القاهرة 4 أكتوبر 2020 (شينخوا) اتفق خبراء مصريون شاركوا في مؤتمر أقيم مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة أن مفهوم الصين لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية له أهمية كبيرة في دفع بناء نوع جديد من العلاقات الدولية في الفترة ما بعد الجائحة، مجمعين أن مبادرة الحزام والطريق قدمت منهجا للتعاون الدولي لمواجهة الأزمات.
وأكد الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق أن مبادرة الحزام والطريق قدمت منهجا للتعاون الدولي لمواجهة الأزمات وفي مقدمتها كوفيد-19، قائلا إن المبادرة أصبحت منصة مهمة للتعاون الدولي اعتمادا على مبدأين مهمين للغاية وهما التواصل من خلال البنية الأساسية والتناغم من خلال تنسيق السياسات، بالإضافة إلى تسهيل التجارة والاستثمار وتكامل التمويل والتواصل والتفاهم بين الشعوب.
وذكر أن من أهم محاور مبادرة الحزام والطريق المحور الصحي، مؤكدا على أهمية مشاركة معلومات الأوبئة وتبادل تقنيات الوقاية والعلاج وتدريب الكوادر الطبية وتطوير القدرات اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ التي تهدد الصحة العامة.
وأشار إلي أن نجاح الصين في التعامل مع أزمة كوفيد-19 لم يأت من فراغ ولم يكن وليد اللحظة، وإنما نظرا لامتلاكها لاستعدادات كبيرة باعتبارها دولة صاحبة حضارة إنسانية عريقة تهتم بصحة الإنسان.
ولفت إلى الدور التنموي الكبير الذي تلعبه الصين في القارة الأفريقية، ومساعدة دول القارة على تعويض ما استنزف منها خلال فترات الاحتلال وإعادة بناء إمكانياتها الاقتصادية وقدراتها البشرية.
وتطرق رئيس وزراء مصر الأسبق إلى مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك، واصفا إياه بأنه مفهوم عميق وعريق تناولته الحضارة الصينية، وفي كل الحضارات والأديان والتيارات الفكرية، منوها بأنه لم يعد خاصا بدولة معينة وإنما أصبح مفهوما دوليا بعد تبني الأمم المتحدة له، ويمكن البناء عليه في تأسيس منهج جديد للعلاقات الدولية.
بدوره، أكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية أن مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يؤسس لنوع جديد من العلاقات الدولية وساعد الصين على تجاوز أزمة كوفيد-19، وهو يرتبط بالرؤية الصينية للحوكمة العالمية.
وأضاف أنه وفقا لمفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية فإن الصين تدافع عن تعزيز نوع جديد للعلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل، ويستند إلى مبادئ الإنصاف والعدالة والتعاون على أساس المنافع المتبادلة.
وأشار إلى تأكيد الصين على أن هذه المقاربة الجديدة في العلاقات الدولية تعد مسؤولية مشتركة ومهمة تاريخية لكل بلدان العالم، خاصة وأنه في ظل المخاطر المتعددة الماثلة في عالم اليوم، لا توجد دولة واحدة مهما بلغت قوتها، تستطيع بمفردها مواجهة المشكلات الدولية.
وتحدث عن مدى ارتباط الملامح الأساسية لدبلوماسية المساعدات الإنسانية الصينية خلال الجائحة بمفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، والتي تمثلت في بذل الصين جهودا كبيرة في تفعيل آليات دبلوماسية متعددة الأشكال لتقديم هذه المساعدات للعديد من الدول النامية في مختلف مناطق العالم.
كما شاركت الصين خبرتها الناجحة في التعامل مع الوباء والسيطرة عليه واحتوائه، من خلال تعزيز تواصلها الدبلوماسي مع الدول الأخرى من خلال مؤتمرات عبر الفيديو لتبادل الدروس المستفادة حول مكافحة تفشي الوباء.
وشدد على أن دبلوماسية المساعدات الصينية شملت اتصالات مكثفة على المستوى الرئاسي، وكذلك الوزاري، بقيادات عدد كبير من الدول الصديقة، حيث تم التأكيد على التضامن والتعاون الدولي لمواجهة الجائحة والتعامل مع آثارها، بما فيها التعاون المشترك لإنتاج اللقاح اللازم لوقفها. وكذلك نوقشت قضايا التعاون لمواجهة الجائحة وبعض المبادرات الصينية مثل "طريق الحرير الصحي".
وتابع عزت قائلا "لقد لعبت بكين دورها بمهارة من خلال دبلوماسية نشطة متعددة الأبعاد، على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، ولم ينافسها في ذلك أية قوة أخرى رغم قيام دول أخرى بتقديم مساعدات".
ولفت إلى أنه رغم قيام الصين بتقديم دعمها ومساندتها للعديد من دول العالم ارتباطا بالجائحة، ونجاحها الكبير في إدارة أزمة الوباء في الداخل والخارج على السواء، إلا أنَها لم تدَعِ زعامتها للعالم، مؤكدةً أن الأزمة ليست في العولمة وإنما هي في نظام الحوكمة العالمية الحالي بأبعاده الاقتصادية والسياسية.
ونبه بأن الولايات المتحدة لا تبدو مستعدة لأخذ مصالح القوى الاقتصادية الصاعدة في الاعتبار، متبنية مقاربة تقوم على التنافس الدولي بدلا من التعاون، والعمل على إضعاف أو حتى التخلِي عن مسؤولياتها وتعهُداتها في مجالاتٍ عديدة لاسيَما التعاون في الأطر المتعددة الأطراف عموماً.
وشدد على أنه في إطار مفهوم بناء جماعة تتشاطر مستقبل البشرية، ثمَة ركيزة هامة لهذا المفهوم تتمثل في تعزيز نوع جديد للعلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والأمانة والإنصاف والعدالة والتعاون على أساس المنافع المتبادلة.
وطالب بالنظر إلى مبادرة الحزام والطريق كجسر يربط الحاضر بالمستقبل، وهو ما يساعد على خلق إطار جديد للتعاون الدولي ويُمثِل إضافة جديدة للتنمية المشتركة.