بكين أول سبتمبر 2020 (شينخوا) مع تنمية الاقتصاد والمجتمع، أصبحت التقنيات الجديدة أحد أهم العوامل التي تدفع تطوير العلوم والتكنولوجيا ونهضة البلاد. وباعتباره جزءا مهما من التقنيات الجديدة، يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في عصر الأرقام. والآن مع مضي العالم العربي على طريق تحقيق نهضة الأمة، تهتم الدول العربية بدراسة الذكاء الاصطناعي وتنميته.
--الذكاء الاصطناعي: جاري تطبيقه في بلدان عربية
في مطعم وكافيه "كيمبو" في حي مدينة نصر، شرق العاصمة المصرية القاهرة، يقف روبوت يطلق عليه اسم "موزو"، وهي كلمة إسبانية تعني نادل، لاستقبال الزبائن وتلقي طلباتهم.
"إنها لتجربة مثيرة أن أتعامل مع روبوت يقدم الطلبات، ما يقلل من الاحتكاك البشري"، هكذا قال محمد بسام أحد زبائن المطعم لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يضغط على شاشة الروبوت لاختيار وجبته.
وأضاف بسام، وهو موظف في أحد البنوك، أن "موزو" سيجذب انتباه الكبار والصغار الذين سيحبون هذه التجربة الجديدة، مشيرا إلى أنه يتمنى رؤية المزيد من الروبوتات في المطاعم والمحال الكبرى في مصر، مثلما هو الحال في العديد من الدول الأوروبية والصين واليابان.
وتابع قائلا "نحن قلقون من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، لكن الروبوت منحنى إحساسا بالأمان لأنه يقلص الاحتكاك البشري".
وانطلاقا من الالتزام بالتباعد الاجتماعي، تحدث خبر نشرته صحيفة ((البيان)) الإماراتية عن خوذة ذكية زوّدت بها "إسعاف دبي"، المسعفين، أخيراً، للكشف عن مصابي فيروس كورونا الجديد حيث وضعت في تصرف خط الدفاع الأول ضد الفيروس، إذ أنها قادرة على استشعار وقياس درجة حرارة جسم كل من يمر بالقرب من المسعف الذي يرتديها. وهذه الخوذة تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي في طبيعة عملها.
وكجزء من الإجراءات الإضافية لمكافحة انتشار كوفيد-19، تختبر شرطة دبي تقنية الكشف الجديدة، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإماراتية المحلية. ففي مقطع فيديو جديد نُشر على حساب إنستغرام الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، شوهد ضابط يقوم بتجربة خوذة ذكية تتمتع بكاميرا بالأشعة تحت الحمراء.
يبدو أن الكاميرا، من خلال استخدام التصوير الحراري، قادرة على اكتشاف درجات حرارة الجسم لأفراد مختلفين، كما تم عرضها في محطة حافلات مزدحمة في الفيديو.
وصرح العميد عبيد الحثبور، مدير إدارة أمن المواصلات بشرطة دبي، بأن الخوذ الذكية تقوم بمسح درجة حرارة مستخدمي المواصلات العامة وقياس درجة حرارة الجمهور بكفاءة عالية، بالإضافة إلي وجود تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تقنية التعرف على الوجوه وتقنية قراءة أرقام السيارات. وتأتي هذه الخطوة تحقيقًا لاستراتيجية الإدارة لتأمين قطاع النقل والمواصلات وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد.
--الذكاء الاصطناعي: إستراتيجية وطنية في بلدان عربية
أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت محوراً أساسياً لصناعة مستقبل الدول والشعوب حول العالم، وعنصرا رئيسياً في خطط عمل حكومات المستقبل، ومحفزاً لنمو الأسواق العالمية والقطاعات الاقتصادية الجديدة.
وقال سموه إن "الإمارات من الدول السباقة عالمياً في تعزيز دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في رسم ملامح المستقبل، فهو ركيزة لاستراتيجياتنا المستقبلية وخططنا التنموية للخمسين عاماً المقبلة، وأداة حيوية لتطوير العمل في كافة المجالات المرتبطة بحياة الناس... وإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست محصورة على الخدمات الحكومية بل سترفع من مستوى معيشة الفرد في دولة الإمارات".
وأطلقت السعودية في مارس هذا العام البرنامج الوطني لتنمية قطاع تقنية المعلومات، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ((واس)). سيكون البرنامج أداة مهمة في نمو قطاع تقنية المعلومات بنسبة 50%، ورفع مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 10 مليارات ريال على مدى ست سنوات، إضافةً إلى إيجاد 10 آلاف وظيفة، حيث سيسهم البرنامج بدور حيوي في تشجيع القطاع الخاص المحلي ودعمه، لزيادة تبني حلول ومنتجات وخدمات تقنية المعلومات واغتنام الفرص الواعدة في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والواقع الافتراضي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والحوسبة السحابية، وغيرها من التقنيات المتطورة.
--الذكاء الاصطناعي: مجال تعاوني رحب مع الصين
لقد طورت مجموعة قوانغتشي الصينية ومقرها شنتشن خوذة ذكية لشرطة دبي. وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لتكون أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، حيث تم تعيين العالم الصيني آندرو تشي- تشيه ياو في مجلس إدارتها.
وشهدت الصين في السنوات الأخيرة دعماً كبيراً لإطلاق العنان أمام قوة الإبداع، حيث كشفت أرقام وردت في تقرير حول تنمية الذكاء الاصطناعي الصيني من الجيل الجديد عام 2019 أن عدد الوثائق الأكاديمية في مجال الذكاء الاصطناعي بلغ 305 آلاف وثيقة في الفترة ما بين عامي 2013 و2018، من بينها 74 ألف وثيقة معنية بوأت الصين المكانة الأولى في العالم، فضلا عن وصافة الترتيب العالمي من حيث عدد المؤسسات وحجم التمويل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، قال عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة في سبتمبر الماضي على هامش المعرض الصيني العربي، إن جميع الدول العربية تعمل على تطوير قدراتها الإنتاجية نظراً لأهمية الإنتاج كركيزة أساسية لأي تنمية اقتصادية، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من تسارع كبير في استخدام التكنولوجيا المتطورة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في الإنتاج.
وأبدى وزير الاتصالات المصري عمرو طلعت اهتمام بلاده بالتعاون مع شركة (هواوي) في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس، ونقل التكنولوجيا.
وفي الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي في عام 2018، أعلنت الصين أنها ستعمل على تعميق التعاون الثنائي في بناء المدن الذكية وصناعات الذكاء الاصطناعي. وتأتي تصريحات الجانبين الصيني والعربي لتؤكد عزمهما على دفع التعاون في التقنيات الجديدة ومن بينها الذكاء الاصطناعي.