بيروت 8 سبتمبر 2020 (شينخوا) تعهد رئيس الوزراء الايطالي جوسيبي كونتي اليوم (الثلاثاء)، بأن تبقى بلاده في "الخطوط الأمامية" لمساعدة لبنان بعد الانفجار المدمر الذي ضرب مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، معربا عن أمله بتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن.
ووصل رئيس الوزراء الايطالي إلى لبنان اليوم في زيارة تضامنية تستمر يومين، حيث التقى الرئيس ميشال عون.
وأكد كونتي في تصريح بعد الاجتماع أن "إيطاليا تحترم سيادة الشعب اللبناني وستبقى بقربه وتأمل أن يتم تأليف حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن".
واعتبر كونتي أن "تشكيل الحكومة الجديدة هو لإطلاق عملية إعادة الاعمار ولأن يكون هناك أيضا برنامج إصلاحي يستجيب للمطالب المحقة للمواطنين وللمجتمع المدني".
ورأى أنه "يمكن أن تلتزم السلطات اللبنانية بمسار تجددي للمؤسسات وللحوكمة وفق مطالب هيئات المجتمع الدولي والمواطنون منذ زمن".
وأشار الى أنه "يحق للبنان بمستقبل ينعم فيه بالسلام والازدهار"، داعيا إلى "بناء هذا المسار" مؤكدا أنه "يمكن للبنان أن يعتمد على إيطاليا وعلى دورها الأوروبي والدولي".
وأكد أن "إيطاليا سستساهم بدعم استقرار النمو الاجتماعي والاقتصادي للبنان"، مشيرا إلى "الصداقة والروابط المتينة التاريخية بين إيطاليا ولبنان".
وقال "حان الوقت للنظر الى الأمام بالرغم من المآسي والالام ولبناء الثقة بين المواطنين أنفسهم وأيضا بينهم وبين المؤسسات لكتابة صفحة جديدة في تاريخ لبنان".
ولفت الى أن حادثة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي هزت الأسرة الدولية بأجمعها وأن "إيطاليا كانت وستبقى في الخطوط الأمامية، خصوصا في اطار الاستجابة في مرحلة الطوارئ، الحالية وفي مرحلة إعادة الاعمار المقبلة".
وأضاف "تدخلنا على الفور من خلال الدفاع المدني الإيطالي وارسال المساعدات الصحية والطبية الى لبنان واطلاق عملية إنسانية هي (طوارئ الأرز) التي أرسل خلالها مستشفى ميداني عسكري بقدرات متطورة جدا اضافة الى ارسال فرق من فوج الهندسة في الجيش الإيطالي للمساهمة في عملية إزالة الركام في مرفأ بيروت".
بدوره شكر الرئيس اللبناني خلال اللقاء، ايطاليا على ارسالها أسطولا جويا وبحريا وفريق انقاذ سيارات إطفاء ومساعدات بقيمة تقارب 24 مليون يورو لاغاثة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.
وتمنى عون ان "تساهم إيطاليا مع المجتمع الدولي في تنمية لبنان لأنه لن يستطيع النهوض من دون دعم المجتمع الدولي".
ومن المنتظر أن يطلع كونتي على عمليات الإغاثة ورفع الأنقاض والمهمات الإنسانية الأخرى التي تقوم بها مجموعة من الجيش الإيطالي حضرت خصيصا لهذه الغاية.
وكان انفجار مرفأ بيروت قد نتج وفق تحقيقات أولية عن حريق طاول 2700 طن من نترات الأمونيوم المخزنة من دون وقاية مما أوقع 191 قتيلا وما يزيد على 6500 جريح بالإضافة إلى أضرار مادية ضخمة في العاصمة اللبنانية قدرت بنحو 15 مليار دولار .
وأثار الانفجار احتجاجا وغضبا شعبيا واسعا حمل الطبقة السياسية مسؤولية الاهمال والتقصير في الشؤون العامة ما دفع حكومة حسان دياب للاستقالة في 10 أغسطس الماضي حيث كلف الرئيس عون مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة بعد أن حصل على غالبية 90 صوتا من أصل 120 من اعضاء البرلمان.
وأتى انفجار المرفأ في وقت يواجه فيه لبنان أزمات متعددة ومتشابكة حيث أدت الأزمة الاقتصادية الى تزايد الفقر والبطالة والتضخم المالي وانهيار العملة الوطنية .