14 يوليو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ توّج مشروع "الحلول الذكية الكاملة uAI لتشخيص الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد" بجائزة الشرف للمؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي ضمن قائمة بـ 5 مشاريع فائزة، على هامش القمة السحابية لمؤتمر 2020 للذكاء الاصطناعي الذي عقد في الفترة من 9 إلى 11 يوليو. ووفقًا للإحصاءات، يستخدم أكثر من 100 مستشفى في جميع أنحاء الصين "نظام التحليل المساعد الذكي للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد". كما يتم استعماله في عدد من دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وماليزيا وإيطاليا وشمال إفريقيا وغيرها.
منذ تفشي وباء كورونا المستجد، استخدمت العديد من البلدان البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وغيرها من التقنيات الرقمية للوقاية منه. وفي هذا الصدد، نشرت مجلة "ذي لانسيت" في 29 يونيو مقالاً بعنوان "استخدام التكنولوجيا الرقمية في الاستجابة لجائحة كورونا المستجد"، حيث لخص طرق استخدام الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة والسويد ودول أخرى التكنولوجيا في ستة جوانب لصياغة الخطط وتتبع المسارات، وفحص الأشخاص المصابين، وتتبع الاتصالات عن قرب، والعزلة الذاتي، وإدارة العيادات الخارجية، والإمدادات الطبية، وغيرها من الاجراءات الرامية إلى منع انتشار الوباء والسيطرة عليه بدقة وتقديم المساعدة للفرق الطبية.
رسم توضيحي على مجلة "ذي لانسيت"، لطرق استخدام التكنولوجيا في مكافحة الوباء
وفيما يتعلق بتطبيق التكنولوجيا الرقمية لمكافحة الوباء، تم التطرّق إلى "التجربة الصينية" عدة مرات في تقارير وسائل الإعلام العالمية. ففي مقال نشر في 15 أبريل، ذكرت مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو" أن استخدام الصين للتكنولوجيا الرقمية لم يقتصر على تتبع الاتصالات الوثيقة بالصامبين. على سبيل المثال، قامت شركة "شانتهانغ للتكنولوجيا"، وهي شركة صينية رائدة في تكنولوجيا التعرف على الوجه، بتطوير وتطبيق "الحلول الذكية في مكافحة فيروس كورونا المستجد"، والتي يمكنها اكتشاف 0.3 درجة مئوية من الحرارة بدقة متناهية، عن طريق دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع التكنولوجيا الحرارية بالأشعة تحت الحمراء. إلى جانب التعرّف على الأشخاص الذين لا يرتدون الكمّامات بدقة تصل إلى 99 ٪.
وذكرت مقالة "ذي لانسيت" أن خوارزميات التعلم الآلي التي تم تطويرها في الصين يمكن أن تتوقع احتمالية إصابة الشخص المصاب أيضًا بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة أو أمراض رئيسية أخرى. ويمكن لنماذج التنبؤ هذه، توجيه عملية اتخاذ القرار السريري وتخصيص الموارد وتحديد مناطق ومستشفيات الحاجة إلى الرعاية الطبية الشديدة.
تقرير لقناة بي بي سي البريطانية عن استخدام التقنية الرقمية في مكافحة الوباء
ذكر موقع قناة بي بي سي البريطانية في مقال بعنوان "فيروس كورونا المستجد: الهجوم التقني الصيني المضاد"، أنه وخلال المراحل الأولى من تفشي الوباء، قامت الصين بتطبيق التكنولوجيا الرقمية في أعمال التعقيم والتشخيص الأولي لتقليل مخاطر العدوى المتقاطعة إلى أقصى حد ممكن.
قيمة التجربة الصينية بالنسبة للدول الأخرى
منذ بداية انتشار وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد إلى الاستئناف التدريجي للإنتاج، اتخذت خريطة بايدو جملة من التدابير لمكافحة الوباء، من ثلاثة جوانب: البيانات الضخمة من حيث الزمان والمكان، وبيانات نقاط المعلومات وخدمات السفر. وتم إطلاق موقع "بايدو لرصد حركة السكان" على الانترنت من 22 يناير 2020 إلى 8 مايو لتوفير خدمات البيانات الضخمة حول التنقل لأكثر من 2.5 مليار شخص، والاستفادة الكاملة من البيانات الضخمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتزويد الجمهور بأدوات مريحة، مثل الاستعلام عن عيادات الحمّى، والتحقيق في الوضع الوبائي في مختلف الأحياء السكنية.
موقع بايدو لرصد حركة السكان
أصدرت وكالة أبحاث البيانات الدولية IDC تقريرا بعنوان "وباء فيروس كورونا الجديد يحفز تطور صناعة البيانات الضخمة". حيث أشار إلى أنه منذ تفشي الوباء، قامت خريطة بايدو، بتحديث معلومات الوقاية ومكافحة الوباء، وإطلاق خدمات ووظائف جديدة لتلبية حاجة المستخدمين."
وتقدم خبرة الصين في الوقاية والمكافحة مرجعاً للدول الأخرى. حيث ذكر تطبيق الملاحة في إيران الأكثر شعبية "خرائط نيشان"، الذي يستخدمه أكثر من 4 ملايين مستخدم، أنه استعان بتجربة بايدو واتبع نهجا مماثلا. يمكن لمستخدمي نيشان الآن التحقق من كثافة الأشخاص من خلال خريطة حرارية لتجنب الاحتكاك.
توفر التكنولوجيا الرقمية في الصين أيضًا مرجع بيانات موثوقًا للتحليلات العلمية في جميع أنحاء العالم. إذ نشرت فرق من ست دول بما في ذلك جامعة أكسفورد، وكلية الطب بجامعة هارفارد، ومستشفى بوسطن للأطفال، وجامعة السوربون في فرنسا أوراق بحثية في المجلة العلمية "ساينس"، استندوا فيها لبيانات خرائط بايدو.
على الرغم أن المكافحة الرقمية للوباء لا تزال بالحاجة إلى تحسين، على سبيل المثال، في المناطق ذات الدخل المنخفض أو في المناطق النائية. لكن لا يمكن إنكار أنه مع انتشار الوباء في العالم، شهدت المكافحة الرقمية للوباء تقدما كبيرا في مختلف أنحاء العالم.
أمام الوضع الوبائي، استخدمت شركات الإنترنت الرئيسية في الصين التكنولوجيا الرقمية لتوفير تغطية بالانترنت من أجل المساعدة في مكافحة الوباء والانعاش الاقتصادي، وهو ما لم يجد تثمينا من منظمة الصحة العالمية فحسب، بل وفّر أيضًا مرجعًا لبلدان أخرى لاستخدام التقنية في مكافحة الوباء.