القاهرة 10 يونيو 2020 (شينخوا) يعقد وزراء الري في مصر وإثيوبيا والسودان اليوم (الأربعاء) اجتماعا ثانيا حول ملف سد النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق ويثير مخاوف القاهرة، بعد استئناف المفاوضات الثلاثاء إثر توقف لأشهر.
وعقد وزراء الري في الدول الثلاث أمس الثلاثاء اجتماعا عبر تقنية الفيديو، بحضور مراقبين دوليين من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رأت القاهرة أن من الصعب وصفه بـ"الإيجابي".
وجاء الاجتماع بعد مرور ثلاثة أسابيع من دعوة الخرطوم إلى عودة الدولا الثلاث إلى مائدة المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، بحسب وزارة الري والموارد المائية المصرية.
وقالت الوزارة في بيان اليوم إنه "من الصعب وصف الاجتماع بأنه كان إيجابيا أو وصل إلى أي نتيجة تذكر، حيث ركز على مسائل إجرائية ذات صلة بجدول الاجتماعات ومرجعية النقاش ودور المراقبين وعددهم".
وأوضحت أن "المناقشات عكست وجود توجه لدى إثيوبيا لفتح النقاش من جديد حول كافة القضايا، بما في ذلك المقترحات التي قدمتها إثيوبيا في المفاوضات باعتبارها محل نظر من الجانب الإثيوبي، وكذلك كافة الجداول والأرقام التي تم التفاوض حولها في مسار واشنطن، فضلا عن التمسك ببدء الملء في يوليو" المقبل.
وتابعت أنه تم التأكيد خلال الاجتماع على ثوابت الموقف المصري، وتضمنت مطالبة إثيوبيا بالإعلان عن أنها لن تتخذ أي إجراء أحادي بالملء لحين انتهاء التفاوض والتوصل لاتفاق.
كما تضمنت أن مرجعية النقاش هي وثيقة 21 فبراير 2020 التي أعدتها الولايات المتحدة والبنك الدولي بناء على مناقشات الدول الثلاث خلال الأشهر الماضية.
وطالبت مصر بأن تكون فترة المفاوضات من 9-13 يونيو الجاري للتوصل إلى الاتفاق الكامل للملء والتشغيل، وبأن يكون دور المراقبين كمسهلين.
وأشار البيان إلى أنه "تم التوافق في ختام الاجتماع على عقد اجتماع اخر بحضور المراقبين اليوم".
وكانت مصر وإثيوبيا والسودان قد عقدت سلسلة اجتماعات في واشنطن منذ السادس من نوفمبر الماضي، على مستوى وزراء الخارجية والموارد المائية، تخللها أيضا اجتماعات بالتناوب في عواصم هذه الدول، بحضور ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي.
ووقعت مصر، منفردة وبالأحرف الأولى اتفاقا لملء وتشغيل سد النهضة أعدته واشنطن والبنك الدولي، في ختام مفاوضات استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية في 27 و28 فبراير الجاري، وتغيبت عنها إثيوبيا.
ومنذ ذلك الحين توقفت المفاوضات بين الدول الثلاث.
وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ أكثر من خمسة أعوام، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب.
ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.