بكين 27 نوفمبر 2020 (شينخوا) ارتفع عدد حالات الإصابة العالمية بكوفيد-19 بمقدار 10 ملايين حالة أخرى في غضون ثلاثة أسابيع، ليتجاوز عتبة الـ60 مليون حالة على الصعيد العالمي حتى بعد ظهر يوم الخميس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ومع حلول فصل الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي، يبدو أن الموجة الثانية من وباء فيروس كورونا الجديد تضرب العالم الذي لا يزال يواصل المكافحة.
وبينما دق الرقم الكئيب الجديد ناقوس الخطر مجددا ليبين مدى صعوبة ترويض الجنس البشري لهذا العامل الممرض شديد العدوى والماكر، فمن اللازم للغاية أن يقوم المجتمع الدولي بإجراء تقييم عاجل لما يجب فعله بغية دفع معركة العالم ضد العدو الميكروبي هذا، أو على الأقل كبح تصاعد العدوى.
كبداية، تحتاج الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى بذل جهد أكبر لتعزيز فهم قائم على الحقائق إزاء الفيروس الفتاك ووضع تصور أكثر عقلانية لإجراءات الوقاية والمكافحة.
وفي أنحاء العالم، أثبتت دول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، من خلال تنفيذ خطوات مثل ارتداء أقنعة الوجه ومراقبة درجات الحرارة وتتبع الفيروس، أنه يمكن احتواء هذا الوباء بفعالية.
علاوة على ذلك، ومع تزايد خبرة الجنس البشري في مكافحة المرض، فإن القيود مثل التباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق يمكن تكييفها وفقا لحالة معينة بحيث يمكن تخفيف تأثيرها على حياة الناس، فضلا عن التعاملات الاجتماعية والاقتصادية داخل بلد أو مدينة ما، بشكل كبير. وفي الأسابيع الأخيرة في أوروبا، التي تكافح بشدة ضد الموجة الثانية، اتخذت ألمانيا ودول أخرى إجراءات فعالة وحققت نتائج إيجابية.
مع ذلك، تواصل الولايات المتحدة، التي لا تزال إصاباتها ووفياتها إثر كوفيد-19 هي الأعلى في العالم منذ شهور، الافتقار إلى التدابير الحقيقية. ومع استمرار مكافحة الوباء، أصبح التراخي حيال كوفيد-19 مبعث قلق حقيقي، مما جعل المعركة الصعبة بالفعل أكثر صعوبة.
ومع حلول عيد الشكر، سجلت وتوقعت إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة وجمعية السيارات الأمريكية ارتفاعات كبيرة في عدد المسافرين خلال العطلات.
وبعد قرابة عام في ظل الوباء، أصبحت التطلعات إلى التجمعات العائلية مفهومة، لكن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والعديد من الخبراء الطبيين نصحوا بعدم القيام بمثل هذه الرحلات.
وحذر مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، "أشعر بالقلق من أن الزيادة التي ستسجل في يوم عيد الشكر ستضيف فقط إلى ما سيصبح بعد ذلك زيادة عيد الميلاد".
ويعد التقدم الحاصل مؤخرا في مجال أبحاث اللقاحات وتطويرها مشجعا بالفعل. غير أنه إذا استمرت العدوى في الارتفاع بالوتيرة الحالية، فقد تتجاوز نظم الرعاية الصحية في بعض البلدان طاقتها الاستيعابية قبل أن تصبح اللقاحات متاحة بسهولة.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو الارتفاع الأخير في المشاعر المناهضة للقاحات في بلدان مثل الولايات المتحدة، والتي تأتي بنتائج عكسية للغاية في ساعة الاختبار هذه.
وقال أنتوني فاوتشي، الخبير الأمريكي البارز في مجال الأمراض المعدية، إن "اللقاح الذي يتمتع بدرجة عالية من الفعالية لا فائدة منه إذا لم يتم تطعيم أي أحد"، داعيا الحكومة إلى إقناع الناس بالتطعيم.
وأطلق الوصول إلى 60 مليون حالة صفارة إنذار مفادها أن الوباء لن يتلاشى ما لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ويمكن للمجتمع العالمي العمل معا. وفي هذه المعركة الملحمية، فإن التوجيه الحكومي والمسؤولية الشخصية لهما نفس القدر من الأهمية ويتعذر الاستعاضة عنهما على نحو متبادل.