بقلم/ شينغ هو يوان، نائب مديرة مركز الدراسات الصيني لخدمات استعانة بمصادر خارجية
ترجمة: صحيفة الشعب اليومية بالعربية
عادة ما يفكر الانسان في استيراد وتصدير البضائع عندما يتعلق الامر بالتداول. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تجارة الخدمات ذات أهمية متزايدة في الصين وفي العالم مع ميل الاقتصاد العالمي نحو صناعة الخدمات، وخاصة إعادة الهيكلة الاقتصادية في الصين. ويعقد "معرض الصين الدولي للخدمات التجارية 2019" في بكين خلال الفترة من 28 مايو إلى 1 يونيو، وهو مثال حي على توسع انفتاح صناعة الخدمات في الصين.
وفقًا للاتفاقية العامة لمنظمة التجارة العالمية بشأن التجارة في الخدمات، تشمل تجارة الخدمات خدمات الأعمال وخدمات التوزيع والخدمات المالية وخدمات النقل وخدمات الاتصالات والخدمات التعليمية والخدمات الصحية والخدمات الثقافية والترفيهية وخدمات التشييد والخدمات البيئية والخدمات السياحية وغيرها من الخدمات، وتنقسم 12 إدارة كبيرة إلى أكثر من 150 قطاعًا فرعيًا.
إن تطوير صناعة الخدمات لا يمكن أن يوفر قاعدة صناعية قوية لصادرات الخدمات فحسب، بل يوفر أيضًا وظائف لا تعد ولا تحصى (على سبيل المثال، 86٪ من العمالة في صناعة الخدمات الأمريكية). ونظرًا لأن القيمة المضافة لصناعة الخدمات الأعلى عمومًا من الصناعات الأولية والثانوية، فإن تطوير تجارة الخدمات يمكن أن تفوز بقيمة مضافة الأعلى في نظام سلسلة القيمة العالمية. علاوة على ذلك، أصبحت صناعة الخدمات الحديثة أكثر انتشارًا وأعمق تكاملا في الزراعة والتعدين والتصنيع، وأصبحت محركًا جديدًا يؤثر على تطوير الصناعات التقليدية وحتى الإدارة الاجتماعية مع التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات، لا سيما عصر إنترنت. وفي عالم اليوم، تعد تجارة الخدمات علامة على التقدم الصناعي وعلامة على التنافسية الدولية.
تعد الصين ثاني أكبر دولة في العالم في مجال تجارة الخدمات، لكن نسبة قيمة الإنتاج في صناعة الخدمات أقل من المتوسط العالمي، ولا يزال تطوير خدمات الإنتاج ذات الصلة بالزراعة والصناعة، وخاصة خدمات البحث والتصميم متخلفة عن العصر، مما يؤثر على مستوى جودة صناعة التصنيع في الصين إلى حد ما. وفي الوقت نفسه، لا تزال صناعة الخدمات التي تنطوي على الحياة اليومية غير قادرة على تلبية الاحتياجات وعيش حياة أفضل للناس، خاصة في ظل توسع الطلب على الخدمات المتعلقة بصحة الناس والترفيه والتعليم والسياحة بعد حل مشكلة الغذاء والملابس، مما يؤدي نموا كبيرا في استيراد الخدمات.
استمر العجز الهائل في تجارة الخدمات في الصين في النمو على مدار العشرين عامًا الماضية، مما عوض معظم الفائض التجاري للبضائع، وأثر على ميزان مدفوعات الصين أيضا. لذلك، بات من الضروري تطوير صناعة الخدمات بنشاط، وتوسيع نطاق انفتاح صناعة الخدمات، وتشجيع صادرات الخدمات بقوة من أجل توسيع نطاق التوظيف، ومنع المخاطر الخارجية، وتحقيق تنمية عالية الجودة.
معرض الصين الدولي للخدمات التجارية منصة للتطور المفتوح لتجارة الخدمات العالمية
تمشياً مع التغيرات العميقة في التقسيم الصناعي الدولي لنظام العمل ونظام سلسلة القيمة، واصلت الصين تعزيز الانفتاح في صناعة الخدمات من أجل تلبية احتياجات التنمية ذات الجودة العالية للاقتصاد المحلي والمجتمع. حسب التقديرات، ستستورد الصين 10 تريليونات دولار أمريكي من الخدمات خلال الـ 15 سنة القادمة. ومقارنةً بالسنوات السابقة، يتمتع معرض الصين الدولي للخدمات التجارية لهذا العام بمستوى عالٍ من التدويل وعلى نطاق أوسع، مما يدل كذلك على عزم صناعة الخدمات في الصين على توسيع انفتاحها.
من المتوقع أن ألا يؤدي افتتاح وتطوير تجارة الخدمات في الصين إلى إضافة ديناميكية جديدة إلى التنمية العالية الجودة للاقتصاد الصيني فحسب، بل سيوفر فرصًا هائلة للتنمية في العالم أيضًا. وفي المستقبل، لن تستورد الصين المزيد من الخدمات فحسب، بل ستزيد أيضًا من فرص الأعمال للمستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار في الصين، حيث سيكون طلاب الجامعات أكثر نشاطًا في التوظيف وريادة الأعمال، كما سيتم دمج صناعات الخدمات الحديثة مثل تكنولوجيا الواقع الافتراضي والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي والإنترنت الصناعي بشكل أكبر في الصناعات التقليدية، لتحسين مستويات التصنيع بشكل كبير، وتلبية الاحتياجات المادية والروحية للسكان إلى حد أكبر.