بكين 23 سبتمبر 2020 (شينخوا) أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددا التزام الصين بتعاون عالمي أوثق وتعددية أقوى في الاجتماعات رفيعة المستوى للأمم المتحدة من أجل مواجهة التحديات في حقبة ما بعد الوباء.
وأثناء مخاطبته زعماء العالم يومي الاثنين والثلاثاء، شرح الرئيس شي مفاهيمه ومقترحاته عبر رابط فيديو حول كيفية معالجة الأزمات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا الجديد، وتعاظم الأحادية والحمائية، والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية.
وقال ستيفن بيري، رئيس نادي مجموعة الـ48 البريطانية، إن "الرئيس شي جمع العالم معا حول خطة ورؤية بشأن كيفية العمل"، مضيفا "إنه منارة الأمل في لحظة مظلمة للكوكب. وآمل أن يتمكن من ضم قادة وطنيين آخرين معه والتركيز على جعل العالم يعمل بشكل صحيح".
--حشد التضامن
ولدحر الوباء الذي أصاب أكثر من 30 مليون شخص وأودى بحياة ما يقرب من مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولتنشيط الاقتصاد العالمي في أقرب وقت ممكن، دعا الرئيس شي المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية للناس والحياة، وتعزيز التضامن وتبني تدابير مكافحة شاملة وطويلة الأجل، لتجاوز أزمة الصحة العامة العالمية معا.
وخلال المداولات العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، شدد الرئيس شي على رفض أي محاولة لتسييس الوباء أو الوصم، قائلا إنه يتعين على الدول أن تبدي الاهتمام باحتياجات البلدان النامية وتلبيها، وخاصة البلدان الأفريقية.
وقال دونالد روشامبوا، الباحث في مركز أبحاث التبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين وأفريقيا في زيمبابوي، إن الجنس البشري يمكنه فقط أن يحقق النصر النهائي في مكافحة الفيروس عندما تتحد الدول في جميع أنحاء العالم معا وتساعد بعضها البعض وتكافح الوباء بشكل مشترك، مشيرا إلى أن الصين لعبت دورا مثاليا في هذا الصدد.
وأشار جيولا ثورمر، رئيس حزب العمال المجري، إلى أن فيروس كورونا الجديد الذي يجتاح العالم هو عدو مشترك للبشرية، و"لا يمكن للمجتمع الدولي أن ينتصر على الوباء إلا من خلال دعم مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
وتذكرنا جائحة كوفيد-19 بحقيقة أن جميع البلدان مرتبطة ارتباطا وثيقا وتشترك في مستقبل مشترك. وفي مواجهة الفيروس غير المعروف سابقا، شاركت الصين بنشاط في المكافحة العالمية لكوفيد-19 من خلال تبادل المعلومات وخبراتها القيمة في مكافحة الأمراض وعلاجها، وتوفير الإمدادات الطبية للبلدان المتضررة بشدة، والمشاركة في البحوث العلمية العالمية، واستئناف الأعمال التجارية بطريقة منظمة للحفاظ على تشغيل سلاسل التوريد العالمية.
وقال الحاج عليون ضيوف، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للإدارة في السنغال، إن الانتعاش المطرد للاقتصاد الصيني "سيسهم في استقرار الاقتصاد العالمي وتحسين بيئة الأعمال".
--حث على التعاون
وفي معرض حثه على التعاون، قال الرئيس شي "لن يكون كوفيد-19 آخر أزمة تواجه البشرية، لذلك يجب أن نتعاون ونستعد لمواجهة المزيد من التحديات العالمية".
ومن المتوقع أن تلعب الأمم المتحدة، قلب التعددية، دورا أكبر وأكثر فاعلية في معالجة القضايا العالمية، حيث تقوض الأحادية والحمائية أسس الاقتصاد العالمي ونظام الحوكمة.
وقال الرئيس الصيني في اجتماعات الأمم المتحدة إنه يتعين على الدول ألا تتجنب تحديات العولمة الاقتصادية ويجب أن تواجه القضايا الرئيسية مثل فجوة الثروة وفجوة التنمية.
وقال الرئيس شي "يجب أن نبقى أوفياء للتعددية وأن نحمي النظام الدولي، والأمم المتحدة في القلب منه" ، مشددا على أن الحوكمة العالمية يجب أن تقوم على مبادئ التشاور المكثف والتعاون المشترك والمنافع المشتركة، لضمان تمتع جميع الدول بحقوق وفرص متساوية واتباع نفس القواعد.
وقال وليام جونز، رئيس مكتب واشنطن لنشرة مراجعة الاستخبارات التنفيذية الأمريكية، إن الرئيس شي "اختار طريق العمل متعدد الأطراف، والعمل مع الدول الأخرى، والتعامل مع كل دولة على قدم المساواة، وهو ما يشكل أساسا لعمل الأمم المتحدة".
وقالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنها تتفق مع رؤية الصين لتحسين الحوكمة العالمية.
وأضافت أن "الصين تسعى إلى بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتميز بالاحترام المتبادل والتعاون العادل والمربح للجميع"، مما سيساعد في بناء عالم "مفتوح وشامل ونظيف".
--تعهد بالعمل
وفي سعيها لتحقيق التنمية المشتركة في عالم أفضل، قطعت الصين تعهدات وطابقت أفعالها مع أقوالها. وفي عام 2015، عندما احتفلت الأمم المتحدة بالذكرى السبعين لتأسيسها، أعلن الرئيس شي عن سلسلة من المبادرات والإجراءات لدعم الهيئة التي تضم 193 دولة، وقد تم تنفيذها جميعا حتى الآن.
وبعد خمس سنوات، وضع الرئيس شي أربعة إجراءات رئيسية أخرى للمساعدة في مكافحة الوباء، وتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وتعزيز التنمية المستدامة العالمية.
وسيشهد عام 2020 نجاح الصين في التخفيف من حدة الفقر والوفاء بالهدف المحدد في أجندة التنمية المستدامة للعام 2030 قبل 10 سنوات من الموعد المحدد. وبهدف بناء مستقبل مشترك، تسعى الصين جاهدة لخلق محركات جديدة للتنمية المشتركة من خلال منصات مختلفة مثل مبادرة الحزام والطريق.
وقال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة ((كون))، إن تجربة الصين في التخفيف من الفقر يمكن أن تقدم نموذجا جيدا ومفيدا للدول النامية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وقال كون "لا يوجد شيء أكثر أهمية في العالم من حيث المساواة والإنصاف والاستدامة من التخفيف من حدة الفقر، وفي هذا الصدد يقدم برنامج تخفيف حدة الفقر في الصين مساهمة حيوية".
علاوة على ذلك، تعهدت الصين باتخاذ نهج أكثر قوة وفعالية في سعيها لتحقيق التنمية الخضراء والمستدامة. وتهدف الصين إلى بلوغ ذروتها في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، وفقا للرئيس شي.
وقال جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا والمستشار البارز للأمم المتحدة، إنه يتوقع أن تحقق الصين الهدف حتى قبل الموعد المحدد، "لأن الصين بصدد إنشاء تقنيات ذات مستوى عالمي" في مجال الطاقة الخضراء والصناعات عالية التقنية.