أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في 13 يوليو ما يسمى ببيان متعلق ببحر الصين الجنوبي، متجاهلة جهود الصين ودول الآسيان للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، وتشويه الحقائق ذات الصلة لبحر الصين الجنوبي والقوانين الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، مما يخلق التوتر في المنطقة واستفزاز الصين، وإثارة المشاكل في العلاقات بين الصين ودول المنطقة، واتهام الصين بشكل غير معقول. وأن تجاهل البيان خط العرض التاريخي وخط الطول والحقائق الموضوعية لقضية بحر الصين الجنوبي، هو انتهاك بالتزام الحكومة الأمريكية الصريح بقضية سيادة بحر الصين الجنوبي، وهو غير مسؤول للغاية. والصين تعرب عن استيائها الشديد ومعارضتها الشديدة لذلك.
يعود تاريخ أنشطة الشعب الصيني في بحر الصين الجنوبي لأكثر من 2000 سنة. وإن الصين أول من اكتشفت وسمت وطورت واستغلت جزر بحر الصين الجنوبي والمناطق البحرية ذات الصلة، ومارست السيادة والولاية القضائية على جزر بحر الصين الجنوبي والمناطق البحرية ذات الصلة في وقت مبكر وبطريقة سلمية وفعالة. وإن سيادة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي وما يتصل بها من حقوق ومصالح في المنطقة قد تم إرساؤها في عملية تاريخية طويلة، ولديها أساس تاريخي وقانوني كاف، وتمتثل للقوانين الدولية بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وإن موقف الصين واقتراحها بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح، فهو يعامل دائمًا البلدان المجاورة في بحر الصين الجنوبي على قدم المساواة ويحافظ على أقصى قدر من ضبط النفس في الحفاظ على السيادة على جزر بحر الصين الجنوبي وما يتصل بها من حقوق ومصالح في بحر الصين الجنوبي. ووفقًا لـ "إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي" الذي توصلت إليه الصين ودول الآسيان في عام 2002، تلتزم الصين بحل النزاعات المتعلقة بالسيادة الأرضية مع الدول ذات السيادة ذات الصلة مباشرة من خلال المفاوضات والمشاورات، وهي ملتزمة بالعمل مع دول الآسيان للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
يظل الوضع في بحر الصين الجنوبي في الوقت الحالي، مستقرًا بشكل عام ويتطور بشكل جيد بفضل الجهود المشتركة بين الصين ودول الآسيان. وقد حقق التعاون بين الصين وبلدان الآسيان في مجالات البحث والإنقاذ البحري، وحماية البيئة البحرية، والبحث العلمي البحري، وغيرها من المجالات، تطورات إيجابية عديدة. كما أن المشاورات بشأن "قواعد سلوك بحر الصين الجنوبي" تتقدم بسرعة وبطريقة منظمة ودخلت الآن الجولة الثانية من مرحلة مراجعة النص. وفي البيان المشترك للاجتماع الثاني والخمسين لوزراء خارجية الآسيان، أشاد وزراء الخارجية العشرة بجهود الصين ودول الآسيان لجهودهم لاستكمال المسودة الأولى لنص التشاور الوحيد لـ "قواعد سلوك بحر الصين الجنوبي" في وقت سابق، وأعربوا عن اعتقادهم بأن نتائج المشاورات كانت مشجعة. كما أكد وزراء خارجية دول الآسيان مرة أخرى على أنه من المفيد لجميع الأطراف العمل معا للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وفي ظل المعركة العالمية ضد كوفيد -19، ركزت الصين ودول الآسيان جهودها على التعاون في مكافحة الوباء، ودعم بعضها البعض ومساعدة بعضها البعض، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين. ويشهد بحر الصين الجنوبي تتنقل السفن والطائرات التي تنقل المواد المضادة للوباء ويصبح بحر الصين الجنوبي بحرًا من المساعدة والتعاون المتبادلين بين الصين ودول الآسيان لمكافحة الوباء معًا.
الولايات المتحدة ليست طرفًا في النزاعات في بحر الصين الجنوبي، لكنها مدفوعة بمصالحها الذاتية، خشية من أن يحافظ بحر الصين الجنوبي على استقراره وأمنه، ما يجعلها تبذل قصارى جهدها لإثارة العواصف وتعكير مياه بحر الصين الجنوبي. وليس هناك شك في أن الولايات المتحدة هي البادئة بعسكرة بحر الصين الجنوبي، وهي المخلّة والمدمرة والمزعجة للسلام والاستقرار في المنطقة. وتستغل قضية بحر الصين الجنوبي لإثارة الازمات، الأمر الذي يتعارض مع جهود وتطلعات دول المنطقة المحبة للسلام. وقد أرسلت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، عمدًا قواتها لإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق في المياه ذات الصلة ببحر الصين الجنوبي، ما كشفت بشكل إضافي عن مؤامرتها لتعزيز عسكرة بحر الصين الجنوبي. ويجب أن تكون دول المنطقة شديدة اليقظة بشأن هذا الأمر.
إن السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي مرتبطان ارتباطا وثيقا بأمن وتنمية وازدهار بلدان المنطقة، ورفاهية شعوب بلدان المنطقة. وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار والتنمية في بحر الصين الجنوبي هو التطلع المشترك والمسؤولية المشتركة للصين ودول الآسيان، وهو يخدم المصلحة المشتركة لجميع البلدان. وستواصل الصين حماية سيادتها وأمنها بحزم ووفقا للقانون، والمحافظة بشكل حازم على علاقات ودية وتعاونية مع دول المنطقة، وعلى السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وإن أي ادعاء او خداع من قبل الولايات مقدر أن يذهب سدى، ولن تنجح مؤامرة تعكير بحر الصين الجنوبي.