عرض آخر الإنجازات في تطبيق التقنية الذكية في المجال الطبي في جناح الروبوت لمعرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات. الصورة: صحيفة بكين اليومية |
تسارعت التغيرات الكبرى التي شهدها العالم والتي لم نشهدها منذ قرن في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وتقف البشرية مرة أخرى على مفترق طرق التاريخ في ظل انتشار وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورنا الجديد (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم، ومواجهة العولمة الاقتصادية تيارًا معاكسًا، والتصادم بين تعددية الأطراف والأحادية، والتصادم بين الإنصاف والعدالة والقوة المهيمنة. وقد بات من الضروري بناء توافق في الآراء للتوافق مع اتجاه زمن السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
بعد معرض كانتون، سيفتتح معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات (سيفتيس) في بكين في 4 سبتمبر الجاري. وفي نوفمبر، ستنعقد الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) كما هو المقرر. لهذا، وفرت الصين منصة الاتصال الأكثر ندرة بالنسبة للمجتمع الدولي من خلال مجموعة من الإجراءات الافتتاحية الشاملة والثلاثية الأبعاد.
أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى للخبراء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي عقد قبل أيام قليلة، إلى أن الصين ستدخل مرحلة جديدة من التنمية خلال فترة "الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، مشددًا على ضرورة "التعرف بدقة على التغييرات، والاستجابة العلمية، والسعي بنشاط للتغيير، والتحلي بالشجاعة في الإبحار، والبراعة في تحويل الأزمة إلى فرصة ".
ويرسل هذا الاستنتاج المهم رسالة واضحة إلى العالم، بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن استغلال إمكانات الطلب المحلي وتوسيع الانفتاح هما قوى دافعة لا غنى عنها لتنمية الصين. واستنادًا إلى تقاطع مصالحها الخاصة مع العالم، كانت الصين دائما بناة السلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، المدافع عن النظام الدولي.
باعتباره أكبر معرض شامل في مجال تجارة الخدمات العالمية، فقد تم عقد معرض سيفتيس بنجاح لمدة 6 دورات، ولكن الدورة لهذا العام لها مغزى خاص. وفي ظل توقف المعارض الكبيرة ومشاريع التعاون الدولي الأخرى بسبب الوباء، ولم تتغير رغبة المجتمع الدولي في التبادلات، ولم يتغير الطلب على التعاون، ولم تتغير التطلعات من أجل التنمية. ويحتاج العالم أكثر من أي وقت مضى إلى قوة رائدة تتغلب على الحواجز وتعزز التواصل. ومن أجل ضمان عقد معرض سيفتيس عبر الإنترنت ومفصل الانترنت بنجاح في الوقت نفسه، قامت الصين بالكثير من الاستعدادات الدقيقة. ومن المؤكد أن يؤدي هذا الحدث الكبير إلى زيادة فتح السوق الصينية أمام المستثمرين العالميين وتعميق التعاون الدولي.
بالنسبة للصين، في فترة التغيرات المضطربة في العالم، فإن بناء جدرانها الخاصة وتحقيق المصالح على حساب الجيران ليس خيارها، وأن تكون وحيدًا متميزا ليس هدفها. وهذا العام، رفعت الصين الحظر المفروض على نسبة الاستثمار في المؤسسات الأجنبية، وخففت من وصول البنوك الأجنبية، وعززت بقوة بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة ... وتم تنفيذ عدد من الإجراءات الافتتاحية الجديدة الواحدة تلو الأخرى، وبرز الوضع الجيد يتقدم فيه متكاملا بين الإصلاح والانفتاح.
وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن "في الوقت الحالي، الاتجاه الدولي للحمائية آخذ في الارتفاع، لكن يجب علينا الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، والالتزام بالتعددية وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، والتخطيط للتنمية بانفتاح وتعاون مربح للجميع، وتعزيز الاقتصاد العالمي بثبات، والتنمية نحو اتجاه مفتوح وشامل ومتوازن ومربح للجميع، وتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح ".
تبذل الصين قصارى جهدها في الوقت الحالي، للحفاظ على استقرار السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية، ومساعدة البلدان على مكافحة الوباء وتعافي اقتصاداتها. وفي النصف الأول من العام، سار قطار الشحن الصيني الأوروبي "متسارعًا" ضد الرياح، وزاد عدد الخطوط المفتوحة، وحجم البضائع المرسلة بشكل كبير على أساس سنوي، حيث تم تسليم 3.67 مليون و27 ألف طن من مواد الوقاية من الأوبئة. وأطلق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية "صندوق التعافي من أزمة كوفيد-19". والى حدود نهاية يوليو، تم زيادة حد التمويل إلى 13 مليار دولار أمريكي وقدم 5.9 مليار دولار أمريكي كمساعدات إلى 12 دولة.
في سياق الأزمة، اقترحت الصين "تشجيع تشكيل نمط تنموي جديد مع التركيز على التنمية المحلية، والتكامل والتنمية المتبادلة المحلية والأجنبية." ويشير نمط تنموي جديد إلى مستوى أعلى من التنمية، كما يشير إلى مستوى أعلى من الانفتاح على العالم الخارجي. ويهدف إلى فتح باب البلاد للبناء ومشاركة مزايا السوق الصينية الكبيرة الحجم وإمكانات الطلب المحلي مع العالم.
وبالنظر إلى التاريخ، شرعت الصين في طريق الإصلاح والانفتاح وسط الصعوبات، وواصلت المضي قدمًا على هذا الطريق العظيم، وخلقت معجزة التنمية التي غيرت تاريخ البشرية. ونتطلع إلى المستقبل، حيث طالما آمنت الصين بأن الإصلاح لا يزال هو المفتاح الذهبي للغد، والانفتاح لا يزال جواز سفر المستقبل بغض النظر عن مدى الصعود والهبوط على الطريق.
إن الصين التي تعمق بشكل ثابت الإصلاحات وتوسع الانفتاح سيكون لها علاقات أوثق مع الاقتصاد العالمي وستواصل العمل مع البلدان الأخرى لكتابة فصل رائع من الانفتاح والتعاون والمنفعة المتبادلة.