شركات عالمية تبدي قلقها من مخلفات العقوبات الامريكية على هواوي

18 سبتمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بعد أن دخلت العقوبات الأمريكية على شركة هواوي حيز التنفيذ في 15 سبتمبر الجاري، سلطت العديد من وسائل الاعلام الضوء على الشركات المتضررة بسبب العقوبات. حيث ذكرت صحيفة نيكاي اليابانية، أن صادرات القطع الالكترونية في الشركات اليابانية قد تراجعت بتريليون ين باباني. وقالت إن الشركات اليابانية ستدفع تكلفة باهظة بسبب الحظر الأمريكي على هواوي.

في هذا الصدد، قال تشين يان، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث المؤسسات اليابانية في الصين، إن العديد من رواد الأعمال اليابانيين الذين يصنعون شرائح الذاكرة وعدسات الهواتف المحمولة، أبدو أنه من الصعب ايجاد زبون بديل يمتلك نفس حجم شركة هواوي. ويضيف بأن المتطلبات العالية لهواوي على التكنولوجيا وجودة المنتج، مثّلت حافزا قوية على البحث والتطوير وتحسين المنتج بالنسبة للشركات اليابانية.

ووفقًا لاحصاءات صناعة أشباه الموصلات الكورية، فإن تواصل الحظر على الصادرات الى هواوي لأكثر من سنة، سيكلف شركات صناعة أشباه الموصلات الكورية خسارة بقرابة 10 تريليون وون كوري سنويا. 

وقالت صحيفة "اقتصاد كوريا" في افتتاحيتها في 17 سبتمبر الجاري، أن الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، يحتّم على كوريا الجنوبية الاستعداد للتغيّرات التي ستطرأ على السلسلة الصناعة بأكملها. ترى المواقف المتفائلة، بأن الشركات الصينية الأخرى، مثل شياومي سوف تسد فجوات الطلب التي ستتركها هواوي. كما قد تحصل الشركات الكورية المنتجة للهواتف الذكية ومعدات الاتصالات على أرباح؛ ومع ذلك، فإن النظرة المتشائمة ترى في أن العقوبات الأمريكية المستقبلية ضد الصين لن تتوقف عند هواوي. بل حتى في المناطق التي ستستبعد فيها الشركات الصينية، ستواجه الشركات الكورية منافسة شرسة من الشركات الأوروبية والأمريكية.

وترى الأوساط المهنية في سلسلة التوريد، العقوبات المفروضة على هواوي ستؤثر على صناعة أشباه الموصلات العالمية، وستتأثر الشركات الأمريكية أيضًا. مما سيؤدي إلى انخفاض خطير في حصة الشركات الأمريكية في السوق الصينية. وفي يونيو من العام الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قيمة التكنولوجيا التي تشتريها هواوي من الشركات الأمريكية سنويا تقارب 11 مليار دولار. ووفقًا للبيانات التي نقلتها وسائل الإعلام الغربية، على غرار وكالة رويترز، فإن شركات فلاكس، وبرادكوم وكولكوم وساغيت تكنولوجي وكورنينغ وانتل وكورفو وميكرون تكنولوجي وكورنينغ وسكاي وركس وآدي، تأتي ضمن قائمة أكبر عشرة موردين لهواوي. وتمثل المداخيل المتأتية من هواوي 47% من ايرادات شركة نيوفوتونيك الأمريكية.

من منظور عدد موردي هواوي العالميين، تمتلك الولايات المتحدة 23 موردا، حيث تأتي ثانية بعد الصين (30 مورّدا). وهوما دفع جمعية صناعة أشباه الموصلات الأمريكية للإعراب عن انتقاداتها العلنية للعقوبات الأمريكية على هواوي. معتبرة بأن الحظر سيتسبّب في أضرار جسيمة لصناعة أشباه الموصلات الأمريكية ويسبب حالة من عدم اليقين الخطيرة في سلسلة التوريد.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية هذا العام أنه إذا حافظت الولايات المتحدة على قيود "قائمة الكيانات" الحالية، فإن الشركات الأمريكية المعنية، ستفقد 8٪ من الحصة العالمية و16٪ من الإيرادات. إذا حظرت الولايات المتحدة تمامًا شركات أشباه الموصلات من البيع للعملاء الصينيين، فسيؤدي ذلك في الواقع إلى "الانفصال التكنولوجي" عن الصين، وستفقد 18٪ من حصتها العالمية و37٪ من الإيرادات. كما سيؤدي انخفاض الدخل حتماً إلى انخفاض حاد في البحث والتطوير والانفاق على البحث، وسيؤدي إلى خسارة ما بين 15000 إلى 40000 وظيفة تتطلب مهارات عالية.