بكين 5 أغسطس 2020 (شينخوا) حظيت النيازك المريخية، التي يُنظر إليها على أنها بمثابة هدايا من المريخ وكذلك وسيلة لدراسة الكوكب الأحمر، باهتمام متزايد من العلماء الصينيين على مدار العقود الماضية.
وذكر تقرير نشرته صحيفة العلوم والتكنولوجيا اليومية، أنه مؤخرا اكتشف باحثون من معهد الجيولوجيا والفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، نوعا من ثاني أكسيد السيليكون في نيزك مريخي وذلك للمرة الأولى.
وفي أول مهمة استكشافية للبلاد إلى المريخ، أطلقت الصين المسبار "تيانون-1"، متوجها إلى الكوكب الأحمر يوم 23 يوليو المنقضي. وتمضي الدراسة بشأن "الأحجار الثمينة" قدما منذ سقوط أول نيزك مريخي معروف على الأرض عام 1815.
وحتى 2 أغسطس الجاري، تم اكتشاف ما إجماليه 276 قطعة من النيازك المريخية على الأرض، بحسب قاعدة بيانات النيازك التابعة للجمعية النيزكية، والتي تضم أكثر من 70 ألفا من النيازك المسماة في العالم.
وقال شيوي وي بياو من مرصد الجبل الأرجواني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، "إجمالا، عدد النيازك المريخية المكتشفة على الأرض ضئيل للغاية ووزنها الإجمالي يتجاوز بقليل الـ200 كيلوجرام"، مضيفا أن النيزك المريخي أقل عرضة للسقوط على الأرض من نيازك الكويكبات الأخرى.
وفي قاعدة البيانات، يصل وزن أثقل نيزك مريخي، والذي سقط في نيجيريا في عام 1962، إلى 18 كيلوجراما، بينما يبلغ وزن أخف نيزك مريخي حوالي 0.48 جرام.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي تتطور بشكل مستمر أيضا طرق تحديد النيازك المريخية.
وقال تشانغ آي تشنغ، وهو أستاذ من جامعة نانجينغ، إنه في البداية كانت إحدى طرق تحديد تلك النيازك هو قياس ما إذا كان الغاز في زجاج النيزك متوافقا مع تكوين الغلاف الجوي للمريخ.
وتشكل الكويكبات التي تسقط على المريخ في درجات حرارة عالية زجاجا مصهورا، يحتوي على غازات مريخية. وقامت مركبة تجوال أمريكية باستكشاف المريخ في عام 1975 وتحليل تكوين الغلاف الجوي للمريخ، والذي تبين أنه يتكون من غازات مثل ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والنيون والكريبتون.
وأضاف شيوي أن ثمة طريقة أخرى تتمثل في التحقق من عمر النيزك من خلال قياس تكوينه من النظائر المشعة.
وكان المريخ نشطا بركانيا قبل 200 مليون عام. ومن ثم فإن النيازك المريخية يتراوح عمرها بشكل عام بين 200 مليون عام و ملياري عام، بينما يكون عمر النيازك من كويكبات أخرى أو القمر أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف شيوي أنه علاوة على ذلك فإن محتوى عناصر محددة في النيازك المريخية يوفر دعما كذلك لتحديد هويتها. ومن ذلك على سبيل المثال أن النيزك المريخي لديه تكون مختلف من نظائر الأكسجين عن القمر والأرض.
وأوضح تشانغ أنه في الوقت الراهن غالبا ما تكتشف النيازك المريخية في الصحراء وفي منطقة القطب الجنوبي، مضيفا أنه مع طبقة سميكة من الجليد، يمكن للقطب الجنوبي دفن النيازك الساقطة وحفظها جيدا لفترة طويلة من الزمن.
كما يمكن حفظ النيازك في الصحراء لمئات السنين بفضل البيئة الجافة، لكنه بالمقارنة مع منطقة القطب الجنوبي، حيث يُبقي الجليد الصلب النيازك في مكانها، فإنها لن تتركز في منطقة واحدة، بحسب ما ذكر لين يانغ تينغ من معهد الجيولوجيا والفيزياء.
ولسنوات عديدة كرس علماء صينيون أنفسهم لاستكشاف أدلة بشأن حياة المريخ وتطوره، متخذين من النيازك وسيلة لذلك.
وفي عام 2014، اكتشف فريق لين أن عباءة المريخ تحتوي على عُشر كمية المياه الموجودة بعباءة الأرض، ما يشير إلى أن المريخ كوكب جاف للغاية.
وقبل حوالي 3 مليارات عام، كانت هناك مياه جارية على سطح المريخ. ومع برودة الكوكب تدريجيا، هربت بعض المياه من الكوكب الأحمر وتحول البعض الآخر إلى أنهار جليدية في باطن الكوكب وتربة متجمدة، وفقا لنتائج بحوث فريق لين.
وأضاف شيوي "نأمل دوما أن نعرف ما هي التغيرات الجيولوجية الكبيرة التي حدثت على المريخ، وما إذا كان قابلا للسكنى من قبل البشر، ونتطلع إلى الحصول على المزيد من الإجابات من خلال النيازك المريخية".