تعليق: الصين ضحية الوباء مثل بقية الدول

منذ تفشي وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، اتهم بعض السياسيين ووسائل الإعلام في امريكا الصين باخفاء حقيقة الوباء، وطالبوها بتقديم تعويضات للولايات المتحدة والعالم. واعتبارها "مصدر الفيروس " و "المكان الاول الذي شهد تفشي الوباء".

لكن هذه الادعاءات لايمكن ان تجد أسسا قانونية. فالفيروسات هي عدو مشترك للبشر، ويمكن أن تتفشى في أي وقت وفي أي مكان. والصين، مثل بقية الدول الاخرى هي ضحية أيضا. كما ان إنتاج الفيروس كان بالصدفة، وانتقاله عبر المضيف الوسيط إلى البشر حدث بالصدفة أيضا. ولايوفر القانون الدولي الحالي واللوائح الصحية الدولية اسانيد قانونية لتحميل دولة ما المسؤولية عن الوباء. وقد سبق أن حدثت العديد من الإصابات الفيروسية الكبرى في تاريخ البشرية، وكانت في بلدان مختلفة، وانتشرت دوليا. إذا تم تحميل الصين المسؤولية عن انتشار فيروس كورونا الجديد، فهل ستتحمل الدول الاخرى المسؤولية عن أوبئة مثل أنفلونزا H1N1 والإيدز و جنون البقر؟ وهل عليها ان تقدم تعويضات مالية؟

ان القانون الدولي يُحمل الدول "مسؤولية الدولة" عن الأضرار، حينما تتعلق هذه الاضرار بأفعال وممارسات ترتكبها دولة ما ضد القانون الدولي. أي أن ترتكب هذه الدولة افعالا تنتهك التزاماتها الدولية. لكن خلال فترة مكافحة الوباء، اتخذت الصين تدابير فعالة في الوقت المناسب وأوفت بالتزاماتها الدولية. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في 30 يناير حالة الطوارئ الدولية تجاه فيروس كورونا الجديد، وذلك بعد شهر من إرسال الصين إخطاراً بالوباء لأول مرة إلى منظمة الصحة العالمية. وهذا يعكس بأن الصين لم تتهاون في القيام بمسؤولياتها الدولية.