طرابلس 27 ابريل 2020 (شينخوا) أشاد مسؤول بارز في المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بالمساعدات التي تقدمها الصين لقارة افريقيا لمكافحة مرض فيروس كورنا المستجد (كوفيد-19)، واعتبرها برهانا على التضامن العالمي خلال تلك الأزمة.
وقال رئيس لجنة إجراءات مكافحة (كوفيد-19) في المجلس محمد صمّود، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الصين تبرهن مجددا على التضامن مع العالم في الأوقات الصعبة، خاصة قارة افريقيا التي ترتبط معها بعلاقة وطيدة"، واصفا الصين بـ "الصديق القديم والموثوق به".
وأضاف أن الصين "عبرت عن دعمها ووقوفها مع الشعب الليبي، واستعدادها لتقديم كل خبراتها لتخطي هذه الأزمة، وهذا دليل على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين".
وتابع قائلا "نشكر القيادة الصينية وشعبها على الوقوف مع ليبيا في مثل هذه الظروف الصعبة، حيث يخوض العالم حربا شرسة ضد مرض فيروس كورونا المستجد".
ومضى قائلا "نعتبر المساعدات الأخيرة التي قدمتها بكين لليبيا، تعبيرا حقيقيا عن احساسها بالآخرين ورسالة مهمة للشعور بالإنسانية، ونتوقع مواصلة دعمها لليبيين عبر تقديم الدعم الطبي اللازمة، وتزويدنا بكل المعلومات والخبرات حول كوفيد 19".
وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دوليا في 18 أبريل الجاري، وصول شحنة مساعدات طبية مقدمة من مؤسسة (جاك ما) الصينية.
وتضمنت الشحنة التي وصلت إلى طرابلس تحت إشراف الاتحاد الافريقي، معدات ومواد تشغيل مختبرات وأجهزة طبية.
وتقدم الصين دعما مختلفا إلى دول منطقة الشرق الأوسط لمواجهة مرض فيروس كورونا المستجد.
وشمل الدعم الصيني مساعدات طبية، بما في ذلك كمامات ومجموعات اختبار، بالإضافة إلى تقاسم خبراتها في مكافحة الوباء من خلال إرسال فرق خبراء إلى دول المنطقة وعقد اجتماعات عبر الفيديو.
وأكد المسؤول الليبي أهمية التضامن الدولي لمكافحة (كوفيد-19)، وقال إن "ليبيا تعتقد أن العالم ليس أمامه إلا التضامن وتقاسم المعلومات والجهود والأبحاث العلمية، وليس التخوين والتشكيك وتوجيه الاتهامات دون أدلة".
وأردف "الصين أظهرت من خلال العمل الكبير والشفاف، أن هناك فرصة كبيرة موجودة للقضاء على كوفيد 19 وذلك عبر إصلاح النظام الصحي واتخاذ إجراءات مشددة والتضحية دون تردد، للمساعدة في مكافحة المرض وعدم اتساع انتشاره".
وأوضح المسؤول الليبي في السياق، أن التعاون بين بلاده ومنظمة الصحة العالمية يتم بطريقة انسيابية.
وقال صمود إن "عمل المنظمة واجب انساني قبل أن يكون متعلقا بمشاركة البيانات الطبية للأمراض، وهذا العمل لن ينجح إلا بالتعاون"، ودعا الى تأجيل توجيه الاتهامات للمنظمة بالتقصير أو عدم الجدية في مواجهة المرض والتركيز على طرق المكافحة ودعم الأبحاث التي تحاول ابتكار لقاح أو علاج.
وأكد أن "ليبيا تتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومكتبها في ليبيا يتواصل مع كافة الأجهزة العليا، ويقدم كل المشورات والنصائح حول مرض فيروس كورونا المستجد".
ويبلغ إجمالي المصابين بالمرض في ليبيا 61 حالة بينها 18 تماثلت للشفاء مع تسجيل حالتي وفاة.
وقررت حكومة "الوفاق الوطني" الليبية فرض "حظر تام" للتجول لمدة عشرة أيام، لمواجهة خطر تفشي (كوفيد-19)، قبل إعلان تخفيف حظر التجول ابتداء من غدا الثلاثاء ولعشرة أيام لمدة 12 ساعة يوميا.
وفرضت ليبيا منتصف مارس الماضي حالة الطوارئ وقررت إغلاق الحدود البرية والجوية لمدة ثلاثة أسابيع لمواجهة مخاطر الإصابة بالمرض قبل تمديدها حتى نهاية الشهر الجاري.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق غير معترف بها، يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني"، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011.