحات في جميع أنحاء العالم ، تدعو الصين إلى استخدام اللقاحات كمنتج عام عالمي، وتنضم بنشاط إلى COVAX ، مما يدل على ثقة الصين بالتكنولوجيا الخاصة بها، والثقة باستراتيجيتها ومسؤوليتها كدولة كبرى ، وممارسة مفهوم المجتمع ذي المستقبل المشترك للبشرية بالأفعال، حسب ما قال وانغ يي وي.
فعالية اللقاح .. تحديد فترة فعالية اللقاح صعب حاليا
وفقًا لتقرير على موقع "أبسي " الأسباني الذي نشر في 25 ديسمبر ، فإن فيروس الزكام هو خبير في "التنكر" ولديه القدرة على إنتاج سلالات جديدة كل عام لاختبار فعالية اللقاحات.
وإن العدد الكبير من السلالات الطافرة لفيروس كورونا الجديد التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة تجاوزت التوقعات ، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان تنوعه الجيني سيؤثر على فعالية اللقاح.
وأكد نائب مدير لجنة الصحة الوطنية الصينية زينج ييشين مؤخرًا أنه نظرا لأن تاريخ اكتشاف فيروس كوفيد-19 أقل من سنة، فان فترة قصيرة لا تكفي لتحديد مدة تفعيل اللقاح دوره للحماية، لكن بعض البيانات تظهر أنه ليس هناك شك في أن فترة حماية اللقاح تزيد عن نصف عام.
كما أظهر تقرير استقصائي حديث أن هناك اختلافات كبيرة في قبول لقاح ضد (كوفيد - 19) بين الناس في مختلف البلدان والمناطق. وأن ما يقرب من 90 ٪ من المستجيبين الصينيين على استعداد لتلقي "لقاحات مؤكدة وآمنة وفعالة" ، ومع ذلك، تقل رغبة الناس في التطعيم حتى عن 60٪ في بعض البلدان .
" قد يستمر الناس في عام 2021 ، العيش في عالم تتعايش فيه الفيروسات واللقاحات مثل "الجليد والنار"". قال تشن شي، الأستاذ المشارك لسياسة الصحة العالمية والاقتصاد في جامعة ييل الأمريكية، إن دور اللقاحات يعتمد على فعاليتها، والقدرة الإنتاجية وسلسلة التوريد، واستعداد الناس للتلقيح ، ولكن للجوانب الثلاثة هذه مشاكلها الخاصة في الوقت الحالي.