يجري وزير الخارجية وعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي بين 4 و9 يناير، جولة رسمية إلى خمس دول أفريقية، هي نيجيريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، بوتسوانا، تنزانيا، وسيشيل. وهذه هي الزيارة الحادية والثلاثين على التوالي التي يقوم بها وزراء الخارجية الصينيون المتعاقبون إلى أفريقيا في بداية العم الجديد منذ عام 1991. ورغم مخاطر انتشار كوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم، إلا أن وزير الخارجية الصيني قد حافظ على هذا التقليد الدبلوماسي الصيني، بما يظهر التضامن والثقة المتبادلة بين الصين وأفريقيا، الصداقة التقليدية بين الجانبين.
الوباء عزز التعاون والصداقة الصينية الافريقية
في هذا الصدد، قالت صحيفة "الأمة" النيجيرية أن زيارة أفريقيا في بداية كل عام تعد تقليدا دبلوماسيا صينيا، يخدم تعزيز العلاقات الصينية الأفريقية. مضيفة بأن الزيارة الحالية لوزير الخارجية وانغ يي، تعد مثالا واضحا على العلاقات التقليدية بين الجانبين.
وكانت فترة انتشار كوفيد -19، فرصة لإظهار صمود وقوة العلاقات الصينية الافريقية. في هذا السياق، ذكر موقع مجلة "ديبلومات"، أنه خلال المرحلة المبكرة من تفشي الوباء في أفريقيا، قامت الصين بتقديم الإمدادات الطبية على جناح السرعة، وواصلت إرسال الفرق الطبية إلى إفريقيا بشكل منتظم. وحتى الآن، أرسلت الصين خبراء طبيين لمكافحة الوباء إلى 15 دولة أفريقية على الأقل. بالإضافة إلى ذلك، تعهدت الصين بتعزيز التعاون في مجال اللقاحات مع إفريقيا.
وفقًا صحيفة "هيرالاد" الزيمبابوية، أن العديد من مشاريع البنية التحتية في زيمبابوي، ظلّت تتقدّم ل تتقدم بثبات بفضل مساعدة الصين. ومن "أجل الوفاء بوعودها، أرسلت الصين فريق خبراء إلى زيمبابوي للإسراع في تنفيذ مشاريع البنية التحتية."
بالإضافة إلى ذلك، ذكر موقع مجلة "ديبلومات" أنه في إطار مساعدة إفريقيا على تحمل آثار الوباء، وقعت الصين اتفاقية تخفيف أعباء الديون مع 12 دولة أفريقية، لتقليل أو إعفاء القروض من الفوائد المستحقة لـ 15 دولة، وهي الخطوة الأهم في إطار تخفيف الديون، من بين أعضاء مجموعة العشرين.
الفوز المشترك
يصادف عام 2020 الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي. وفي هذا الصدد، قالت شبكة الأخبار الإفريقية، أن الدول الافريقية حققت استفادة مهمّة من منتدى التعاون الصيني الأفريقي منذ إنشاءه. على سبيل المثال، حصلت تنزانيا على 11 مشروعًا للبنية التحتية بمساعدة صينية في إطار المنتدى؛ وفي مجال التعليم، حصل 500 تنزانيا على تدريبات طويلة الأجل في الصين من 2015 إلى 2020، و1029 تنزانيا على تدريبات قصيرة.
وقال موقع هيئة الإذاعة الكينية، أنه في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، قامت الصين وأفريقيا بصياغة وتنفيذ "خطط التعاون الرئيسية العشر" و "الاجراءات الثمانية الرئيسية"، لمساعدة البلدان الافريقية على بناء أكثر من 6000 كيلومتر من السكك الحديدية و6000 كيلومتر من الطرق وبناء ما يقرب من 20 ميناء وأكثر من 80 منشأة كهربائية ضخمة. كما تضاعف حجم التجارة بين الصين وإفريقيا 20 مرة، وتضاعف الاستثمار الصيني المباشر في أفريقيا 100 مرة. وتعمل الصين أيضًا على توسيع التعاون مع إفريقيا في أنماط تجارية جديدة مثل الاقتصاد الرقمي والمدن الذكية والطاقة النظيفة و 5G.
ويرى تشانغ يونغ بينغ، الباحث في معهد غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن التنمية في الصين وأفريقيا قد إستفادت من التعاون الدولي في ظل العولمة والتعددية. مشيرا إلى أن المعارضة المشتركة للأحادية هي الأساس التقليدي للتعاون الصيني الأفريقي. وأضاف تشانغ: "الأحادية ليست جيدة لجميع البلدان النامية، كما أنها لا تساعد على تنمية الاقتصاد العالمي. وفي الوقت الحاضر، تحتاج الصين وأفريقيا إلى إيجاد أرضية مشتركة جديدة من خلال التعاون متعدد الأطراف ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد."
آفاق واسعة للتعاون
ذكرت صحيفة "ليدر" النيجيرية أن مبادرة الحزام والطريق الصينية، تمثل فرصة لتوحيد الجهود العالمية من خلال التعاون والتنمية. وقالت إن الصين باتت تعد جزءًا لا يتجزأ من التنمية في نيجيريا وحتى إفريقيا، وأن كلا الطرفين سيجدان المزيد من فرص التعاون في مجال التجارة والاستثمار والثقافة. مؤكدة على أن زيارة وزير الخارجية الصيني إلى نيجيريا ستعطي دفعا جديدا للعلاقات بين البلدين.
يذكر أنه في ديسمبر 2020، وقعت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين والاتحاد الأفريقي على خطة تعاون لبناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك. وحتى الآن، وقعت 44 دولة أفريقية والاتحاد الأفريقي على وثائق تعاون بشأن المبادرة مع الصين، وهو ما يمثل حوالي ثلث إجمالي عدد الدول والمنظمات الدولية التي الموقعة على المبادرة.
وفي اليوم الأول من العام الجديد، دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وموريشيوس حيز التنفيذ. وتعد منطقة التجارة الحرة بين الصين وموريشيوس أول منطقة تجارة حرة بين الصين ودولة إفريقية. في نفس اليوم، تم أيضًا إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية رسميًا، ومن المتوقع أن تجلب هاتين المنطقتين المزيد من فرص التعاون الصيني الإفريقي في مجالات التجارة والاستثمار.
وأشار تشانغ يونغ بينغ، إلى أن الاتجاه المستقبلي للعلاقات الصينية الافريقية هو التقدم وليس التراجع. وأكد على التعاون الصيني الافريقي بات أكثر أهمية، في ظل صعود النزعة الأحادية الدولية والحمائية التجارية. مضيفا بأن التحول والارتقاء الاقتصادي والتعاون في مجال الاقتصاد الرقمي ومساعدة أفريقيا على الحد من الفقر، والتعاون الطبي للوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، والتعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية لضمان الأمن الغذائي، كلها مجالات جديدة للتعاون بين الجانبين.
وقال تشانغ يونغ بينغ أن "الصين وأفريقيا ستعززان بشكل شامل التعاون عالي الجودة في مبادرة الحزام والطريق "، كما سيقدم منتدى التعاون الصيني الأفريقي هذا العام بعض الإجراءات الجديدة".
في عام 2021، ستستضيف الصين وأفريقيا اجتماع منتدى التعاون الصيني الأفريقي الجديد في السنغال. ومن المتوقع أن تجري الصين وأفريقيا مزيدًا من الحوارات المتعمقة حول موضوعات مثل التعاون في مجال اللقاحات والتعافي الاقتصادي وتحويل أنماط التنمية.