القدس 24 نوفمبر 2020 (شينخوا) أمضى المغني الإسرائيلي جلعاد سيغيف الأشهر الماضية في العمل على مشروع يجمع بين اثنين من شغفه الموسيقى والصين.
وبعد جولة غنائية دولية ناجحة، قرر سيغيف قبل عامين تكريس وقته لإنتاج 34 أغنية ومقطع فيديو كليب، وتمثل كل أغنية واحدة من مقاطعات الصين الـ34.
وفي يونيو من هذا العام، أطلق سيغيف "مشروع 34" الذي وصفه بأنه تكريم منه لدولة الصين، وأصدر منه حتى الآن ست أغاني.
ويعرف سيغيف باسم "باسيربي"، ويرى نفسه كمنشئ محتوى يصنع الفن مع الأشخاص الذين يقابلهم خلال رحلاته، الذين يكونون من السكان المحليين والذين يمثلون ثقافات البلدان التي يزورها.
وكجزء من المشروع، يقوم سيغيف بالبحث عن فنان مشهور في كل مقاطعة من مقاطعات الصين الـ34 ويقوم بمزج موسيقاه مع موسيقى هذا الفنان، وغالبا ما يضيف إلى اللحن آلة موسيقية تقليدية يتم استخدامها طوال الأغنية.
وصرح سيغيف خلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "بدأ حبي للصين منذ سنوات، عندما بدأت السفر إليها، لقد زرت الصين أكثر من عشرين مرة وما زلت مفتونا بها".
وأضاف "قدمت عروضا في الصين عدة مرات ولدي ما يقرب من مليون متابع على منصة ويبو للتواصل الاجتماعي"، موضحا "الصين أجمل بلد في العالم، لديهم هناك كل شيء تريده".
وقال سيغيف "يحترم الناس الصين حقا، لكنهم لا يعرفون الكثير عنها وعن العديد من المناطق هناك"، مبينا أن التاريخ والثقافة الصينية يشكلان مصدرا لا ينتهي من الإلهام له ولموسيقاه.
ويطلق سيغيف أغنية من المشروع مرة كل شهر، وستكون الأغنية التالية بعنوان "صلوا من أجلي" وهي مخصصة لمقاطعة خنان التي من المقرر إطلاقها في 15 ديسمبر المقبل.
ويضيف سيغيف أنه يريد من خلال مشروعه "ربط الجذور الصينية بالموسيقى الشعبية العالمية"، مشيرا إلى أنه يولي أهمية كبيرة لردود فعل الجماهير الصينية، وأنه يريد للصينيين أن يهتموا بالفن الذي يقدمه لأنه يعكس ثقافتهم وأسلوب حياتهم بطريقة ما في العالم".
وأوضح المغني الإسرائيلي أن الكثير من الناس يتعرفون على ثقافتهم من خلال مقاطع الفيديو التي ينتجها، منوها إلى أنه سعيد للغاية على استمرار تلقيه ردود فعل قوية جدا من أصدقائه الصينيين.
كإسرائيلي يتردد على الصين، يعتقد سيغيف أن العلاقة بين الشعبين الإسرائيلي والصيني هي علاقة طبيعية يمكن أن تكون مفيدة للعالم.
ومما لا شك فيه أن مشروع سيغيف الغنائي تأثر بمرض فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، وبينما كانت الفكرة تنضج في ذهن سيغيف لأكثر من عامين، بدأ بالفعل في إصدار الأغاني منذ ستة أشهر في خضم أزمة (كوفيد-19).
وكان سيغيف قد صور بالفعل مواد قبل فرض قيود السفر العالمية، لكن في بعض الحالات تنتج فرق من الصين مواد مصورة تضاف لاحقا إلى عمل سيغيف في إسرائيل.
في إبريل من هذا العام، أصدر سيغيف أغنية مشتركة مع المغنية الصينية ها هوي بعنوان "كن هناك"، وكانت الأغنية مخصصة لسكان ووهان والعاملين في المجال الصحي في جميع أنحاء الصين، لكن الأغنية لم تكن جزء من المشروع.
اعتاد سيغيف على السفر، ولكن مع قيود منع الحركة والسفر بسبب فيروس كورونا لم يستطع أن يستمر في ذلك، ولكن رأى في ذلك جانب مشرق وإيجابي على الرغم من أن فكرة مشروعه قائمة على السفر والتنقل والرحلات المكثفة.
وقال سيغيف في استديو تسجيل في مدينة تل أبيب الساحلية "في بعض الأحيان تتنقل كثيرا، ولكن عندما تضطر إلى الجلوس والحجر في غرفتك عندها يمكنك البدء في التفكير، وبطريقة ما أصبح تركيزي على المشروع أكبر فأكبر".
ويرى سيغيف أن فيروس كورونا وفر لمشروعه خلفية خصبة والذي يهدف إلى التقريب بين الناس وخاصة بين شعبي إسرائيل والصين.
وقال "نحن نعيش في عالم مر بصدمة كبيرة وأشعر أن هذا هو التوقيت المثالي للتواصل بين الناس، هذا هو الوقت المثالي لتقارب القلوب وإنشاء الجسور بين الشعوب".
لدى سيغيف الآن 28 أغنية لإصدارها، ومن المتوقع أن يستمر المشروع لمدة ثلاث سنوات، كما بدأ تصوير تجارب أداء لمسلسل تليفزيوني قائم على المشروع.
وقال سيغيف "هذا أكبر مشروع ثقافي يقوم به فنان أجنبي للصين، ويؤكد من خلال حبه لهذه البلاد".
ويأمل سيغيف أن تكون رحلاته الموسيقية في جميع أنحاء الصين أساسا لتعميق العلاقات بين الشعبين الإسرائيلي والصيني.
ويضيف "ربما بدأ مشروع 34 بالموسيقى ومقاطع الفيديو، لكنني آمل أن يتطور ليكون شيئا أكبر بكثير وأشعر أنه يحدث بالفعل".