الأمم المتحدة 28 يوليو 2020 (شينخوا) حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيثس يوم الثلاثاء من أن محادثات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين قد تفشل.
وقال غريفيثس في إحاطة لمجلس الأمن "الفرصة التي تمثلها هذه المفاوضات عرضة لخطر الإفلات بشكل حقيقي، مما يهدد بدخول اليمن في مرحلة جديدة من التصعيد المطول والانتشار الجامح لكوفيد-19 والانهيار الاقتصادي".
وأكد أنه ما زال لديه الأمل، لكنه لا يريد "تجميل الأمور".
وأردف غريفيثس أن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن إعلان مشترك يتضمن وقف إطلاق نار على الصعيد الوطني، والتدابير الاقتصادية والإنسانية، واستئناف العملية السياسية الهادفة إلى إنهاء الصراع بشكل شامل، مستمرة منذ أربعة أشهر. ورغم أن الطرفين قدما ملاحظات حول مسودات ومقترحات مختلفة، إلا أنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن النص النهائي.
وأشار إلى أن العملية كانت طويلة وصعبة وشهدت زخما وعقبات كبيرة للغاية في نفس الوقت.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إن هذا ربما يكون أمرا طبيعيا لأي عملية وساطة تتعامل مع قضايا ذات أهمية كبيرة للأطراف. ولكن من المهم أن يواصل الطرفان الانخراط في العملية. ويجب الانتهاء من المفاوضات قبل أن تُسد نافذة الفرصة.
وأضاف "بصفتي وسيطا وليس كمفاوض ما زلت أحاول سد الفجوة بين مواقف الطرفين"، مشددا على ضرورة أن يواصل الطرفان الانخراط في العملية، وتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات الشعب اليمني.
وفي هذا الصدد، أكد غريفيثس التزام الأمم المتحدة ببذل كل ما في وسعها لدعم الطرفين في التوصل إلى اتفاق يضع اليمن على الطريق نحو مستقبل سلمي ومزدهر.
ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والدول التي لديها مصلحة في استقرار المنطقة ومستقبلها إلى تقديم دعمها الكامل لإقناع جميع المعنيين بالمضي قدما بسرعة لاستكمال مفاوضات السلام بنجاح.
وأكد أن المسؤولية تقع في النهاية على عاتق الأطراف لتحقيق هذه الغاية، مضيفا أن الفترة المقبلة ستختبر الإرادة السياسية لدى الطرفين لإحراز تقدم.
في الوقت نفسه، أعرب غريفيثس عن قلقه العميق إزاء الوضع العام في اليمن.
وقال إن الوضع العسكري لم يتحسن خلال الشهر الماضي، وتشير المؤشرات المتعلقة بالاقتصاد جميعها إلى السير في الاتجاه الخاطئ.
وقال إن أسعار المواد الغذائية ترتفع والعملة تنخفض. ومعظم اليمنيين ليس لديهم ما يكفي من المال في جيوبهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأكد أنه لا توجد حلول سريعة لمشاكل اليمن الاقتصادية. لكن الأطراف بحاجة إلى الاتفاق على خطوات لإبعاد الاقتصاد عن الصراع، مشيرا إلى أن الشعب اليمني هو الذي يدفع ثمن تسليح الاقتصاد وتسييسه.
كما شدد غريفيثس على ضرورة إزالة جميع العقبات التي تعترض الواردات والتوزيع المحلي للوقود والسلع الأخرى الحيوية على السكان المدنيين.
وتطرق غريفيثس أيضا إلى "ناقلة صافر" النفطية العائمة في البحر الأحمر، والمخاوف البيئية والاقتصادية والإنسانية التي قد تنجم عن أي تسرّب من الناقلة أو انفجارها. وقال إن ذلك يهدد بتدفق أكثر من مليون برميل من النفط في البحر الأحمر.
وأضاف أنه على الرغم من تأكيد المتمردين الحوثيين في بداية هذا الشهر كتابة أنهم سيسمحون لمهمة فنية مخطط لها منذ فترة طويلة، تحت إشراف الأمم المتحدة، بالوصول إلى الناقلة بهدف تقييم وضعها، وإجراء أي إصلاحات أولية محتملة، وصياغة توصيات بشأن الإجراءات الإضافية المطلوبة، لكن الأمم المتحدة لا تزال بانتظار الأذونات اللازمة لنشر هذا الفريق.