موسكو 9 نوفمبر 2020 (شينخوا) أصبحت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين أكبر منصة في العالم للتعاون الدولي، حيث توفر للدول، وخاصة أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون، فرصا للتنمية، حسبما ذكر خبيران روسيان لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيشارك في الاجتماع الـ20 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في بكين يوم الثلاثاء بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وستستضيف روسيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون، الاجتماع عبر وصلة فيديو هذا العام.
ومنذ أن اقترح الرئيس شي مبادرة البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير في جامعة نزارباييف في قازاقستان في عام 2013، وجدت مبادرة الحزام والطريق صدى ودعما متزايدا من البلدان في جميع أنحاء العالم.
وقال يوري تافروفسكي، رئيس مجلس الخبراء التابع للجنة الروسية الصينية للصداقة والسلام والتنمية، إن مبادرة الحزام والطريق، حاليا، على خلفية وباء كوفيد-19 والصعوبات الاقتصادية العالمية المستمرة، لها أهمية عملية.
وأفاد تافروفسكي "لقد وجه الوباء ضربة مدمرة للبشرية جمعاء. ولكن عواقب الكارثة الطبيعية العالمية تشعر بها بشدة بلدان العالم الثالث. فلديهم موارد قليلة للتغلب على الوضع الميؤوس منه المتمثل في الانخفاض الحاد في أسواق منتجاتهم، وزيادة عبء الديون ونقص الأموال لمكافحة فيروس كورونا الجديد واستعادة الإنتاج".
وشدد على أنه في ظل هذه الظروف، تُعلق آمال كبيرة على الصين ومبادرة الحزام والطريق.
وأضاف تافروفسكي أنه "كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في حفل افتتاح الاجتماع السنوي الخامس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عبر وصلة فيديو في 28 يوليو، فإن الدعم المتبادل والتعاون في التضامن هما السبيل الوحيد للبشرية للتغلب على الأزمات".
وذكر تافروفسكي أن الدول التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق مسرورة لرؤية الصين تواصل الالتزام بمُثل وأهداف المبادرة، ورؤية إجراءات بكين -- استئناف العمل في مشاريع البنية التحتية والصناعية المشتركة وزيادة استخدام البنية التحتية الرئيسية للنقل.
وأشار الخبير إلى أن المساعدات الإنسانية المقدمة من الصين "قُبلت بامتنان" أيضا من جانب شركاء مبادرة الحزام والطريق -- الأدوية ومعدات المستشفيات والمشورة من الأطباء وعملهم.
وفي حين وصف مبادرة الحزام والطريق بأنها "المشروع الرئيسي للقرن الـ21"، أوضح تافروفسكي أن المبادرة قد زودت العالم بأكبر منصة للتعاون الدولي وأصبحت منتجا اجتماعيا هاما تستطيع الصين تقديمه.
وقال إن "الصين عملت بشكل مكثف على تعزيز الترابط والانفتاح والشمول".
ولفت تافروفسكي إلى أنه في الفترة من 2014 إلى 2019، استثمرت الصين 41 مليار دولار أمريكي في مجمعات صناعية للتعاون الاقتصادي والتجاري في هذه الدول، مبينا أن المبادرة شملت 1800 مشروع في دول يقطنها 40 في المائة من سكان العالم.
وقال ألكسندر لومانوف، نائب مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن "مبادرة الحزام والطريق تعد مشروعا إيجابيا وواعدا للغاية".
وأضاف لومانوف أنه "على مدى سبع سنوات، أصبحت مبادرة الحزام والطريق القوة الدافعة وراء التنمية الاقتصادية ليس فقط لعشرات الدول، ولكن لمناطق بأكملها، بل وحتى قارات. وقد أرست هذه الإنجازات الأسس لمزيد من التحولات القادمة".
ولدى إشارته إلى أن باكستان استفادت كثيرا من مبادرة الحزام والطريق حيث تم استثمار مبالغ ضخمة من الأموال في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، قال إنه "بمجرد اكتمال هذا المشروع، سيكون له تأثير واسع وإيجابي على تنمية الاقتصاد الباكستاني".
وأفاد الخبير "لقد وجه الوباء ضربة قاسية للاقتصاد. ولكن مثلما حدث بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، تتحول الصين الآن إلى دولة رائدة فيما يتعلق بإحياء الاقتصاد العالمي".
ولفت لومانوف إلى أن دور الصين كمحرك للنمو الاقتصادي العالمي، ونمو الاقتصادات الإقليمية، بما في ذلك جنوب آسيا وأوراسيا، يكتسب زخما ملحوظا.