وويو في طريقه لتوصيل الدواء. مصدر الصورة: حساب وو على الويبو |
11 مايو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "طب طب"، لا أحد يفتح الباب، وخرجت يد من النافذة القريبة. قام وويو بتسليم الخبز والكعك وطعام الغداء والكمامات لليد الممدودة من الشباك الجانبي.
هذا اليوم هو يوم 25 يناير، اليوم الأول من السنة الصينية الجديدة، وهو اليوم الأول أيضا الذي يقوم فيه الشاب وويو بتوصيل الدواء في أنحاء مدينة ووهان.
منذ ذلك اليوم، كان وويو يستخدم دراجة كهربائية وهاتفا محمولا للتنقل داخل شوارع وأزقة ووهان كل يوم لتوصيل الأدوية والإمدادات التي تمس الحاجة إليها بالنسبة للباحثين عن المساعدة. منذ ذلك اليوم وحتى يوم إعلان "إلغاء الحظر" في مدينة ووهان، قام وويو بقطع آلاف الكيلومترات وساعد أكثر من 700 شخص ممن لا يعرفهم على البقاء على قيد الحياة خلال أصعب الأوقات.
وويو في الأصل هو مدرّس مدرب بمدرسة ثانوية في مدينة ووهان، كان يحب إنشاء مقاطع الفيديو ولعب موسيقى الراب.
خلال ذروة تفشي الوباء في ووهان، طلب منه أحد أولياء الطلبة الذي كان يعرفه بأن يساعده في توصيل بعض الكمامات والأدوية. فقام وويو بكل بساطة بنشر تدوينة على صفحته على تطبيقة الويبو، قال فيها: "يمكنني أن أصل بالدراجة إلى منطقة جيانغ آن ومنطقة جيانغ هان، ومنطقة تشياو كوو. إن كان هناك من هو خارج مدينة ووهان ولديه أقارب كبار في السن داخل البيوت ممن يستحقون المساعدة، فأنا على استعداد بأن أقوم بتوصيل كل المستلزمات إليهم، وبدون أي مقابل."
كانت الفكرة الأولية لوويو هي مساعدة الناس في طريقه، وكان معظم متابعيه على ويبو، والبالغ عددهم أكثر من 300 متابع، ممن يعرفهم من الأصدقاء والأقارب. وبشكل غير متوقع، ظهر فجأة أكثر من 1000 طلب للمساعدة على حسابه في الويبو، بل وكان جميعهم ممن لا يعرفهم من الناس.
"الآن بما أنني قدمت وعدا، فيجب عليّ أن أسعى جاهدا للقيام بذلك." قال وويو محدثا نفسه. قام وويو بدعوة تلميذه هوانغ شينيوان وطلب منه المساعدة في توصيل المستلزمات، ثم قام الإثنان بشراء الدواء وتسليمه لأصحابه بشكل منفصل.
كانت طلبات المساعدة كثيرة جدا، قام وويو وهوانغ شينيوان باختيار الأسر الأكثر حاجة للمساعدة، والأقرب إليهم، وكان عددهم ثماني أو تسع أسر، خرج الإثنان من الساعة الثانية بعد الظهر، قاما بتوصيل الدواء وعادا إلى البيت وقد تجاوزت الساعة العاشرة ليلا.
خلال رحلتهما لتوصيل الدواء، شعر الإثنان بالخوف المؤكد. فهما يقومان بتوصيل الدواء للمرضى، ومن المرجح أن يكون هؤلاء المرضى ممن يعانون من الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، وهو ما يمثل أمرا خطيرا للغاية.
"بما أننا بدأنا، فلنقم أولا بتوصيل الدواء، وبعدها لكل حادث حديث"، قال الإثنان مخاطبين بعضهما البعض. وقال وويو:" نحن لسنا على درجة كبيرة من النبل، لكنه أيضا لا يمكننا رفض أولئك الذين هم بحاجة للمساعدة."
عدد الطالين للمساعدة يزداد شيئا فشيئا. قرر وويو بأن يستمر في توصيل الدواء إلى محتاجيه. وأن يقوم أولا بتسلم مبلغ شراء الدواء، ثم يقوم بتوصيله بدون مقابل، والأولوية للأطفال والشيوخ.
يوم 27 يناير، كان اليوم الثالث الذي يقوم فيه وويو بتوصيل الدواء، تلقى فيه طلبا عاجلا للمساعدة.
كانت الساعة العاشرة مساء من ذلك اليوم، وكانت السماء تمطر في الخارج، استلقى وو يوو لتوه ليرتاح، لكنه تلقى مكالمة هاتفية من شخص يقول بأن عمه وعمته يخضعان للحجر الصحي المنزلي في مدينة ووهان، وأن العم يعاني من أعراض ضيق في التنفس، ولا يوجد دواء في المنزل، كما أنه لا يوجد أحد من الأهل معهم، والوضع مقلق للغاية.
قام وويو بارتداء معطف واق من المطر، وقبل المغادرة، أحضر صندوقا فيه برتقال – لأن فيتامين سي الذي يحتاجه العم المريض غير متوفر حاليا، وقد يكون هذا البرتقال مفيدًا. كان المكان الذي يقطنه الرجل العجوز عبارة عن منطقة سكنية جديدة تبعد مسافة قدرها 10 كيلومترات. لم يكن موقعها موجودا على الخريطة. ولم يتمكن وويو من العثور على المكان إلا بناءً على الوصف التقريبي من خلال الموقع. وعند وصوله إلى المنطقة السكنية، لم يتمكن من العثور على المبنى المحدد.
بدأ وويو، على عجل، يتنقل من مبنى إلى آخر تحت المطر وينادي بصوت عال على العم المريض، أخيرا جاء الرد عند وصوله إلى المبنى السادس. عند تسلمه للدواء، أعرب الرجل العجوز عن شكره الجزيل بصوت باك.
بعد مرور ثلاثة أيام، تم إبلاغ وويو بأن العم المريض قد تم نقله إلى مستشفى مجتمعي وأن وضعه في تحسن. وبدا مستخدم الإنترنت الذي طلب المساعدة ممتنا للغاية، وقال بأن عمه المريض حصل على الدواء في أكثر الأوقات حرجًا وربح وقت العلاج.
قال وو: "منذ ذلك الوقت، أصبحت أحس بأنني ربما بصدد إنقاذ الأرواح البشرية"
بحلول منتصف فبراير، بدأ المزيد من الأقران في الانضمام، وشكلوا تدريجيًا فريقًا حول وويو، تكفل البعض بالتحقق من المعلومات عبر الإنترنت، فيما تكفل البعض الآخر بتوصيل الدواء، وأصحت عملية تسليم الدواء تغطي مدينة ووهان بأكملها.
قام وويو أيضًا بإنشاء مجموعة تضم 250 شخصًا على تطبيق الويتشات، بما في ذلك المستشارين النفسيين والأطباء والمرضى، بالإضافة إلى مهندس برمجيات الخرائط، الذي خطط خصيصًا طرق جديدة لتوصيل الأدوية بشكل يومي ...
الخضروات التي قام فريق من المتطوعين من سيتشوان بإرسالها إلى وويو. مصدر الصورة: حساب وو على الويبو
في الوقت نفسه، تجاوز عدد المعجبين بوويو على تطبيق الويبو المليون، وجاءت التبرعات من كل حدب وصوب: فقد أرسل فريق من المتطوعين في سيتشوان بعض الأدوية الرئيسية إضافة إلى 4 أطنان من الخضروات؛ وأرسلت مجموعة من الكتاب في بكين ملابس واقية وكحول، كما قام بعض الطلبة الصينيين في الخارج بإرسال الكمامات...
خلال نهاية شهر مارس، بدأت شركات التوصيل في مدينة ووهان باستئناف عملها بشكل كامل، وتم فتح خطوط الحافلات ومترو الأنفاق بشكل تدريجي، وتناقص عدد الطالبين للمساعدة شيئا فشيئا. في أكثر من شهرين، حصل وويو على عدد لا يحصى ولا يعد من "عبارات الشكر والثناء" من الملايين من مستخدمي الإنترنت.
يشعر وويو بأن كل هذا التعب والجهد لم يذهب سدَى. وكتب على حسابه في الويبو: "أكثروا من مساعدة بعضكم البعض، أكثروا من الاهتمام ببعضكم البعض، ليس عند حدوث الكوارث فحسب، بل حتى بعد الكوارث.