بكين 14 يوليو 2020 (شينخوا) نشرت الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان اليوم الثلاثاء مقالا يكشف عن الواقع القاسي للفجوة الخطيرة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة تحت غطاء ازدهارها الشامل.
ويفيد المقال المنشور تحت عنوان "الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء تؤدي إلى تفاقم قضايا حقوق الإنسان في الولايات المتحدة"، بأن الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة سلطت المزيد من الضوء على أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية القائمة في المجتمع الأمريكي وتفاقمها، وهو ما يدفع الناس الذين يعيشون في القاع نحو وضع أكثر صعوبة.
وقال المقال إن الولايات المتحدة لديها مستوى عال من الاستقطاب في الدخل، مشيرا إلى أن حجم طبقتها الوسطى آخذ في التقلص، بينما مازالت معدلات الفقر بها مرتفعة.
واستشهد المقال بتقرير أفاد بأن ثروة أغنى 0.1 في المائة من الأسر الأمريكية تعادل ثروة 90 في المائة من الأسر الأمريكية الفقيرة.
ونقل المقال عن تقرير مقرر خاص للأمم المتحدة قوله إن الولايات المتحدة لديها أوسع فجوة بين الأغنياء والفقراء ضمن كافة الدول الغربية، حيث يعيش عشرات الملايين من المواطنين الأمريكيين في فقر، مشيرا إلى أن الحلم الأمريكي يتحول بسرعة إلى "الوهم الأمريكي".
وأشار المقال إلى أن ما يقرب من نصف الأسر الأمريكية غير قادرة على الحفاظ على مستوى معيشي لائق، بينما تواجه الفئات ذات الدخل المنخفض خطر الجوع ولا تستطيع التمتع بفرص متساوية في الحصول على التعليم، ويعيش المشردون في ظروف سيئة، ويواجه الأطفال الفقراء والأمهات العازبات حياة صعبة في الولايات المتحدة.
وذكر المقال أن الضغط الناجم عن الفقر قد أدى إلى تدهور الحالة الصحية العامة للأمريكيين، وأن أولئك الذين فقدوا تأمينهم الطبي بسبب الفقر غير قادرين على تحمل النفقات الطبية، فضلا عن أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء أدت إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع وزيادة معدلات الانتحار في البلاد.
وقال المقال "إن ما يسمى بالنظام الديمقراطي الأمريكي يحرم المواطنين من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يؤدي إلى فجوة متزايدة بين الأغنياء والفقراء".
وتابع المقال أن حكومة الولايات المتحدة تفتقر إلى الإرادة السياسية لتغيير الجذور الهيكلية التي تؤدي إلى الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وبدلاً من ذلك، فإنها تبنت سلسلة من السياسات والتدابير التي تزيد من اتساع الفجوة.
وأضاف المقال أن الأمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنظام السياسي الأمريكي ومصالح رأس المال التي تمثلها الحكومة الأمريكية، مشيرا إلى أن التطوير النشط للأساليب السياسية المتعلقة بالمال حوَّلَ حكومة الولايات المتحدة إلى متحدث باسم الأغنياء.
وقال المقال إن استمرار الفقر المدقع هو خيار سياسي يتبناه من هم في السلطة.
وأشار المقال إلى أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة ستمثل اتجاها مستقرا وطويل الأجل، وأن التأثير السلبي الشديد الذي أحدثته إزاء تمتع الشعب الأمريكي بحقوق الإنسان وتحقيقها، سيستمر في التفاقم.