تعليق: ترّهات حول "تحكم" الصين في منظمة الصحة العالمية

انتشر فيروس كورونا الجديد على نطاق عالمي، واختلطت التقارير والمناقشات حول أصل الوباء، ورافقتها العديد من المغالطات. بينها مغالطة تدعي بأن الصين تتحكم في منظمة الصحة العالمية وتخفي حقيقة الوباء. بينما يبدو هذا الادعاء هشا وقابلا للانكسار أمام أبسط الحقائق.

أولا، إن منظمة الصحة العالمية هي منظمة دولية مستقلة تتألف من 194 دولة عضو في الأمم المتحدة ولا يمكن للصين ان تتحكم فيها. وداخل الفريق القيادي للمنظمة الذي يتألف من 21 شخصًا، هناك عضو صيني واحد فقط و 11 عضوا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا. وقد تسلّم العضو الصيني رن مينغهوي، منصب المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية للوقاية من الإيدز والسل والملاريا والأمراض المدارية المهملة ومكافحتها في يناير 2016.

ثانياً، قبل الإعلان عن تعليقها لدفع مستحقات عضوية منظمة الصحة العالمية، كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر لتمويل المنظمة. وإذا تم احتساب التبرعات، فإن الصين تحتل المرتبة السادسة في مصدر تمويل منظمة الصحة العالمية.

ثالثاً ، يتكون فريق خبراء منظمة الصحة العالمية من خبراء في مجالات الطب والصحة العامة، وقد اكتسبوا خبرة غنية في مجال مكافحة الأمراض المعدية ويعتمد عملهم على العلم والأدلة والمعرفة المهنية. ولا يقتصر الأمر على الصين فحسب، بل أن جميع الدول الأعضاء تقريبًا تدعم عمل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس ادهانوم. لذلك فإن الادعاء القائل "بتبعية مدير المنظمة للصين" و "انتخابه بدعم صيني" لا أساس له من الصحة.